انتشرت مؤخراً في لبنان موجة منتجي الأدوية المصنعة من الاعشاب ولو أن اياً منا تنقل بين أقنية التلفزة لرأى الكثيرين من هؤلاء يتصدرون الشاشات ليعلنوا عن منتجاتهم وهم لأجل ذلك يستشهدون بأشخاص يعرضونهم على الشاشة وهم يصفون الحالات التي كانوا بها ثم التي وصلوا اليها بعد تناولهم العقاقير العشبية والتي لها المفعول الساحر بحسب اقوالهم·

وبما انني واحد ممن بدأوا يعانون من زيادة الوزن وارتفاع في الضغط والسكر في الدم نتيجة الاوضاع غير المستقرة في بلدنا لبنان فقد توجهت الى احد المراكز التي تبيع هذه الاعشاب حيث طُلب مني الدخول الى عيادة الدكتور المختص هناك وفعلاً دخلت وقابلته وهو الذي ليس لديه ما يشير الى انه دكتور سوى تلك اللوحة الصغيرة التي تحتوي اسمه والموضوعة على مكتبه·

ولما اخبرته عما اعاني منه وصف لي على الفور عدة عقاقير هي الكفيلة باكساب جسدي الصحة والعافية رغم انه لم يقم بأي معاينة لي انما اعتمد على صُدقيتي بوصف الداء وهو اعطى الدواء، عجيب! بعدها توجهت لاستلم العقاقير وقد دفعت ثمنها مئة دولار وهي رغم سعرها الغالي لم آبه لكوني اعد نفسي بجسم شبيه بأجسام عارضي الأزياء، ولكن قبل أن أغادر طُلب مني العودة بعد شهر لأعطي شهادتي مصورة على التلفزيون ليراها المشاهد·

وبالفعل بعد مرور فترة الشهر كنت فيها اتناول هذه الادوية بأوقاتها، وهي كمن يأكل الهواء توجهت بعدها الى نفس العيادة فطُلب مني الدخول الى الاستديو للتصوير واعطاء الافادة ولمّا سألت ماذا عليّ القول أُجبت بأنه عليّ الاصغاء للشخص الذي يصوّر قبلي وأردد كلماته كالببغاء· فاستمعت اليه وهو بعد ذكر اسمه قال لقد استعملت هذه الادوية وخسرت من وزني الكثير واستقرّ معي الضغط والسكري والآن جاء دوري دخلت الى الاستديو ولما طلب مني المخرج والمصور البدء بادرت الى القول: انا المختار وقد اشتريت هذه المستحضرات العشبية العجيبة واستعملتها لمدة شهر وقد خسرت من جيبي مبلغ مئة دولار ولكن لم اخسر من وزني فزعلت ونتيجة الزعل ارتفع معي السكر وتخربط الضغط والفضل كله للمستحضرات العجيبة· فشكراً لها وللدكتور الذي ينتجها··

هذه المقابلة صوّرتها ولكن لا أدري هل سيتم عرضها·

* محمد يحيى محمد زكريا اللبابيدي