شويّا.. بلدة ضاربة في التاريخ

شويا من طريق جبل الشيخ
شويا من طريق جبل الشيخ


شويّا هذه البلدة الموغلة في التاريخ تتجلبب بجلباب حرمون الذي ينثر من شموخه على روابيها ومنحدراتها عنفواناً إنجبل به ابناؤها عبر التاريخ ليصدحو ا كرماً ونبلاً وشهامةً تجلت في مقاومة كل غاصب ومحتل لأرض الوطن .


التسمية

بحسب معجم أسماء القرى والبلدات اللبنانية فإن تسمية بلدة «شويّا» تعود مثل الكثير من القرى اللبنانية الجبلية الى السريانية وتعني الكلمة الأرض الممهدة والمعدة للزرع والغرس. وتنطبق التسمية على الامتداد الجغرافي لشويّا، إذ تبدو القرية فعلاً بمثابة منبسط عريض رابض على أقدام جبل الشيخ ولا شك أن أرضها الممهدة كانت في الماضي موقعاً مؤآتياً للزراعة وللسكن وقد عمل الأقدمون على إعمارها بسبب ميزات الموقع وكذلك تربتها الخصبة التي سهّلت قيام النشاطات الزراعية المختلفة وتربية المواشي.


الموقع

تقع بلدة شويّا في قضاء حاصبيا وتتبع ادارياً الى محافظة النبطية وهي تبعد عن العاصمة بيروت 120 كلم وترتفع 1250 م عن سطح البحر، و تتصل بعدد من القرى والبلدات المجاورة، إذ تحدها من الشمال قرى ميمس وعين تنتا والخلوات ومن الغرب عين قنيا وحاصبيا ومن الشرق شبعا ومن الجنوب عين جرفا .

يمكن الوصول اليها عبر طرق عديدة :

طريق بيروت -صيدا – مرجعيون – حاصبيا – شويّا

طريق شتورة – حاصبيا – شويّا

طريق شتورة – راشيا – عين عطا – شبعا – شويّا


أهميتها التاريخية

تعتبر بلدة شويّا من البلدات القديمة الموغلة في التاريخ، وهذا ما تدل عليه المغاور والنواويس الواقعة شرق البلدة والتي تعود الى حقبات تاريخية قديمة. كما ان اتقان الصنع يدل على أنها كانت تنتمي إلى حضارات وممالك مزدهرة. وهناك خمسة نواويس محفورة في الصخر يفصل في ما بينها حاجز صغير وعلى مقربة منها يقع بئر للمياه وهذه الآثار هي رومانية كما توجد بعض الآثار التي يرجّح أنها تعود الى زمن «عنا آيل» اي الى عصور آرامية للزمن السابق للمسيحية، وآيل تعني باللغة الآرامية «الله»، وما يدل على عراقة البلدة في التاريخ اشجار الزيتون المعمرة التي يزيد عمر الكثير منها على 2000 عام، كما توجد بالقرب منها آثار قديمة أيضاً وهي عبارة عن ابراج عسكرية وبقايا معابد ولعل ابرز هذه الابراج البرج الذي يطلق عليه إسم غبريال وقد سمي على إسمه تكريماً للضابط الفرنسي الذي قتل في فترة الإنتداب الفرنسي. واهمية هذا البرج تعود الى كونه مشرفاً على مساحات واسعة تصل الى فلسطين المحتلة وعلى البقاع والسلسلتين الشرقية والغربية. والبرج هو جزء من القلعة القديمة التي اطلق عليها اسم قلعة البسط والتي هدمت بفعل قصف الطيران الاسرائيلي أثناء نشاط المنظمات الفلسطينية في جنوب لبنان الذي استمر حتى العام 1982.

ويذكر مختار البلدة السيد أسعد الشوفي أن «حصن البسط» أو ما كان يُتعارف عليه قديماً بـ «برج البسط» تمّ بناؤه خلال حقبة الإنتداب الفرنسي من حجارة الجبال المجاورة بهدف توفير الحماية للجنود الفرنسيين وتوفير مركز مراقبة وتتبع التحركات التي قد تكون معادية للانتداب في تلك الفترة. واكتسب الموقع أهمية استراتيجية بالنظر إلى المناطق الجغرافية الشاسعة التي يشرف عليها، وكانت القلعة بناء متوسط الحجم لكن كان يتبع لها حزام من الأراضي المنبسطة والبساتين بحيث بلغت المساحة الكلية للموقع 24,000 م2 لكن بعد جلاء الإنتداب الفرنسي أخليت القعلة وبقيت خالية عملياً ومتروكة، باستثناء وجود شخص ربما كان وكيلاً لأصحاب الأرض يدعى ابو جاك كان يهتم بالبساتين، إلا أنه في أواخر سبعينات القرن الماضي وصلت مجموعات فلسطينية مسلحة تمركزت في المكان وأتخذته مقراً لها تنطلق منه في تحركاتها في المنطقة، وبقي الوضع على هذا النحو إلى أن اغار عليه الطيران الحربي الاسرائيلي وقصفه في العام 1976 ودمره بشكل شبه كامل بحيث لم يبق منه إلا بعض الأجزاء التي تم تحديثها وأضيف إليها بناء حديث يستخدم جزء منه مركزاً للمجلس البلدي، وجانب آخر مقراً للكشاف اللبناني، وما تبقى تمّ ضمّه الى بيت الضيعة ، وبذلك اسدل الستار على أحد المعالم التاريخية في البلدة.


منتزه لأمراء آل شهاب

كانت البلدة في فترة ما مقصداً لأمراء آل شهاب الذين كانوا يقصدونها خصوصاً في فصل الصيف بسبب مناخها البارد، وفي الوقت نفسه قربها الجغرافي من مقرهم السياسي وسكنهم في حاصبيا، إذ إن شويّا لا تبعد سوى سبعة كيلومترات عن المدينة، لكنها ترتفع نحو 1250 متر عن سطح البحر بينما ترتقع حاصبيا نحو 700 متر، وكان الأمراء يقصدون القرية في رحلات الصيد والنزهات، لكنهم وبسبب قربها من حاصبيا لم يجدوا على الأرجح حاجة لبناء بيوت أو قصور لهم فيها.


الوضع السكاني

بسبب غياب الإحصاءات السكانية الرسمية في لبنان منذ زمنٍ طويل بدأت البلدية منذ أشهر قليلة بإجراء إحصاء لعدد السكان وذلك لتقديم وثائق الى وزارة الداخلية تهدف الحصول على آلية انتخاب مختار اضافي في البلدة، وهذا العمل أظهر أن العديد من أبناء البلدة، الذين توفوا منذ زمن، لم يتم اسقاطهم من اللوائح الرسمية ويبلغ عدد السكان تقريباً 2850 نسمة لكن هذا الرقم يفوق على الأرجح عدد السكان المقيمين بصورة دائمة في البلدة. وأظهر المسح السكاني الذي أجرته البلدية أن سكان البلدة يتوزعون على الفئات العمرية التالية :

من عمر يوم حتى 14 سنة 30.5 %

من عمر 14 سنة ولغاية 64 سنة 66.5 %

فوق 64 عاماً 3.1 %

كيف يمكن ان نصنّف السكان بين مقيم ومغترب وهل تشهد البلدة نزوحاً باتجاه المدن ؟

نسبة المقيمين في البدة مرتفعة عند مقارنتها بالقرى والبلدات المجاورة إذ إن 85 % من ابناء شويّا يسكنون في بلدتهم ونسبة قليلة هم الذين يسكنون في المدن الساحلية لضرورات العمل، بينما انتقل عدد من الطلاب إلى بيروت لمتابعة تحصيلهم العلمي، أما نسبة المغتربين فقد كانت وجهة هجرتهم في الماضي نحو كندا واستراليا وبعض دول اميركا الجنوبية، أما اليوم فإن الهجرة إلى المغتربات البعيدة محدودة وما نشهده هو توجّه عدد من الشباب للعمل في دول الخليج العربي .


الثروة المائية

تعتبر مصادر المياه في البلدة ضئيلة ً مقارنة مع حجم المياه المطلوبة للقيام بأعباء الزراعة ولا يوجد سوى مصدر واحد هو المياه التي يتم جرها من بلدة شبعا عبر الهبارية، لتصل الى خزان البلدة الأساسي وهذه يتم توزيعها على كافة منازل البلدة من خلال شبكة المياه الداخلية. واللافت أنه لم يتم حفر أي بئر ارتوازية في البلدة لكن عدداً من السكان لجأوا الى إقامة خزانات إسمنتية لجمع مياه الأمطار في موسم الشتاء ليصار الى استخدامها خلال موسم الشحائح في فصل الصيف لأغراض الإستخدام المنزلي.

ليس من قبيل الصدفة وبسبب شح الموارد المائية الطبيعية أن تكون معظم زراعات شويّا بعلية، وفي صدارة تلك الزراعات الكرمة والصنوبر والزيتون والصبير وغيرها من الزراعات المطرية. أما الزراعات الأخرى كزراعة الخضار الموسمية خلال فصل الصيف فيتم تأمين المياه لها من البركة المجاورة للبلدة أو من «الحافور» وهو عبارة عن بحيرة لتجميع مياه الأمطار في الشتاء يتم استخدامها في موسم الصيف لري المزروعات، ويتم جلب المياه منها بواسطة شاحنات صغيرة مزودة بصهاريج، لكن مياه الحافور غالباً ما تنضب قبل نهاية فصل الصيف ولا يبدو أن استخدام مياهها يتم وفق نظام مداورة أو حصص.


محطات بارزة

تحتفظ بلدة شويّا بذكرى أيام مجيدة في تاريخها منها مشاركة أبنائها في استعادة بلدة حاصبيا مع الثوار الدروز في العام 1860 بقيادة كنج ابو صالحة، ودعم ابناء البلدة في العام 1925 للثورة العربية بقيادة سلطان باشا الأطرش، وقد برز احد مشايخها آنذاك الشيخ ابو يوسف حسين جمّاز الذي كان يتصف بالإقدام والشجاعة بمدّ الثوار ومساعدتهم وهو قدّم أحد أبنائه شهيداً في المعارك مع الفرنسيين.

وقعت البلدة تحت الإحتلال الإسرائيلي لسنوات طوال فعانت الكثير وتحملت كل صنوف القمع ولم ترضخ بل قدمت الكثير من الشهداء في سبيل الدفاع عن الأرض والكرامة إلى ان انجلت تلك الغيمة السوداء وعادت البلدة الى حضن الوطن .


الزراعة والثروة الحيوانية

تعتبر شويّا بلدة زراعية بالدرجة الأولى، وهذا على الرغم من أنّ العاملين في الزراعة لايشكلون النسبة الغالبة من مجموع المقيمين الذين هم في سن العمل، ولكن حتى الذين لا يمارسون الزراعة كنشاط اقتصادي فإن هذا النشاط العريق يعتبر مصدر دخل إضافياً قد يتفاوت في الأهمية لعدد كبير من الاسر المقيمة وقد يغطي بالتالي تكلفة الحاجات الضرورية مما يسمح للأسر بادخار جزء من مداخيلها الأساسية أو استخدامه في أغراض البناء أو تمويل بعض المصالح.


هيمنة كبار الملاك

تتفاوت مساحات الحيازات الزراعية بين الأسر إلا أنه يلاحظ غلبة الحيازات الكبيرة نسبياً، إذ تشير إحدى الدراسات التي أجريت قبل مدة قصيرة إلى أن 64% من الأسر تمتلك نحو 10% من مساحات الأراضي الزراعية بينما يمتلك 7% فقط من سكان البلدة نحو 50% من الحيازات الزراعية، بينما يستحوذ 29% على 40% من الحيازات الزراعية وهم الفئة الوسطى من ملاك الأراضي.

والسبب في اختلاف هذه النسب، يعود الى اختلاف مساحات الأراضي الزراعية، كما وتختلف هذه النسبة باختلاف أنواع المزروعات وطريقة استثمار هذه الأراضي الزراعية، واستخدام الوسائل الحديثة في الزراعة ونوعية السماد والأدوية المستخدمة.

تهتم بعض الأسر بتربية المواشي والطيور والنحل، وقد دلّت دراسة اجتماعية قام بها باحثون جامعيون أن 32% من أرباب الأسر يمتلكون بعض الماشية أوالطيور وعدد قليل منهم يهتم بتربية النحل، كل ذلك كجزء من الاقتصاد المنزلي وتوفير مداخيل لدعم ميزانية الأسرة، لكن لا توجد مزارع أبقار أو مداجن في القرية..

المهن والحرف

لا توجد صناعة بالمعنى الحقيقي في البلدة حيث تقتصر على بعض المصانع الصغيرة التي تختص بصناعة الألمنيوم والحدادة الإفرنجية ومنشرة صغيرة وجميعها هي فردية وخاصة حيث يقوم اصحابها بتأمين معيشتهم فقط فلا تساهم في توفير فرص عمل إضافية إلا في ما ندر لكن هذه الورش تؤمن احتياجات البلدة من مختلف اللوازم التي يحتاجها الأفراد في تشييد المنازل . ويوجد في البلدة حرفيون يتركزون خصوصاً في خدمات قطاع البناء وأعمال الصيانة مثل الكهرباء والصحية والورقة وأعمال البناء.

أما المرأة فإنها تهتم غالباً بمنزلها وباقتصاد المنزل خصوصاً في موسم الصيف والاستعداد لفترة الشتاء الباردة، فهي مسؤولة عن أعمال المونة وتساهم في تصنيع المنتجات المنزلية وتربية الأولاد ومساعدة الزوج، وهناك بعض النساء اللواتي يعملن في مهنة التعليم التي تسمح بها التقاليد والأعراف الاجتماعية، لكن ليس وارداً أن تعمل المرأة خارج المنطقة.

الواقع الإجتماعي

تعتبر بلدة شويّا من البلدات اللبنانية الريفية التقليدية، وقد شهدت في تاريخها صراعات واضطرابات خصوصاً خلال العهد العثماني والحربين العالميتين والانتداب الفرنسي، كما إنها وجدت نفسها في دوامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بسبب انتشار المنظمات والأعمال الانتقامية للعدو، ثم جاء الاحتلال الإسرائيلي المباشر وما رافقه من تأثيرات على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.

وقد شهدت القرية بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 تحركاً للحياة السياسية لكن ذلك اتخذ مظهر قيام جماعات حزبية إثر وجودها وتنافسها بشكل مباشر على العلاقات بين أهالي البلدة فحصلت مظاهر تنافر وتوترات، لكن عقّال البلدة وأصحاب الرأي الراجح فيها تمكنوا من معالجة هذه السلبيات. عدا ذلك، لا توجد في بلدة شويّا منظمات حكومية ولا مؤسسات مدنية دائمة ولكن هناك بعض الجمعيات الأهلية.


الصحة والثقافة

تعاني بلدة شويّا كغيرها من البلدات المجاورة، نقصاً في العناية الصحية فلا وجود لعيادات متنوعة ولا مستوصفاً. منذ ثلاث سنوات تقريباً، اتخذت جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية فرعاً لها في بلدة شويّا، بحيث قدمت بعض المساعدات للأهالي، كما تقوم الجمعية كل شهر تقريباً ببعض الأنشطة الصحية حيث تستدعي أطباء من اختصاصات مختلفة، لمعاينة الأطفال والشيوخ والمرضى من مختلف فئات الأعمار.

” 64 % مـــن الأســـر تمتـــلك نحو 10 % مـــن الأراضي بينـــما يمتـــلك 7 % فقـــط من سكان البلدة نحـــو 50 % “


الواقع التعليمي

يقول الأستاذ منيف ابو سعد إنه بعد استقرار الوضع الأمني والإجتماعي أخذت الدولة تعير التربية والتعليم الإهتمام اللازم فتم افتتاح مدرسة رسمية في البلدة، وشكلت الهيئة التربوية لهذه المدرسة التي بدأت في تقديم خدماتها في العام 1984 حيث تمّ بناء المدرسة الحالية على الحصن العسكري الذي كان يستخدمه الفرنسيون ابان مرحلة الإنتداب على لبنان وسوريا، ولا يوجد سوى مدرسة واحدة في البلدة وهي متوسطة ومختلطة . وقد ألحقت بها مكتبة، ويقارب عدد الطلاب 250 طالباً أكثرهم من ابناء البلدة. لكن هناك بعض العائلات الميسورة التي ترسل أبناءها للتعلم في مدارس خاصة في حاصبيا، كما إن أكثر تلامذة المدرسة يتوجهون إلى حاصبيا عند الانتهاء من مرحلة الدراسة المتوسطة والانتقال إلى المرحلة الثانوية بسبب عدم وجود ثانوية في القرية.


ثورة الإتصالات لم تصل بعد

على الرغم من التغطية الواسعة لخدمات الإنترنت في لبنان، ما زالت بلدة شويّا متأخرة عن هذا التطور، فالخدمات المتوافرة عبر أوجيرو ضعيفة حيث إن الهاتف الثابت وصل الى البلدة في السنوات القليلة الماضية لكنه لم يوفر تغطية شاملة ولم تصل الإنترنت إلى منازل القرية إلا من خلال بعض الافراد الذين يستثمرون خطوطاً داخل البلدة، ويأمل ابناء البلدة أن تقوم الدولة باستكمال مدّ شبكة أوجيرو وتوصيل البلدة بخطوط ADSL الضرورية للتواصل مع الشبكة، وقد باتت الإنترنت مهمة جداً في مجالات العمل والتعليم والبحث والتواصل الاجتماعي ولم تعد مجرد ترف.


النزوح

كما أسلفنا فإن النزوح لا يشكل ظاهرة في البلدة باستثناء توجه بعض الطلاب الذين تخرجوا أو دخلوا مرحلة التعليم الجامعي إلى خارج القرية وقد سعى بعضهم للعمل في أماكن تعليمهم لتحصيل ما قد يساعدهم على تحمل نفقة تعليمهم العالي أو الجامعي، وهناك أيضاً مشكلة الخريجين الذين لا يملكون فكرة عن مجالات العمل المتوافرة وقد يبقى بعضهم بلا عمل مدداً طويلة.


السلطة المحلية

المجلس البلدي في شويّا شأنه شأن سائر المجالس البلدية يسعى الى الإرتقاء بالبلدة وتوفير الخدمات الأساسية. وعن هذا الواقع يحدثنا رئيس البلدية السيد وسام دعيبس:

> ما هي أبرز اهتمامات المجلس البلدي ؟

يعمد المجلس البلدي الى تطوير واقع البلدة وتوفير الخدمات التي تسهل عمل المواطنين وتجميل البلدة وتنظيم نشاطات البناء والإنفاق على الإنارة وغيرها إضافة الى الإهتمام بواقع الشباب وتفعيل دورهم.

> ماهي ابرز انجازات المجلس البلدي ؟

قامت البلدية بتأمين ثلاثة مولدات كهربائية بدعم من الوزير مروان خير الدين وذلك بهدف سد النقص في التيار الكهربائي والتعويض عن ساعات التقنين الطويلة أحياناً، علماً أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يضرّ بالأعمال كما يؤثر على نشاطات الدراسة، أيضاً أصبحت شبكة الصرف الصحي شبه منجزة ونعمل على انجاز الجزء المتبقي منها.

قمنا أيضاً بشق العديد من الطرقات الزراعية وتأهيل عدد منها بالإسمنت بدعم من مجلس الإنماء والإعمار.

كما إننا نعمل على تطوير شبكتي الكهرباء وتوفيرها للبيوت والأبنية الجديدة والتي أقيم بعضها خارج النطاق التاريخي للبلدة مما يتطلب جهداً إضافياً وتكلفة.

> ما هي المشاريع المزمع انجازها خلال الفترة القادمة؟

سوف يتم إنشاء بحيرة لجمع مياه الأمطار بهدف توفير موارد مياه إضافية لري المزروعات، والمشروع يتم بدعم من وزارة الزراعة وتم تكليف المشروع الأخضر بتنفيذه في الفترة القريبة المقبلة ، كما إن العمل جارعلى تطوير ساحة الأفراح في البلدة اضافة الى العديد من المشاريع التي نقوم بدرسها حالياً.

> هل من مطالب؟

نناشد الدولة الإلتفات إلى القرى والبلدات النائية ومساعدتها، وشويّا هي من القرى المهملة ولا تحظى بالدعم الكافي، فهي بحاجة الى مستوصف يخفف عبء انتقال المرضى إلى أماكن خارج البلدة، كما نطلب من وزارة البيئة دفع المستحقات المتوجبة عليها للبلدية في مشروع مستوعبات النفايات، كي لا تتحمل البلدية اعباء اضافية كما نطلب من وزارة الثقافة ان تعمد الى انشاء مكتبة عامة في البلدة وذلك لتعزيز الاهتمام بالثقافة وتوفير حاجة أساسية للطلاب في البلدة.


عائلات بلدة شويّا

الشوفي – ابو سيف – عماد – جماز – بركات – الحذوة – علوان – ابو سعد – دعيبس – ابو نجم – بدوي – الحمرا – داغر – الخطيب – عبود.


الشيخ ماجد أبو سعد: شويّا بلدة القناعة والسرور في كنف الأرض وخير الطبيعة

يختزن الشيخ ماجد أبو سعد زاداً وافراً من المعارف الروحية والزمنية وهو ينفق الكثير من وقته في توجيه الجيل الجديد وتقديم النصج والإرشاد للشباب طائفاً في القرى والبلدات مستجيباً لطلبات المهتمين بالإستزادة من المعرفة والحصول على الوعظ والتوجيه الصحيح. «الضحى» التقت الشيخ أبو سعد وكان هذا الحوار:

> ما هي أبرز المحطات في تاريخ شويّا؟

يعتبر اختيار الناسك الزاهد الشيخ الفاضل المكنّى بأبي هلال لبلدة شويّا مسكناً لفترة زمنية من اهم هذه المحطات، وقد مكث وقتاً في كهف جنوب البلدة يدعى اليوم كهف الشيخ وقد وصف تلميذه الشيخ ابو علي عبد الملك البلدة بأنها «وارفة الظلال عامرة بالأخيار» وقد كان طيب مناخها الطبيعي مع صفاء جوها الروحي سبباً في اختيار الشيخ الفاضل لها.

ومن الأعلام الذين اشتهروا في تاريح البلدة في اواسط القرن الماضي الشيخ ابو علي محمد دعيبس الذي نهج منهج الزهد والفقر والورع وعكف على عبادة الله عز وجل فكان يقتات بما ينتجه من رزقه وكان يعمد الى توزيع أكثر محاصيله كصدقات للمعوزين والمحتاجين. ومن أبرز المآثر المنقولة عنه ان صبية قصدوا كرمه المغروس بالبطيخ لسرقته ولدى وصولهم صدف وجود الشيخ فهرع الصبية الى الفرار لكن احدهم علق سرواله في سياج الحقل فكان ردّ الشيخ « احترسوا كي لا تصابوا بأذى» فهم فروا من الخوف وربما الخجل من فعلتهم، بينما كان الشيخ حريصاً على أن لا يصابوا بمكروه .

ويتابع الشيخ أبو سعد وصفه لبلدة شويّا فيقول إن معظم سكان البلدة يعيشون عيشة القناعة، ويعتبرونها عيشة السرور وراحة البال فأرضهم بعلية ونتاجهم محدود ويجاهدون لتأمين أكثر مستلزماتهم من الأرض راضين بما قسمه الله لهم، وهم فعلاً أوضح تطبيق للمثل الذي يقول «فلاح مكفي سلطان مخفي»، وهنا يستشهد بقول لقمان الحكيم لولده « يا بني باقة بقل على مائدتك خير من خروف على مائدة غيرك» والمقصود بالبقل الخضار البرية ولا سيما الهندباء البرية.

* المصدر: مجلة الضحى

سنديانة الضيعة
سنديانة الضيعة


درج محفور في الصخر يعود الى العصر الروماني
درج محفور في الصخر يعود الى العصر الروماني


المغارة التي سكن فيها الناسك الزاهد الشيخ الفاضل المكنّى بأبي هلال، تدعى اليوم مغارة الشيخ
المغارة التي سكن فيها الناسك الزاهد الشيخ الفاضل المكنّى بأبي هلال، تدعى اليوم مغارة الشيخ


النواوييس
النواوييس


تعليقات: