خير جليسٍ في الخيام كتابٌ

جانب من الحشد في قاعة معرض الكتاب
جانب من الحشد في قاعة معرض الكتاب


(بمناسبة معرض الكتاب الذي شهدته الخيام بالفترة الأخيرة)

ما أنبتت وما خضرًت وما أورقت الغبراء بيراعها اذ لم تسقى من مداد الكتب، وإذا دخل كتابُ قرية جعل اهلها مع العليين وادخلهم مدخل نورٍ وأسقاهم المعرفة من كؤوس لن يظماؤوا بعدها ابداً واسكنهم قصورا من العلم أمة تقرأ كتب لها النجاة من شياطين التخلف والجهل والامّية.

معرض الكتاب في بلدة الخيام مظهر نموذجي وحضاري من مظاهر التنوير والحداثة والرقيّ والتقدم والوعي ولا بدا ان يتبع ذلك آلية تصاحب هذه الظاهرة يتم من خلالها تحفيز وتشجيع الشباب بالمواظبة على المطالعة. فالمطالعة غذاء روحي ومران رياضي للعقل فهو من اقوى ادوات بناء الشخصية يحصنها ويحفزها على الثقة التامة ويزودها بالحجة البينة التي من خلالها يستطيع المرء ان يحجز له مكانا في الصفوف الأولى في مجتمعه وأي مجتمع آخر، لا ان يختبئ خلف مناكب الأخرين ويطرق الرأس ويطاطأه كالمهزومين والمهمشين على رفوف بالية يجترون حسراتهم ويبكون يوما قد مضى ويسأل عنهم غداً اضاعهم بل سقطوا من صفحات دفاتره.

هلمّوا لنأخذ الكتاب صديقاً ونصفق معاً كفي مبايعة لتكون مبايعة كمبايعة الجيش لقائدهم الذي يكتنز صنوف المبارزة وفنون القتال لا فكاك ولا تراجع.

الجهل هو العدو الأول الذي يصوب الى صدورنا نباله و رماحه و سكاكينه وها هو ينفض الغبار عن سيوفه، فماذا نحن فاعلون؟

فلننظر الى اغمادنا فانها خالية إلا من الهواء وأي هواء هذا الذي تنبعث منه رائحة العفنة والزفر وتلوثه سموم الأهمال وتتخذ القوارض من بطانته غذاء حتى عشعشت به وتكاثرت.

هل نقيم صلاة الغائب على اروحنا التي مازالت في عهدتنا ترفرف بين جنبات اجسادنا و قلوب تخفق ما زالت تذكرنا بأننا احياء؟

فبالقراءة والمطالعة يبعث المرء من جديد.

أوليس ننتمي الى أمة كان أول ما خاطبها الله وجعل مفتاح بابها هو العلم؟

قال تعالى لرسوله الكريم(ص) أقرأ باسم ربك...لأن حركة العبادة من صوم وصلاة وسائر الأركان تقوم على العلم والمعرفة المطلقة بأسباب مقاصدها ومغزاها، وهناك قول للأمام علي (ع) من عبد الله رهبة منه فتلك عبادة العبيد ومن عبد الله شكرا فتلك عبادة الأحرار!

فهنا تكون العبادة مشروطة بمعرفة النعم التي انعمها الله على عباده، والذي لايمكن معرفتها إلا بالعلم... فمن المعيب والعار أن يلامس عدد الأميين في الوطن العربي سقف ال100 مليون أمي، (وبعد لنا عين) أن نسأل عن اسباب تراجعنا وتأخرنا وتخلفنا، في الوقت نفسه هناك دول تقيم الأحتفالات لآخر أمي في صفوفها!

ألم يقل الرسول الأكرم (ص) خذ العلم من أفواه السفهاء، وقال: أطلبوا العلم ولو في الصين.

مقالة "الخيام تؤكد إنتمائها الثقافي..."

مدير عام جمعية المبرات الخيرية يلقي كلمته قبل افتتاح معرض الكتاب
مدير عام جمعية المبرات الخيرية يلقي كلمته قبل افتتاح معرض الكتاب


تعليقات: