الدكتاتور ترامب


قبل أن يأتي الى السلطة وهو الأكثر اثارة للجدل:

المتابع لتصرفات ترامب على مستوى السياسة او على مستوى الرجل العادي، لا بد أن يكون تحليلاً ما عن هذه الشخصية ، ومن الزاوية التي ينظر منها المحلل .

قبل انتخاب الرئاسة ب 6 اشهر ظهرت بوادر بأن ترامب هو الرئيس القادم بالرغم من ما ظهر في وسائل الإعلام بأن المحللين السياسيين والإستفتاءات كلها تؤشر بأن لا حظ له في الرئاسة ، وهذه الهجمة الإعلامية كانت كفيلة بأن توحي أن ترامب هو الرئيس المقبل .

من أتى في ترامب رئيساً .. هل اللوبي الصهيوني، أم المخابرات الروسية؟

من وجهة نظري أن المخابرات الروسية هي التي لعبت دوراً فعالاً لوصول ترامب الى البيت الأبيض لترد الصفعة للولايات المتحدة التي أكلتها من المخابرات الأمريكية بتفكيك الإتحاد السوفيتي .

ترامب حقق الكثير مما وعد في حملته الإنتخابية ، وأهمها فرص العمل للشعب الأمريكي ، وحصوله على المليارات كصفقات من دول الخليج ، وما رافقها من ضجة إعلامية جعلته أمام الشعب السوبرمان ، وهذا جعله يفعل ما يريد دون ردة اي فعل من الكونغرس او مجلس الشيوخ ، حيث يلاقي تأييداً من الشعب لما يقوم به .

الرئيس الوحيد الذي أقال الوزراء ومدراء المخابرات وكبار موظفي البيت الأبيض دون أن يلقى اية معارضة من الكونغرس ، وما زال يقيل كل من يعارضه في أفكاره وتصرفاته .

اخيراً أقال وزير خارجيته ، ولا صوت معارض ، وعين بدلاً منه مدير المخابرات ، وعين مديراً جديداً للمخابرات CIA جينا شيري هاسبل المعروف عنها بالتعذيب لمساجين ابو غريب في العراق .

الشخصيات الموجودة الآن في السلطة نشأت وتربت على تعذيب الناس ، فهل يعقل ان ينقلبوا بين عشية وضحاها الى حمل وديع ؟ من المؤكد لا .. وهذه التشكيلة توحي بأن وراءها عمل ما مكلفة به سواءً كانت تدري او لا تدري ، والمهم انها سوف تعطي انطباعاً ما عند حكام الولايات ، وعلى الأقل 6 منهم مهيأة للإنفصال عن الولايات المتحدة بأن السلطة السياسية قد تؤدي به الى الهاوية بما تتخذه من قرارات قد تؤدي الى حروبٍ باردة او بالأسلحة ، وهذا ليس من مصلحتها .

اعتراف ترامب بالقدس عاصمة ابدية للصهيونية ليست غباءً كما يتوهم البعض ، بل الأعتراف من صميم اللعبة الذي يقوم بها فخامة الرئيس ، لأن في المنظور القريب ، حيث تتصارع الأحداث قد تؤدي الى بلبلة ما في العالم ككل ، وربما الى حرب إقليمية بداية ثم تتطور الى حرب عالمية ثالثة ، يكون الخاسر الأكبر فيها اولاً : اسرائيل، ومن ثم الولايات المتحدة ، وبعض الدول الأوروبية والدول العربية .

لا نستبعد اتهام بريطانيا الى روسيا قتل الجاسوس المزدوج بدون دليل والإصرار على ذلك هو التأييد الأمريكي والتأييد الفرنسي مؤخراً ، علماً بأن الدولتين ( بريطانيا وفرنسا ) ليستا من الدول العظمى التي تشكل تهديداً حتى الى سوريا ، فكيف بروسيا !

الملاحظ بأن في دول الغرب اليوم خاصة اميركا وبريطانيا وفرنسا لا يوجد فيهم رجال سياسة حكماء ، ومن هنا يبدأ الخوف من أن تتطور الأمور لتصل الى وقوع حرب شاملة اول ما يكون حطبها اسرائيل وفرنسا .

الى يوم الإثنين ستظهر لنا البوادر اذا ما ابتدأت الحرب في سوريا ودخلت اميركا بثقلها هذه المرة في الحرب ، فأن بعض الولايات الأمريكية التي تريد الإنفصال ولا تريد الحرب سوف تعلن انفصالها لأن ترامب يكون قد اخذ قراره بالحرب ، وهذا الموقف هو ما يؤدي الى تفكك الولايات المتحدة وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد بيد من يكسب الحرب .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: