مستوطنو الشمال: حزب الله أعدم السياحة في الجليل والجولان


خلافاً لفرح الأعوام السابقة، مرّ «عيد البوريم» (المساخر) اليهودي «حزيناً» هذا العام على المستوطنات الإسرائيلية في الجليل والجولان. من بقي من المستوطنين هناك، ظلوا قرب الملاجئ وسط إغلاق تام للأماكن السياحية منذ نحو ستة أشهر.في جبل الشيخ، حيث يتوافد عادة مئات آلاف السياح سنوياً، تركه هواة التزلّج في عزلته متجمداً. فبعد «عام مضى احتفلنا فيه بعيد المساخر بمشاركة آلاف الزوار، للأسف الجبل هذا العام في عزلة شديدة، وباستثناء جنود الجيش ما من أحد يتردد إلى هنا»، وفق الرئيس التنفيذي لموقع جبل الشيخ للتزلج رافائيل نيفي، مشيراً في مقابلة مع موقع «واينت» إلى أنه «بدلاً من أغاني العيد، وضحكات الأطفال، نسمع دويّ الانفجارات وهدير الطائرات المحلّقة فوقنا. الواقع معقّد جداً. لا أمن ولا مصدر للرزق. الشمال مهجور ومنسيّ. وفيما الربيع على الأبواب نتكبّد الخسائر، حيث أكثر من 300 موظف أصبحوا بلا عمل».

أمّا موقع «كياكيم كفار بلوم» (قوارب النهر في كفار بلوم) الذي حلّ في رأس قائمة المواقع السياحية سابقاً وكان يتهيّأ لافتتاح «قرية خيام» لسائحيه، فقد بات مهجوراً هو الآخر، ولازم مئات العمال بيوتهم، وأجلي قسم كبير منهم ولا يتوقع أن يعودوا قريباً. وبحسب المدير التنفيذي للموقع، غي يرماك، فإنه «في فصل الشتاء هطلت الأمطار بغزارة، وكان الجميع يتوقع موسماً رائعاً بمشاركة راكبي القوارب، لكن الواقع القائم حال دون ذلك. أخيراً، سقطت هنا مسيّرتان. الوضع الأمني يترك السياحة في الشمال من دون أفق. ويبدو أن الصيف في الجليل أيضاً سيكون حزيناً ومشحوناً».

بغضب كبير، قال رئيس المجلس الإقليمي للجليل الأعلى جيوار زالتس إن «على دولة إسرائيل أن تتوقف عن التعامل مع الشمال باعتباره حدثاً جانبياً»، معرباً عن حزنه لأن الاحتفالات مستمرة في أنحاء إسرائيل بعيد المساخر، بينما «الشمال يئنّ تحت وطأة الحرب ويعيش عشرات الآلاف من سكانه من دون خدمات أساسية». وتابع: «قبل أيام، سقطت طائرتان مسيرتان، صافرات الإنذار انطلقت بعد السقوط، أمّا الجيش فردّ في بعلبك، وليلاً أطلق حزب الله 50 صاروخاً على شمال سهل الحولة والجولان، ونحن نستمر في حياتنا كالمعتاد وكأن شيئاً لم يحصل!». وأضاف أن «من المستحيل أن نستمر في هذا، وخصوصاً أن العدو هنا أكبر بكثير من حماس في الجنوب. وينبغي اتخاذ خطوات. وعلى دولة إسرائيل أن تغيّر القواعد هنا بسرعة وتخلق واقعاً أمنياً مختلفاً وجديداً يتيح عودة السكان إلى منازلهم. إذا لم يُتّخذ إجراء فعلي وضروري لبدء العام الدراسي المقبل هنا، فسنكون في خضمّ أزمة استيطان في الشمال».


رئيس مستعمرات الجليل: إذا لم تغيّر إسرائيل القواعد فسنكون أمام أزمة استيطان في الشمال


من جهته، قال عضو المجلس الإقليمي يورام إيفن تسور من مستوطنة «كفار بلوم»، إنه «منذ أكثر من 170 يوماً ونحن نعيش داخل جَيْب إسرائيلي في المنطقة الأمنية. لا عيد ولا أجواء عيد هنا. أنتم لا تفهمون ما الذي يمرّ علينا... هذا الأسبوع، وقبيل ساعات الصباح ركضنا إلى الملاجئ وأيدينا على رؤوسنا. كان الأمر وكأنّ الصواريخ سقطت في باحة المنزل. سقطت عشرات الصواريخ في أماكن مفتوحة». وتحدث تسور عما واجهه صديق له «ذهب لإحضار ابنه من حفلة عيد ميلاد، ولدى عودته إلى المنزل، بالقرب من كياكيم كفار بلوم، لاحظ مجموعة من الجنود يقفون حول طائرة لحزب الله سقطت في الشارع. وفجأة، لاحظوا مسيّرة ثانية كانت معدّة للانفجار بالجنود وإصابتهم. نحن هنا مختطفون، والشعور السائد بيننا هو أنه جرى التخلي عنا».

أمّا مقهى «كوفي عنان» الأسطوري القائم على تل العرام في الجولان السوري المحتل، ويقع في نقطة تطلّ على سوريا ولبنان وفلسطين، وزاره مئات آلاف السيّاح الإسرائيليين وسياسيّون من أنحاء العالم، بينهم مادلين أولبرايت وجورج بوش، فقد بات أيضاً منذ بدء الحرب خالياً تماماً. وبحسب المدير التنفيذي للسياحة في «مروم جولان»، شافي مور، وهو المسؤول عن المقهى، فقد «تقرر إغلاقه إلى الأبد، لأن الضربة الاقتصادية التي تلقّيناها منذ السابع من أكتوبر لم تترك لنا خياراً آخر». والمقهى الشهير واحد فقط من الأعمال الكثيرة التي أغلقت أو ستغلق تباعاً، فوفقاً لمور «نصف الأعمال في الشمال لن تعود إلى العمل إطلاقاً».

تعليقات: