ملكة جمال لبنان.. لا تعمل بالسياسة

الخمس فشلن في تقديم الحد الأدنى من الثقافة السياسية
الخمس فشلن في تقديم الحد الأدنى من الثقافة السياسية


المؤكد أن أي من المشتركات الخمس اللواتي وصلن الى المرحلة الاخيرة من مسابقة ملكة جمال لبنان 2017، لم تقدم إجابة يمكن اعتبارها مرضية بالحد الأدنى حول رأيهن بالشارع، ودوره مع مؤسسات المجتمع المدني في صياغة مستقبل البلد والتأثير في مسار الأحداث فيه.

قد لا يبرر ذلك الإجابات الركيكة التي بدا بعضها تكراراً للسؤال نفسه، كما انه لا يبرر اطلاق هذا النوع من الاسئلة، وبعضها مرتبك في بنيانه. لكنه في الواقع، أظهر أن أياً من الفتيات الخمس لم تستطع ان تقدم أكثر من جملة واحدة تختصر عموماً جهلها بالموضوع، كما تظهر أنهن على الأغلب لم يكن جزءاً من الحراك الذي حصل في صيف العام ٢٠١٥، ولو ادعين غير ذلك.

الحراك نفسه لم يكن نموذجاً يمكن التعويل عليه، وهو ما أصابته الملكة بيرلا حلو في جملتها اليتيمة التي طالبت فيها مجموعات الحراك بتوحيد العناوين قبل النزول الى الشارع. لكن الصبايا الخمس، وإن كنّ صاحبات قدر من الجمال يؤهلهن للمرحلة النهائية وحمل التاج، فقد فشلن في تقديم الحد الأدنى من الثقافة السياسية التي تثبت إلمامهن بواحدة من المفاصل الأساسية التي مر بها لبنان وعايشنها.

"ال بي سي" بدورها تصر على تبني الشارع، وكل ما يمت بصلة الى الحراك المدني ومجتمعه، والسوشيال ميديا الذي كان أحد الأسئلة الموجهة للمتسابقات التسع اللواتي وصلن الى المرحلة الثانية، حتى لو أدى هذا التسييس بالاسئلة الى فشل المتسابقات بالاجابة، وبالتالي حجب صورة التنظيم المميز لحفل الانتخاب والذي أكدت فيه "ال بي سي" مجددا علو كعبها في المناسبات الكبرى.

وبدا فشل المتسابقات أمس نسخة مكررة عن العام الماضي، كان بالامكان تجنبه والذهاب بالمناسبة بعيدا عن السياسة التي تخشاها عادة الفتيات من أمثال المتقدمات الى المسابقة، وقد عبرت عنه احدى المتسابقات التسع النهائيات عندما سئلت عن نوع السؤال الذي تخشى أن يوجه لها، فكان جوابها "السؤال السياسي".

هذا الأمر لم يكن مبررا بالنسبة للكثيرين من ناشطي السوشيال ميديا الذين اعتبروا أن الجمال لا يجب أن ينفصل عن الثقافة، فيما ذهب اخرون الى الاضاءة على مميزات الملكة الجمالية على اعتبار أن الجمال هو أساس انتخابها وليس قدراتها الثقافية التي قد تكون موجودة ولكن في مجالات غير سياسية. ولدى الصنف الاول، تحول الى سخرية، فنشرت مقاطع الفيديو الساخرة التي تطال المشتركات.

عموما، التجربة السياسية لملكة جمال لبنان لا يمكن الاعتداد بها، وبات واجبا إعادة صياغة أسئلة المناسبة لتنسجم مع المحتوى الثقافي "اللايت" الذي يجب أن تحتويه متسابقات في بداية العشرينات، مع الأخذ بالاعتبار رهبة الكاميرا والارباك الذي تسببه لهن، وهو لم يكن وحده سبب الفشل في الاجابات.

يبقى على الملكة المتوجة أن تثبت خلال العام المقبل استحقاقها اللقب من خلال ملاحقة القضية التي تبنتها وأن لا تغيب بعد تتويجها كما حصل مع كثيرات قبلها، فسهرة الأمس هي البداية فقط وقدراتها الحقيقية تبدأ بالظهور اعتباراً من اليوم.

* المصدر: المدن

تعليقات: