المجموعات السلفية الشيشانية والقوقازية تهجر إدلب.. إلى أوكرانيا

زعيم أجناد القوقاز غادر ومجموعته المتمرسة إدلب إلى أوكرانيا
زعيم أجناد القوقاز غادر ومجموعته المتمرسة إدلب إلى أوكرانيا


غادرت مجموعات جديدة من السلفيين الأجانب مناطق إدلب شمال غربي سوريا متجهة إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب الجيش الأوكراني ضد القوات الروسية، في حين تتجهز مجموعات أخرى من السلفيين المهاجرين، ومعظم مقاتليها من الشيشان ودول القوقاز للمغادرة أيضاَ في حال سنحت لها الفرصة.

ومع بداية 2023، غادرت أولى المجموعات إدلب متجهة نحو أوكرانيا، وتضم سلفيين شيشان وأوزبك وطاجيك. وبحسب المعلومات التي تداولتها الأوساط السلفية المناهضة لهيئة تحرير الشام في إدلب، بلغ عدد مقاتلي المجموعة أكثر من 17 مقاتلاً يتبعون لجماعات سلفية بعضها يوالي هيئة تحرير الشام، وبعضها الآخر تم تفكيكها خلال العامين الماضيين على يد تحرير الشام ذاتها.

ومع بداية الأسبوع الثاني من كانون الثاني الحالي، غادرت مجموعة أخرى من السلفيين الأجانب، لكنها هذه المرة تضم مقاتلين يتبعون لجماعة الألبان التي يتزعمها أبو قتادة الألباني (عبد الجشاري)، وهؤلاء انشقوا عن الجماعة حديثاً لأجل الالتحاق بمن سبقهم من السلفيين بجبهات القتال في أوكرانيا. وتقدر أعداد المجموعة الثانية المغادرة بالعشرات وليس هناك إحصاءات دقيقة حول أعدادهم الفعلية.

وتعتبر جماعة الألبان من أبرز الجماعات السلفية التي كانت تقاتل إلى جانب تحرير الشام ضد قوات النظام السوري، وينحدر مقاتلوها من دول ألبانيا وكوسوفو ومقدونيا ووادي بريسيفو جنوبي صربيا، ويتمتعون بتدريب عالٍ وقدرة على استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة، ولديهم خبرة كبيرة في حرب العصابات والقتال في المناطق الوعرة.

وتأسست الجماعة في وقت مبكر من العام 2012، وعملت ضمن صفوف تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، لكنها ظهرت كجماعة شبه مستقلة في الفترة ما بعد العام 2016 عندما تزايدت أعداد مقاتليها بعدما ضمت إلى صفوفها مجموعات جديدة من السلفيين الأجانب.

لكن التدفق المتواصل والكثيف للسلفيين الأجانب نحو أوكرانيا، أثار جدلاً في الأوساط السلفية المناهضة لتحرير الشام بسبب أنهم يتركون جبهات القتال ضد قوات النظام السوري. ولم يستغرب السلفيون مغادرة السلفيين الشيشان إدلب، لأن تحرير الشام سبق لها أن فككت جماعاتهم وطاردتهم واتبعت ضدهم سياسة التضييق والاعتقال، لكن ما أثار استغراب السلفيين هو مغادرة المجموعات المقربة من تحرير الشام والتي تضم سلفيين من دول البلقان ودول أوربية عديدة.

وقال السلفي المنشق عن تحرير الشام علي العرجاني على تلغرام: "يغادر جماعة القوقاز والألبان إدلب إلى أوكرانيا، لأنهم وجدوا بأن أوكرانيا أكثر حرية لهم من إدلب، والمعارك فيها حقيقية، ويبدوا أنهم يسيرون على فتوى أيمن هاروش القديمة، بأن الخروج إلى بلاد الكفار أفضل من الجلوس في إدلب تحت سلطة أبو محمد الجولاني".

وتداول السلفيون تسجيلاً مصوراً يظهر عبد الحكيم الشيشاني (رستم أزيف) هو ومجموعته يقاتلون ضد قوات الاحتلال الروسي في مدينة باخموت الأوكرانية. والشيشاني زعيم جماعة "أجناد القوقاز" التي كانت تقاتل في سوريا، وهي جماعة ذات تدريب عالٍ ولديها خبرة في حرب العصابات، غادرت إدلب في الربع الأخير من 2022.

ويتوقع السلفيون المناهضون لتحرير الشام أن تغادر إدلب جماعة أخرى متجهة إلى أوكرانيا، وهي جماعة "جنود الشام" الشيشانية التي يتزعمها مسلم الشيشاني وتضم 70 مقاتلاً تقريباً. فالجماعة الشيشانية شبه محاصرة في إدلب بعدما حاربتها تحرير الشام وعملت على تفكيكها أواخر العام 2021.

تعليقات: