عدنان سمور: جامعات الغرب وصحوة الضمير


من كان يُقَدِّر ، أن أحد الأعمدة الأساسية لمشروع هيمنة الغرب الجماعي بزعامة اميركا ، أي الجامعات ومراكز الأبحاث ، ستتحول إلى إحدى الأدوات الأساسية ، لفضح وتعرية هذا المشروع المستكبر والمستعلي والمجرم والمتوحش ، وإن في هذا الحراك الصادق والمخلص لطلاب الجامعات في أميركا والغرب ، إنتصاراً عجائبياً للفطرة الإنسانية التي بذل الغرب الجماعي جهوداً مظنية ، وموازنات تفوق التصور ، وإعلاماً خرافياً وعلوماً متقدمة من أجل استيعاب طبيعة النفس البشرية وآليات عملها ، كل ذلك من أجل الوصول الى أفضل أساليب التحكم بأفكار وسلوك الجماهير على إختلاف إهتماتها وخلفياتها وأنواعها ، كما سخَّر الغرب الجماعي لذات الغرض ، تقنيات هائلة في وسائل الإتصال والتواصل المعتمد على تحليلات واستنتاجات الذكاء الصناعي ، ورغم كل هذه الجهود تظهر في النهاية ، بوادر إنتصار الفطرة الإنسانية البسيطة والشفافة والناعمة ، على كل الحروب الخشنة والناعمة التي يخوضها إ لغرب الجماعي ، وتجبره على استخدام أبشع أساليب غطرسته وساديته وصلفه وتنكره للواقع وللقيم والأخلاق ، ولمبادىء الحرية وحقوق الإنسان ، وذلك ضد اعدائها في الخارج على امتداد العالم من كوبا وفنزويلا مروراً بفلسطين وصولاً الى تايوان ، وضد شعبها الذي يثبت بالقول والفعل أنه لا زال يتمتع بفطرة سليمة ، تحملته على رفض الظلم والتخلف والنفاق الذي تمارسه أنظمته الحاكمة ، على مستضعفي العالم .

أتحسب أنك جرمٌ صغيرٌ وفيك انطوى العالم الأعظم

كيف لا ، وكل يوم يمضي تقدم البشرية دليلاً إضافياً على أن الإنسان يمتلك في قلبه ووجدانه ، كنوزاً وأسلحة ، تعجز عن إخضاعها كل ترسانات أسلحة الظالمين المغرورين والمكابرين ، رغم ضخامتها وتعقيدها وانتشارها ، في هذا العالم .

وهكذا نفهم مدى ثقة المستضعفين المظلومين بالنصر الآتي بإذن الله ، ونفهم معنى التضحيات العظيمة التي يبذلها هؤلاء الشرفاء في غزة والضفة الغربية ودول محور المقاومة ، وفي كل مكان ، رهاناً منهم على حتمية إنتصار قدرتهم الباطنية المخلصة في نهاية المطاف ، وأنهم سيتمكنوا من تغيير واقع أمتهم والعالم كل العالم ، بإذن الله ، نحو الأفضل ، وهكذا يتمكن الضمير الإنساني الحي أن يجمع الإنسانية الخالصة في الشمال والجنوب ، والشرق والغرب ، ويوحدها ضد الظلم التاريخي العاتي ، الذي حملته العقول الجشعة والنوايا الخبيثة وحب التسلط والهيمنة ، لفئة اغترت بتفوقها على بني جنسها ، وسخرت طاقاتها ومواردها وأقصى ما تملك من خبث ودهاء ، لتأبيد هيمنتها على العالم ونهب ثرواته.

وبدل أن يسقط العالم بيد مشروع الهيمنة الغربية الظالمة ، يقع في حضن الإنسانية المبنية على التراحم وعلى الفطرة السليمة ، وهكذا نفهم بعمق أكبر ووضوح أنقى وأصفى ، معنى قوله تعالى والله غالبٌ على أمره ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

ع.إ.س

باحث عن الحقيقة

03/05/2024

تعليقات: