هشام حداد: الدعاية الانتخابية المضادة

يخصص فقرات للتصويب على مرشحي \
يخصص فقرات للتصويب على مرشحي \"التيار الوطني الحر\"


لم يلحظ بند "الدعاية الانتخابية" في قانون الانتخابات الحالي، الدعاية المضادة في البرامج التلفزيونية، تلك التي بات هشام حداد، مقدم برنامج "لهون وبس"، رائداً فيها منذ 3 أسابيع، ويخصصها للتصويب على مرشحي "التيار الوطني الحر"، وعلى خياراته للمرشحين في لوائح التيار.

وإذا كان انتقاد "المستقبل" الذي ظهر في حلقة أمس الثلاثاء، ينسجم الى حد كبير مع وجهة البرنامج الساخرة والانتقادية، من غير أن تظهر تضخيماً للنقد، باستثناء التصويب منذ حلقتين على وزير الداخلية نهاد المشنوق بطريقة تتخطى أصول السخرية، فإن الانتقادات التي طاولت "الوطني الحر"، تظهر أن المقدم يبث دعاية انتخابية مضادة ضد مرشحي التيار، تحت عنوان السخرية.

من السهولة تتبع هذا المسار. في الحلقتين السابقتين، أكثَرَ من السخرية تجاه اداء مرشح "التيار الوطني الحر" في الاشرفية نقولا الصحناوي، لناحية المشاركة في وضع الطلاء على الجدران الى جانب السكان، ثم لمشاركته في بيع الخضار في السوق. كانت وجهة السخرية، التي وصلت الى مستويات تتخطى الآداب في التعاطي معهم، تحمل ملامح "دعاية مضادة"، يستدل اليها من معرفة خلفية حداد السياسية، المنشق عن التيار، والمؤيد لمنافس الصحناوي في الأشرفية زياد عبس.

هذه الخلفية الحزبية له، لا تدفع بالشكوك بعيداً في شأن أدائه، وما إذا كانت مجردة عن خلفيته السياسية أم لا، بعدما نفذ فقرة كاملة للسخرية من المهرجان الانتخابي العوني الأسبوع الماضي. وإذا اقتضت الموضوعية الاعتراف بأن أداء حداد مسلٍّ، فإن الموضوعية نفسها لا تستبعد هذا النفَس السياسي في محاكمة التيار، لصالح خصومه، خصوصاً أن "التيار القوي" يخوض معارك قاسية ضد منافسيه، قد لا تتخطى فوارق الأصوات فيها مئات الأصوات في المتن والأشرفية.

حاكم حداد خيارات "التيار" الانتخابية. ومن غير أن يصوب انتقاده لرئيس التيار جبران باسيل، عاد ضمن الفقرة الى دائرة الاشرفية، حينما انتقد ترشيح نقولا الشماس في لائحة التيار في دائرة بيروت الاولى، مذكراً بأن المرشح "استحقر الناس" خلال تحركات الحراك المدني في صيف 2016، حينما انتقد سوق "ابو رخوصة" في وسط بيروت. وقال ساخراً ان الشماس كان "معروفاً بتضحياته ضد الاحتلال السوري"، في تصويب جدّي على اختياره، كون الشماس لم يكن في عداد مناصري عون في زمن إقصاء العماد ميشال عون الى باريس.

كذلك انتقد ضم سركيس سركيس الى لائحة "التيار" في المتن، ساخراً منه بوصفه بـ"العوني"، منتقداً أيضاً اختياره مكان النائب نبيل نقولا. وفي السياق نفسه، أحرج التيار الوطني الحر بالبحث عن مقطع فيديو لمرشح التيار في عكار رياض رحال، يظهر فيه رحال يقول كلاماً نابياً في حق العماد عون.

ولا يشير الأداء السابق إلا إلى محاولة حداد تهشيم الخيارات الانتخابية لتيار كان هو نفسه، حتى 4 سنوات ماضية، جزءاً منه. أمعن في أذيته انتخابياً، عبر الاضاءة على وقائع سياسية، لا يبدو أن منافسي التيار سيجرؤون عليها، بالنظر الى انهم يتحالفون معه في دوائر ويختلفون في دوائر أخرى.

والحال، إن هذا الاداء، يبدو تغريداً خارج سرب "ال بي سي" التي تلتصق الى حد ما برئيس الجمهورية، منذ الأزمة الحكومية الأخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وإذا كان "سقف الحرية" مرتفعاً الى حد كبير في المحطة، فإن التصويب على التيار من شأنه أن يتضارب مع سياسة المحطة التي تواجه استحقاقاً هاماً أواخر الشهر الحالي، حيث من المتوقع أن يصدر قراراً قضائياً نهائياً في النزاع مع "القوات اللبنانية" حول ملكية المحطة بعد غد الجمعة.

تعليقات: