منتزهــات نهــر الليطاني : ملتقـــى العائـــلات الجنوبيــــة


في مسيره الازلي نحو البحر ، يخترق نهر الليطاني الاودية والسهول واقدام الجبال قادماً من البقاع الشمالي مروراً بزحلة والقرعون وصولاً الى الجنوب ......

في هذا المسير ، يشق الليطاني مساراً بين القرى الوادعة وفي نواحيها القريبة ويتعرج في مسيره كما الافعى ليجد طريقه الى البحر ، وفي اماكن مروره يصنع الليطاني الجنان الخضراء وتنبت على ضفافه الاشجار الباسقة وتتلون الدنيا من حوله بألوان المزروعات والازهار المختلفة .

في هذا المسير يصل الليطاني الى القاسمية شمالي مدينة صور حيث يتعارف الجنوبيون على تسميته هنا بنهر القاسمية نسبة الى المنطقة التي يمر بها .....

يتدرج الليطاني نزولاً من اودية طيرفلسيه والزرارية وشحور ليصل الى القاسمية التي تتمتع بطبيعة سهلية منبسطة نوعاً ما وتترامى فيها عشرات بساتين الموز والحمضيات والمزروعات المختلفة ، هذه البساتين تصنع حدوداً لمجرى النهر في اماكن معينة تاركة للهضاب الخضراء القليلة الارتفاع ان تحدد مجراه في اماكن اخرى .....

عشرات المنتزهات تتناثر على مجرى الليطاني وتتحول في نهايات الاسبوع الى نقطة التقاء وتجمع للعائلات الجنوبية ....

يقصد الجنوبيون منتزهات القاسمية من كل المدن والقرى والبلدات القريبة ، يبحثون هناك عن تمضية اوقات جميلة بين احضان الطبيعة البكر في بقاع من الارض الجنوبية هي اقرب الى الجنة منها الى الارض ....

النهر يخترق المنتزهات بمياه يختلف عمقها فتكون ضحلة في بعض النواحي وعميقة نوعاً ما في اماكن أخرى وهي مياه نقية لا يصلها التلوث وتصلح للسباحة ، وتتوزع الطاولات والكراسي على الضفاف وتحت الاشجار مع مساحات خضراء يلهو فيها الاولاد ، فيما اصوات زقزقة العصافير وخرير المياه تضفي على الاجواء نفحات قروية رائعة ....

تقدم المنتزهات كل انواع المأكولات والمشروبات بإستثناء الروحية كما تقدم النراجيل وقد تؤجر الطاولات والكراسي لمن يرغب بإحضار مستلزمات النزهة معه من المنزل .

والواقع إن الاسعار في منتزهات القاسمية تبدو متهادوة نوعاً ما قياساً بأماكن أخرى وبالتالي فهي تناسب الجميع حتى ذوي الدخل المحدود ....

ايام الآحاد ، تمتلئ المنتزهات بشكل كبير حتى ان البعض باتوا يحجزون اماكنهم المفضلة سلفاً قبل يوم او يومين ....

هذا هو الجنوب ، ارض هي بعض من ارض الجنة ، ولولا الايمان بالله وكتابه لقلنا ان الجنة تقع هنا ... الجنة تقع في الجنوب ....

تعليقات: