الطباخ أوليفر: ثورة على الطعام السريع والمشبّع بالدهون

الطباخ أوليفر: افتتح مدرسة لمن مروا بصعوبات اجتماعية كدخول السجن وتعاطي المخدرات
الطباخ أوليفر: افتتح مدرسة لمن مروا بصعوبات اجتماعية كدخول السجن وتعاطي المخدرات


اسمه جايمي أوليفر Jamie Oliver. أما لقبه فهو الشيف العاري Naked Chef. لم يكتسب الطباخ التلفزيوني الشهير هذا اللقب بسبب تعريه على الشاشة، بل حدث ذلك في العام 1999، في أول برنامج ظهر فيه من دون قبعة. ما اعتبر كسراً للتقاليد والأعراف في عالم المطابخ. كأن ملكاً يخلع تاجه من على رأسه، ويضعه جانباً، ليتمكن من العمل بحريةٍ أكبر.

غالباً ما يظهر ابن الريف الإنكليزي، وهو الآتي من عائلة امتلكت مطعماً لفترة طويلة، مرتدياً قميصاً مع مربعات كبيرة وبنطلون جينز، فيبدو بين الطناجر كعازف على الطبول. لقب الشيف العاري لا يقتصر على وصف الشكل الذي يظهر فيه، إنه أيضاً جزء من أسلوب حياة يسعى لنقله إلى المشاهد.

تتلخص "فلسفة" جايمي بتقديم طبق اختزالي، صحي، غير مكلف وجميل، يعتمد على المزج البسيط وسرعة الإعداد. وقد نجح بفضل هذه السياسة في أن يعيد الطبخ البيتي إلى فئات العمال والموظفين وطلاب الجامعات، الذين يعيشون بعيداً من أهلهم. وقد شجعهم عن طريق تنظيم الوقت، واعتماد وصفات بسيطة ومضبوطة، على الدخول إلى مطابخهم مجدداً والتجريب بما يملكونه من مكونات.

يقول أوليفر في مقابلة تلفزيونية: "عندما أسأل أحد الأشخاص، هل تطبخ في المنزل؟ أسمع الحجج نفسها: أنا دائماً مشغول، أو هذا غالٍ جداً بالنسبة لي، أو لا أعرف كيف أعد الطعام. شعرت بالملل من هذه الأجوبة، وكان عليّ أن أجد حلاً".

استبدل جايمي الطعام السريع والمشبّع بالدهون، كالبيرغر والبطاطا المقلية، بأطباق خفيفة بسيطة ومغذيّة. وحارب حلويات الأطفال التي تحتوي على كميات مرتفعة من السكر والمشروبات الغازية الملونة والعصائر المصنعة، والمضاف إليها مواد حافظة، ووجد بدائل عنها تحاكي ذائقة الصغار. فهم أوليفر بفضل مجموعة من التجارب التي قام بها على تلاميذ إحدى المدارس، أن الابتعاد عن نمط الغذاء السيئ، الذي يفضله الأطفال عادة، يساعد على زيادة التركيز، ويؤدي إلى تراجع فرط الحركة لديهم. بالتالي، إحراز علامات أفضل في المدرسة.

تمكن جايمي بفضل هذه التجارب من إجبار حكومة توني بلير البريطانية، في ذلك الوقت، على إعادة النظر في ميزانية غذاء المدارس في بريطانيا، ورصد مبالغ أكبر من أجل وضع برامج غذاء أفضل.

في رصيد جايمي أكثر من 15 كتاباً لتعليم الطبخ. تحمل معظمها صوره، فيبدو على أغلفتها مرحاً يلهو ويلعب، وعلى أغلفة أخرى يحتضن ديكاً، ويضع أنف مهرج. وقد تحول إلى ماركة تستخدم لمجموعات واسعة من أدوات المطبخ، كالطناجر والسكاكين وخشبات التقطيع والعصارات ومدقات الثوم وأشياء أخرى.

أتت كل هذه الأدوات بتصميمات عملية، سهلة الاستعمال، من دون أن تستبعد جمالية التصميم من خلال خطوط عصرية وأنيقة، تعكس فلسفة النجم. كما أن اسمه الثاني "أوليفر"، والذي يحمل في جذره كلمة Olive، أي الزيتون، تحول أيضاً إلى ماركة سلسة من المنتجات الغذائية، كالبهارات المتنوعة المستوردة من المتوسط والهند، وأنواع منتقاة من الزيت والخل وأصناف كثيرة من المعكرونة واللحوم المقددة والنصف جاهزة.

ولتكتمل صورة جايمي، الشخصية العامة والماركة، كان عليه أن يتبنى عدداً من القضايا. هكذا، افتتح مدرسة ملحقة بأحد مطاعمه، وسماها Fifteen، ضمت 15 طالباً مروا بصعوبات اجتماعية بالغة، كدخول السجن وتعاطي المخدرات، جعلتهم غير مرغوبين في المدارس وأماكن العمل. حققت المدرسة نجاحات عدة وأضافت إلى رصيد الطباخ الإنكليزي، الذي عاد وافتتح فروعاً أخرى منها منتشرة اليوم في مناطق عدة من بريطانيا.

* المصدر: المدن



تعليقات: