الخلافات تعصف بمجلس بلدية صيدا: تحـالـف الأمـس يهـدد نفسـه

فاعليات صيدا: تحالفات انتخابية صعبة
فاعليات صيدا: تحالفات انتخابية صعبة


تشهد بلدية مدينة صيدا أزمات داخلية متلاحقة وتعصف ببنية مجلسها البلدي رياح عاتية قد تطيح بما تبقى من عمر ولايته وبالتحالف الذي أوصله إلى سدة السلطة المحلية. وشكل تقديم »نائب رئيس البلدية« الدكتور يوسف الجباعي استقالته مؤخراً، أخر تجليات الأزمة.جاء الجباعي إلى منصبه بعد تسوية مضنية في حينه »كوسطي ومقرب من الجميع«. تسوية قضت بإبعاد »عضو« على حساب آخر وانتهت »بزعل« »وحرد« عضوين آخرين من المجلس..

والكل يعلم أن المجلس الحالي وصل إلى البلدية نتيجة »تحالف سياسي« قام على التوافق والتفاهم على الملفات التنموية للمدينة بين النائب أسامة سعد، رئيس التنظيم الشعبي الناصري، وبين الدكتور عبد الرحمن البزري.

وتستغرب أوساط سياسية في صيدا »كيف تدب الخلافات وعلى هذا النحو بين متحالفين قادوا معركة شرسة في بلدية صيدا بوجه تيار المستقبل بقيادة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانتهت بفوز تحالف سعد - البزري في معركة تحدث عن نتائجها بالسياسة كل لبنان.

وتتساءل الأوساط السياسية »هل بات على هذا التحالف الذي هزم تيار الحريري في مدينته خلال معركة سياسية تنموية حادة أن يهزم نفسه ومن داخله وبدم بارد.. وهل هناك ما يستأهل كل هذه الخلافات و»الكيديات« والمهاترات وهو الأحوج ليكون موحدا وملتفا حول نفسه خاصة أن الانتخابات النيابية آتية وعلى مسافة اشهر قليلة ومعها سيأتي موعد الحساب سلبا أم إيجاباً«.

في المقابل، تؤكد مصادر صيداوية متابعة »إن خلافات قوية نشبت داخل المجلس في خلال السنوات الأربع الماضية، خلافات كانت تصل إلى الشارع مباشرة ولا تبقى محصورة ضمن الغرف المغلقة للتحالف، وكان من بين الأعضاء من يتعمد توصيل هذه الخلافات إلى وسائل الاعلام.. وفي كل مرة كانت تتم تسوية الخلافات بعقد اجتماعات تأخذ الطابع الإعلامي أيضا وبتأكيد على »وحدة المجلس وبان لا خلافات بين أعضائه« وبتدخل من النائب أسامة سعد الذي كان يعقد لقاءات مع البزري ومع الأعضاء لحل الإشكالات والتي تتوج باجتماع مصالحة إما في دارة البزري أو في المجلس البلدي واحيانا في دارة سعد.

وتلفت المصادر إلى انه قبل نحو شهر عصفت في المجلس أزمة كبرى هددت بفرط عقده وباستقالته ليتبين »أن القلوب مليانة وليس رمانة« بين الحلفاء. ولم تنفع كل جهود الوسطاء من أصدقاء التحالف في رأب الصدع ولملمة الوضع بعد أن هدد عدد كبير من الأعضاء بتقديم استقالاتهم، وأخذت طابع الحدة في الشارع والكلام من العيار الثقيل والقيل والقال ووصل صداها إلى الإطار الأوسع والأشمل للمعارضة اللبنانية في بيروت.

وكان للنائب أسامة سعد رأي بهذه الخلافات وتوقف عندها وأبدى العديد من الملاحظات على عمل المجلس البلدي.. في المقابل فان خصوم البزري في المجلس يأخذون عليه انه لا يقيم أي اعتبار لمؤسسة المجلس البلدي مجتمعا، ويشكون من قلة الديموقراطية وبعدم إشراكهم في القرارات، وبأنه يتصرف كرئيس مطلق الصلاحيات... إضافة إلى تعاطيه بالأمور السياسية على حساب الملفات الإنمائية في المدينة. وبأنهم لا يعرفون إلا القليل عن هذه الملفات، ويسألون »أين أصبح ملف مكب جبل النفايات في صيدا مع وجود هبة خمسة ملايين دولار من الأمير السعودي الوليد بن طلال ؟ وأين أصبح ملف معمل فرز ومعالجة النفايات جنوبي المدينة. وأين أصبح ملف الحديقة العامة لصيدا وغيرها..

في المقابل، يرد أنصار رئيس البلدية، بان البزري يعمل بالسياسة من أوسع أبوابها ومعروف بين الشخصيات السنية اللبنانية المعارضة. أما بالنسبة للملفات الإنمائية فان كل ملف اشبع تمحيصا في المجلس ودرست حيثياته لجهة لماذا توقف ومن يعرقله وما هي الأسباب ومن المسؤول ومن وضع العصي بالدواليب وكلها مدونة في أرشيف جلسات المجلس.. وحتى أن النائب اسامة سعد شارك شخصيا بعدد من الاجتماعات المتعلقة ببعض هذه الملفات إن في بيروت أو في صيدا مع الجهات والهيئات المعنية... أما إذا كان هناك أعضاء لا يتابعون ما هو مطلوب منهم، ولا يريدون التواصل ومن بينهم من لا يحضر الجلسات بسبب كثرة انشغالاتهم الشخصية فهذا شأنهم.

ويؤكد مقربون من البزري بان جلسات المجلس خير شاهد على عدم صحة غياب الديموقراطية وعدم إشراك الأعضاء بالقرار، والبزري يتصرف وفق صلاحياته المنصوص عليها في النظام الداخلي للبلديات ولا يحيد عن هذه الصلاحيات قيد أنملة.

في المحصلة، هناك اعتقاد في صيدا أنه إذا لم يتراجع الجباعي عن استقالته فان أزمة جديدة تهب على المجلس لان الطامحين لهذا المنصب كثر وبينهم من يعتبره »من حقه بالسياسة« وينتظرون كيف سيتصرف البزري.. والاستقالات جاهزة؟؟..

تعليقات: