نجـاح سـلام تغنـي: نصـر اللـه عـربـي

نجـاح سـلام
نجـاح سـلام


»شئنا ام ابينا السيد حسن نصرالله هو رجل هذا الزمان«. الكلام للمطربة الكبيرة نجاح سلام. تقول إن ذلك ليس مجرد وجهة نظر، بل »موقف وطني«. ولأنها تفتقد »كار« الخطابة عبر المنابر السياسية، لجأت الى حرفتها للتعبير عنه غناءً، فكتبت ولحنت وغنت أغنية كانت وليدة وجدانها.

بصوتها الجميل الذي لم تنل السنوات من قوته وصفائه، تصرخ سلام: »نصر الله عربي...رفع رأس الأمة ابان »حرب تموز«. هو مقطع من أغنية التي سجلتها الفنانة على حسابها الخاص وألهبت أثير إذاعة »النور« لمناسبة تحرير الأسرى في تموز الماضي، إلا انها لم تبث تلفزيونياً بعد، في انتظار ان تنجز قناة »المنار« »كليباً« خاصاً تمهيداً لعرضها.

تتصدر صورة كبيرة للسيد نصر الله جدار الصالون الرحب، في شقتها في بئر حسن. تقابلها أخرى له على الطاولة، إلى جانب صورة للرئيس الراحل رفيق الحريري.

تستقبلك سيدة البيت، بهيئة من لم يعتزل الأناقة، ووجه مشرق لا يخلو من نضارة. فتفرح للقائك فنانة من الزمن الجميل، ما زال صدى اغنياتها في البال، مثل: »حوّل يا غنام«، و»برهوم حاكيني« و»ميّل يا غزيل«. وترتاح عندما تراها وفق الصورة العالقة في الذهن. لم تغير مراحل العمر من ملامحها وروحها.

تتصدر الجدران بعض شهادات التقدير التي حصلت عليها من رؤساء عرب وقيمين على المهرجانات الفنية، في ما يزين بعضها الآخر وسط الغرفة. كل ما حولها في المنزل ينضح بشيء من سيرتها الفنية الحافلة بالنجاحات والتكريم.

تنظر الى صورتي نصر الله والحريري، وتقول: »كانت تربطني صداقة بالرئيس الراحل رفيق الحريري. قلت له يوماً: »بحبك يا دولة الرئيس، ولكن في شخص بنافسك على محبتي لك. انه السيد نصر الله«. فأجابني: »يا الله.. عندما أزوره ينشرح صدري«. وتضيف: »رحم الله الحريري، وأمد بعمر نصر الله«.

تأخذ هاتفها الخلوي الذي تتصدر شاشته ايضاً صورة قائد المقاومة. تبحث عن أغنيتها الجديدة المحفوظة فيه، ثم تقول: »انه ليس »السيد« فحسب. أنا أناديه بسماحة القائد الأعظم والأكرم والأرحم. لطالما افتقدنا قائداً في الأمة العربية والإسلامية«.

نسألها عن سبب عدم غنائها منفردة، فترد »لأن »المنار« لا تعرض الأغنية بصوت نسوي مستقل لاعتبارات عقائدية« هكذا، تهدر من حنجرة سلام بين أصوات فرقة »كورال«: »عربي عربي نصرك عربي«، ويعلو اللحن ذو النفَس الثوري..

تعود سلام الى ظروف »عدوان تموز« التي كانت دافعاً لولادة الأغنية. تقول: »قصدت مصر لنيل التكريم في ٢١ تموز .٢٠٠٦ رفعت رأسي بأداء المقاومة في بلدي آنذاك. وعندما قدموا إليّ درع التكريم، أحلته فوراً الى السيد حسن والمقاومة والمجاهدين. قمت بعدها بجولة على الكويت والمغرب وتركيا، ورأيت صور نصر الله في الشوارع والدكاكين. وتألمت عندما وجدت تلك الجماهيرية الكبيرة للرجل في الخارج، في وقت يهاجمه بعض الزعماء في لبنان، ويتهمونه بأنه ايراني وسوري. فليغيروا هذه الأسطوانة. انها حجة الضعيف«. وتتابع سلام: »ما لقوا بالورد عيب، قالوا له يا احمر الخدين. نصر الله عربي، إنه من سلالة النبي محمد والإمام علي. لذلك جاءت أغنيتي رداً على هذه اللازمة التافهة«.

موضوع الأغنية يغري الفنانة سلام للحديث أكثر عن السياسة فتقول: »إنهم مأمورون مع الأسف، ومن يتعامل مع أميركا فليس حليفها، بل عميل لها. واسرائيل هي حليفتها الوحيدة. العدو الاسرائيلي اعترف بالهزيمة، فيما ينكرها زعمائي. ماذا أفعل اذا كان حاكمي خصمي؟ اشفق على الموالاة في لبنان. آل الحريري لهم محبة في قلبي، ولكن كنت أتمنى لو أن سعد حافظ على إرث ابيه. ادعو الله بأن ينور بصيرتهم«.

وسلام التي التقت عدداً من الزعماء العرب كجمال عبد الناصر وحافظ الاسد، تقول عن احتمال لقائها نصر الله: »بكون الله داعي لي بالخير. اشعر حياله بشيء من الخشوع، ولا انحني في حياتي إلا له ولأمهات الشهداء. ثم انه زعيمنا ومن حقي أن أقابله. وسأقول له عندها بأنه هو المسؤول عن الأخطاء التي أقع بها خلال تأديتي فريضة الصلاة، لكثرة ما أدعو له بالنصر على أعدائه: »اللهم اجعل كلمة نصـر الله العلــيا وكلــمة أعدائه هــي السفلى، اللهم انصره...«.

ولكن ألا تخــشى المـــطربة المخضـــرمة ان تخسر جزءاً من جمهورها، جــراء أغنيتها الجـــديدة التي تحمل موقفاً سياسياً؟ تستغرب ســـلام السؤال قائـــلة: »بل اخاف ان أخسر رضى الله عني. لنـــا وقفة يــوم القــيامة مع الله. ولا يمكنــني إلا أن أكون مع الحــق في مواجــهة الباطل«.

كلمـات الأغنيـة

عربي عربي نصرك عربي وشعبك كل الشعب العربي

اصلك فصلك حسبك نسبك دمك كلك.. عربي عربي

يا نصر الله

الله نصرك بالإيمان ورجّعت كرامة لبنان

لا للذلة والهوان وحققت النصر العربي

عامر بيتك يا لبنان عامر برجاله الشجعان

ومهما صار ومهما كان رح نفضل دايماً اخوان

ورح يبقى دايماً لبنان وشعبه عربي وجيشه عربي وارزه عربي

الى ما شاء الله

تسجّل نصرك بالتاريخ وانكتب بحروف النور

وما بعد »بعد المريخ« بتوصل بأشرف صاروخ

صاروخ »الوعد« العربي »الرعد« العربي »النصر« العربي

والقائد عربي

ونصرنا الله بنصر الله

تعليقات: