ميشال سليمان حمل الأمريكيين على مباركة الخطوات التصالحية في لبنان


بوش يستقبل رئيس جمهورية لبنان العظمى!

عندما يستقبل الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، صاحب السحنة الشرق اوسطية، والهيئة المحببة التي تتميز بأنها تشبه كل اللبنانيين، يعلم ومستشاروه بأن هذا الزائر ليس نتيجة ومحصلة أو عصارة جهد السياسة الأمريكية في لبنان، التي تمثلت أنذاك بثورة الأرز (والتي وصفها سليمان فرنجية بثورة القرنبيط ) ، بل أجمع الشعب اللبناني على شخصه فكان قراراً لبنانياً وطنياً محلياً بأمتياز.

مما لاشك فيه سيكون البيت الأبيض أكثر اطمئناناً، وسروراً وارتيحاً وحماساً، لو كان هذا الزائر من أركان ثورة الأرز الذي بذلت فيها أمريكا الغالي والنفيس لإنجاحها، ومن ثم تعميمها وتوسيع دائرة سياج أرزها ليشمل الكثير من الدول المحيطة، وبث روح ثقافة الأرز والتزلج ومن لايجيد التزلج فنهايته فك رقبة.

ولكن الزائر العماد سليمان يؤكد للعالم وبمباركة أمريكية بأن خيار الشعوب وأجماعها غير قابل للمساومة بل قابل لأن يعمم على كثير من الناس والقيادات والدول ثقافة الأحترام والأعجاب وبث روح التسامح، والتقارب لا ثقافة الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع..

فالعماد سليمان كان رمزاً لوحدة اللبنانيين وأجماعهم وخيارتهم الخاصة بهم، التي تناسب واقعهم وبيئتهم وتقاطع مصالحهم، التي تفاعلت على مدى عصور طويلة لتشكل تركيبة جوهرها هو التعايش وبأنَ اللعب والمزاح بهذه التركيبة أشبه بالعبث بتركيبة القنبلة الذرية يولد كارثة على الجميع. والأهم من كل ذلك هو العودة الى مربط الفرس، حيث أنٌ الأدارة الأمريكية تعلم علم اليقين بأن الرئيس العماد سليمان هو من الداعمين لحركة المقاومة في لبنان ومع خيار المقاومة في تحرير الأرض وقائد عسكري كان الى جانب المقاومة والمقاومين يدعمهم ويحميهم ويقاتل معهم في خندق واحد. مؤكداً مرة أخرى للعالم وبمباركة امريكية على حق الشعوب بأن تعمل ما تراه مناسبا من اجل احقاق الحق وأن تقطف ثمار حريتها بأيديها، وبالطريقة التي تجمع على اختيارها، موضحاً للشعب الأمريكي بأن ما ينعم به من حرية أساسه العمل المقاوم، على يد أول رئيس أمريكي هو جورج واشنطن الذي كان خصماً للأنفصاليين وقاد الثورة التحريرية التي أدت الى استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا في 4/7/1786. وبعد مئتي سنة وبالتحديد في عام 1986 قصف الطيران الأمريكي مدن ليبية منها طرابلس وبنغازي، واعتبر انذاك الرئيس القذافي، أن من تقصفه وتقتله أمريكة، يصبح عظيم لأنه خاض حرب مع دولة عظمى فأطلق على ليبيا الجماهيرية العظمى. لكن العماد سليمان كان زائراً قوياً وشجاعاً وحراً خلفه شعب لا يقل إرادة وعزم وثبات وكرامة وعنفوان وشهامة عن الشعب الذي قاده جورج واشنطن فنال من خلاله الحرية لوطنه، فوجوده في البيت الأبيض بهذه الثوابت الرائعة، حمل الرئيس الأمريكي لأن يبارك كل الخطوات التصالحية في لبنان وهذا بعكس ما كانت تنتهجه السياسة الأمركية اتجاه لبنان وشعبه والتي كانت تعمل على عزل وتهميش بعض الأفرقاء وتغيير وجه لبنان الحضاري وهذا لا يأتي على قاعدة (تحيرنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك) بل على قاعدة عبر ودروس ومواقف رائعة، حظيت بكثير من الأحترام والتقدير اطلقها العماد سليمان أثناء وجوده في البيت الأبيض استحق من خلالها ان يكون رئيس دولة عظمى.

تعليقات: