المجلس الثقافي وبيت المصوّر كرّما قيس الزبيدي في النبطية


مخرج واهب الحرّية قيس الزبيدي مكرّمٌ في النبطية

– النبطية :

كرّم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية بيت المصوّر في لبنان المخرج العراقي قيس الزبيدي في حفل أقيم في قاعة المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية تخلله عرض فيلمه التسجيلي عن المقاومة الوطنية اللبنانية «واهب الحرّية» (1989) بحضور حشد من الفاعليات الثقافية والتربوية والإجتماعية والحزبية. وتحدث الزميل كامل جابر باسم المجلس الثقافي و«بيت المصور» فقال: «عراقي المولد، سوري الهوى، فلسطيني الانتماء، ألماني الجنسية، كاتب سيناريو ومخرج ومصور ومونتير وناقد وباحث في نظرية السينما، يعرفه الكثيرون باعتباره من أبرز السينمائيين التسجيليين العرب وربما أهمهم إطلاقا على صعيد المونتاج. إنه وبكل جدارة وترحيب المخرج المبدع قيس الزبيدي أهلاً وسهلاً بك، في بيتك الجنوبي الذي حملت قضيته إلى كل العالم. لا تكفي صفحات، ولا يختزل كلام، سيرة هذا الرجل الآتي إلينا من النضال السينمائي المتعدّد، إذ عالجت أفلامه التسجيلية قضايانا في عمقها ومشاهدها الموثقة، وهو بذلك يتناولها من موقع متجذر في أصالة ذاته، لا مواربة أو محاباة، أو بحثاً عن مجد فخريّ؛ وكانت فلسطين قبلته، وشعبها قضيته، فأنجز لأجلهما أفلاماً حكت عن المعاناة ووثقتها بالصورة والصوت والسرد الدرامي، لذلك حصدت الجوائز المتعددة. ولعطائه في هذا المجال، منحه الفلسطينيون الجنسية الفخرية الفلسطينية، عرفاناً وشكراً على منجزاته السينمائية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني». وأضاف: «حصل قيس الزبيدي على دبلوم في المونتاج من معهد الفيلم العالي في بابلسبرغ بألمانيا العام 1964، ودبلوم آخر في التصوير العام 1969، ثم عمل في استوديو ديفا للأفلام التسجيلية، وفي المعهد العالي للسينما في ألمانيا في المونتاج والتصوير والإخراج، وكان الطالب الوحيد من قسم التصوير الذي منحته الكلية فرصة إخراج فيلم التخرج التسجيلي بالإضافة إلى تصويره ومونتاجه وكتابة السيناريو له، وحقق نجاحاً فتم عرضه في مهرجان لايبزغ السينمائي. درس وعمل في ألمانيا واكتسب جنسيتها، لكنه لم يصبح ألمانيا، إنتمى إلى فلسطين وأنجز أفلاماً عن مأساتها، وعاش في سورية وأنجز معظم أفلامه هناك، ونظم وشارك في دورات سينمائية عديدة في السيناريو والإخراج والمونتاج في دول عربية عديدة، ونظم برامج خاصة عن السينما الفلسطينية والسورية لصالح العديد من المهرجانات العربية والدولية، وعمل في لجان اختيار الأفلام في مهرجانات دولية وكذلك عضواً في لجان التحكيم، كما ساهم في تأسيس النادي السينمائي بدمشق. وأنجز خلال عمله في التلفزيون السوري أعمالاً مهمة منها فيلم «اليازرلي» لحنا مينا وفيلم «الحياة اليومية في قرية سورية» للسينمائي الراحل عمر أميرلاي. أنجز تسعة أفلام حملت عنوان «مياه قيد الاحتلال» كل منها عن نهر محتل، وتتحدث عن الصراع على المياه بين إسرائيل والدول العربية، كما شارك في سلسلة أفلام أخرى عن الذين يسكنون على الحدود، وصور اندماج وتعايش السكان في قرية بين لبنان وسورية، ليكشف أن ليست هناك حدود يمكن إثباتها بشكل واقعي وموضوعي بين البشر وينتقد التأثير السلبي لما يفرضه الوضع السياسي عليهم». وختم جابر: «قلت: لا يمكن أن تختصر ورقة، أو ورقتان سيرة هذا المبدع المتألق دائماً، المتفوق في أفلامه وقضاياها الإنسانية والنضالية، لكن وجوده اليوم، هنا على أرض الجنوب، الذي زاره مراراً وتكراراً من خلال فيلم «واهب الحرّية» وغيره من الأفلام التسجيلية، فرصة فخر لنا واعتزاز بمسيرته وإبداعه، ولا بدّ هنا من شكره على تأجيله سفره من أجل اللقاء بكم، مع شكر جزيل للصديق نجا الأشقر الذي ساهم في ولادة هذه الفرصة المميزة، وأتاح لنا هذا اللقاء، مثلما يتيح دائماً فرص التعاون بين نادي لكل الناس، والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية بيت المصور. واسمحوا لي، باسم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وأمينه العام الأستاذ حبيب صادق، وجمعية بيت المصور في لبنان وباسمكم، بالتفاتة تكريمية متواضعة أمام رجل عظيم في عطائه وإبداعه، لنمنحه وسام المجلس الذهبي تقديراً لعطائه السينمائي والتلفزيوني على مختلف الصعد، ونحن بذلك، إنما نكرم أنفسنا بهذا المبدع العربي المتميز». وقلّده نائب رئيس جمعية بيت المصور باسم نحله شعار الجمعية «المذهّب» تقديراً «لعينه التي ترى في البعد الإنساني والأخلاقي». وردّ الزبيدي بكلمة شكر فيها التفاتة التكريم وقال: «إنّ أي جوائز حصدتها الأفلام لا توازي تكريمكم اليوم، ها هنا على أرض الجنوب التي قاومت المحتل الإسرائيلي إلى أبعد الحدود وسجلت مع أهلها ملاحم البطولة والتصدي والصمود، وصنعت لي فيلماً، هو واهب الحرية، الذي كلما شاهدته لا يمكن أن أمنع نفسي عن البكاء على هؤلاء الناس الذي كانوا يكابدون الوجع والحزن وهم يقدمون فلذات أكبادهم قرباناً على مذبح المقاومة والوطن ويصنعون من الحزن انتصاراً، ومن الموت شجاعة وإرادة للحياة. أشكر هذه الإلتفاتة الكريمة وأعتذر مسبقاً عن النسخة التسجيلة الضعيفة التي سوف نعرضها من فيلم واهب الحرية، بانتظار إعادة نسخ الفيلم رقمياً والتمني باللقاء معكم مجدداً».




















تعليقات: