في الغازية: توليد الطاقة بجهود ذاتية

المهندس بسام التقي على سطح منزله في الغازية
المهندس بسام التقي على سطح منزله في الغازية


إعتلى المهندس بسام التقي سطح منزله في الغازية ليقوم بتركيب جهاز لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح، صنعه بنفسه. الموسم يعد بالكثير من الانتاج، والقليل القليل من الكلفة. فرأسماله يهبّ من الشمال، اما حين يطلّ الربيع فالله، كالعادة، يدبّر ..

توليد الكهرباء على سطح البيت:

يقف المهندس بسام التقي في مهب الريح. يقف وقد طيّر الهواء خصلات شعره إلى جانب المروحة التي ركّبها فوق سطح منزله في الغازية، والتي كانت تدور بقوة الرياح التي هبت أخيراً: «الطبيعة هي الأم وبطنها ولّاد، وباستطاعتنا أن نحوّل عصف الرياح إلى طاقة منتجة»، يقول الرجل الحالم وهو يبتسم. هذا أصلاً ما يفعله فوق سطح البيت. يقوم بتوليد طاقة كهربائية بديلة من قوة الريح. المشروع شخصي والحلم طاقة بديلة نظيفة لا تلوث.

يقوم مشروع التقي على ثلاثة عناصر: مروحة مجهزة بما يشبه الرادار لتحديد اتجاه الريح، يختلف قطر المروحة حسب كمية الطاقة المطلوبة، ومهمتها توفير الطاقة الميكانيكية، وهنا يأتي دور «الدينامو» أو العنصر الثاني، ليحول الطاقة الميكانيكية إلى كهربائية. أما العنصر الثالث، فهو نوع من «منظّم»، وبطاريات تخزن الطاقة عندما تتوقف الرياح. لكن العنصر الأهم في العملية كلها هو إيجاد الموقع الاستراتيجي الذي توجد فيه رياح دائمة، لتوفير استمرارية توليد الطاقة، ولا سيما على المرتفعات. علماً بأن مستلزمات التوليد تتطلب أن تكون سرعة الريح بين سبعة إلى عشرة أمتار بالثانية الواحدة، كما يقول المهندس التقي الذي انكب يعاين سرعة إحدى المراوح على سطحه المطلّ على بلدته الغازية، وقد حوله إلى مكان لتجارب من أجل استخدام طاقة بديلة.

أما الكلفة فهي وفق حجم المراوح المنصوبة ووفق الطاقة التي توفرها. فهناك مراوح مع عدتها لا تكلف أكثر من ألف دولار، وأخرى تستطيع توليد طاقة خمسة أمبير من الكهرباء بتكلفة 4 إلى 5 آلاف دولار. وهناك مراوح أكبر تصل كلفتها إلى 18 ألف دولار.

ميزة هذا المشروع كما يقول التقي أنه يوفر طاقة مستمرة وبيئة نظيفة غير ملوثة، وأنه مشروع بديل من طاقة تعتمد في توليدها على الوقود، وهو مشروع يمكن تشبيهه تقنياً بالسهل الممتنع. لكن لماذا لم تلقً هذه الفكرة انتشاراً واسعاً وبقي تطبيقها خجولاً يقتصر على منازل محدودة وبعض الشركات الضخمة التي اعتمدتها؟ يعزو المهندس التقي الأمر إلى عدة أسباب منها: الجهل بالفكرة نفسها، عدم الثقة بنتيجتها، وكون كلفتها تبقى أغلى من تكلفة المولد، فضلاً عن غياب أية رعاية من الدولة اللبنانية.

لكن التقي يحاجج العوائق التي سبق ذكرها. فالمولدات العادية تلوث البيئة بمخلفات الوقود. إضافة إلى مسؤوليتها عن التلوث الصوتي في المناطق خاصة، حيث «يميّز» الضجيج الهادر ساعات انقطاع الكهرباء في القرى الساكنة. هذا دون ذكر حاجة المولدات الدائمة إلى الصيانة. بينما في توليد الطاقة عبر قوة الريح كل هذه المترتبات غير موجودة. أما بالنسبة إلى التكلفة المرتفعة، فيرد التقي عليها بالقول إنها تكلفة مرة واحدة. يعني تشتري المعدات مرة واحدة وتعفي نفسك من استمرار دفع الأموال، إضافة إلى إعفاء نفسك من أي إحساس بالذنب لمشاركتك في تدمير البيئة. ولا تنس أنك ستنسى المازوت.

تعليقات: