عن النكبة..

محمد علي أحمد محمود سعيد مصطفى
محمد علي أحمد محمود سعيد مصطفى


ماذا تعني لي النكبة شخصيا ؟؟؟

اسمي الكامل: محمد علي أحمد محمود سعيد مصطفى..

ولدت لوالدين أصلهما من قرية شعب في الجليل الأسفل، وهي قرية مجاهدة لم تستسلم، فقد أقام ابنها المجاهد القسامي أبو اسعاف (إبراهيم الشيخ خليل) مجموعة من المجاهدين، عُرف بحامية شعب. وكان والدي من رجالها الاشداء .. (فقد كان يزحف الى حيث سقط الشهيد ويمدده على ظهره والحامية تغطيه بالرصاص ويعود به الى قرية شعب).. نزح ابي وعائلته مضطرا باتجاه لبنان،( كباقي سكان شعب). وكان ابي خاطبا.. وكانت قرية البعنة في الجليل الأعلى،(المجاورة لقرية دير الأسد) بمثابة محطة للنزوح الى لبنان). اقترح الشاعر الوطني حنا ابراهيم على أبي بأن يتزوج ليضع الحكومة تحت الأمر الواقع ( لأنه كان مغضوبا عليه ومطلوبا لدوره في حامية شعب) وهكذا كان العرس بحفلة للعروس والعريس مختبئ في الجبل والجنود يحيطون العرس، فهي فرصة للقبض عليه.. وولدنا أنا وتوفيق ووفيق بصورة سرية ومهربة ( إقرأوا رواية باب الشمس لإلياس خوري). وشرفوني باسم عمي محمد. وعمي محمد استشهد مع صديقه توفيق أيوب (من قرية شعب) مع شيخ المجاهدين عز الدين القسام في أحراش يعبد، وتمّ التمثيل بجثته التي أخذها أهل عرعرة الكرام. حاول أن يكون مثله عام ، فانتسب بحماس لحامية شعب عام1948.

ووهكذا توزعت عائلة محمود السعيد مصطفى في الشتات العربي والاجنبي.. في الدنمارك حيث زرتهم، وفي لبنان وسوريا. وقبل شهر تقريبا تعرفت (بفضل الفيسبوك) على ابناء عمي حسن (شقيق أبي) وهم في الامارات.. ولم يبق في البلاد ( حلقة القرابة الاولى: أعمام وأخوال) الا بيتنا وانا الابن البكر..

ولدت وشقيقاتي واشقائي في البعنة/ الجليل الاعلى.. وكبرنا ولا أرض لنا فهي مصادرة في شعب.. ويسري علينا قانون الحاضر الغائب، حاولنا ان نعود الى شعب ولم ننجح لأن الحكومة اشترطت علينا بيع أو تبديل أرضنا، ورفضنا.. وكانت المصادفة اننا كنا في عرس في طمره وعرفنا بوجود قطعة أرض ودار للبيع، فاشتريناهما، ورحلنا من البعنة الى طمره عام 1975.. وما زالت ارضنا في شعب مصادرة ولم نبعها ولم نبدل بها. وبناية المدرسة الشاملة مقامة عليها. (فالوطنية سلوك وليست شعارات كلامية جوفاء)..

ولكل زمن وسائل نضاله الوطنية، أخذت عهدا على نفسي ان أخدم مجتمعي وأعطيه مما عندي وأقدر عليه.. ومجانا.. أقدم المحاضرات في المدارس والمؤتمرات والمؤسسات مجانا، ومكتبتي (حوالي 9000 كتابا) مفتوحة لطلاب المعاهد العليا ويؤمها العشرات أعيرهم الكتب/ المصادر واشرح لهم بدون مقابل كيفية بناء الوظيفة الأكاديمية، ودعم المواهب الأدبية الواعدة.. وعملت في التحرير الأدبي مجانا، ( مثلا في مجلة الشرق أكثر من عشرين عاما).. كنت أتأخر يوميا مع التلاميذ الضعفاء في المدرسة، اعلمهم.. وغير ذلك... وشعاري: السعادة في العطاء.. والانتماء دواء لكل داء. والمهنية في العمل . وهذا ناهيك بالطبع، عن موقفي الوطني اليساري ( ولكني لست تابعا أعمى)، فأنا أعتز بنظافة وطنيتي وأخلاقي ويدي.. وعائلتي هي كل الناس الطيبين. والحمد لله. وأصبح لنا أكثر من تعريف: فلسطينيو الداخل. فلسطينيو ال 48. عرب الداخل.

النكبة = شعباوي الاصل.. بعناوي المولد... طمراوي المسكن.. وحلقات انتمائي كغيري هي: فلسطيني القومية وعربي الأمة واسرائيلي الجنسية بحكم الظروف السياسية.

نقلها فواز حسين - حرفيش

تعليقات: