خطة تنشر للمرة الأولى.. اسرائيل تجلي 78 ألف شخص في مواجهة مع حزب الله


رغم تقديرات الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" ليس معنياً بخوض قتال مع الجيش الإسرائيلي، بسبب انشغاله في القتال في #سوريا، فهو يواصل استعداداته للجولة القتالية المقبلة، ويرفع من مستوى هذه الاستعدادات بما يتلاءم مع إدراكه لتطور القدرات العملانية للحزب.

وإلى جانب الاستعدادت العسكرية، وضع الجيش الإسرائيلي خططاً عدة تحسباً من الجولة القتالية المقبلة، تشمل إخلاء عشرات البلدات الحدودية في الشمال، إلى جانب خطط إخرى لإخلاء بلدات حدودية في الجنوب تحسبا من إندلاع القتال على جبهتين.

وافاد تقرير أعده المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل نشر أمس ان "الجيش الإسرائيلي يغير تدريجيا، في السنوات الأخيرة، توجهه حيال حزب الله، وذلك نتيجة إدراكه للتطورات التي حصلت في قدرات #حزب_الله العسكرية، والتقدم في خططه العملانية".

وبحسب المحلل العسكري، عاموس هرئيل، "اعتقد الجيش بداية أن تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بـاحتلال الجليل في الحرب المقبلة ليست عبثية، وأنه يخطط لهجمات خاطفة قرب الحدود، على أمل أن يتمكن من السيطرة على بلدة أو قاعدة عسكرية لفترة زمنية قصيرة".

ولاحقاً، وعلى خلفية التجربة العملانية المركبة التي اكتسبها الحزب في سوريا، فإن الجيش الاسرائيلي بات ينظر إليه كجيش بكل معنى الكلمة.

وبحسب تحليلات الجيش الإسرائيلي فإن "حزب الله، الذي ليس معنياً بالحرب مع إسرائيل الان بسبب انشغاله بالقتال في سوريا والخوف من التسبب بأضرار للبنان في الجولة القتالية المقبلة، فإنه لن يكتفي بالدفاع في المرة القادمة، والى جانب اطلاق الصواريخ باتجاه الجبهة الداخلية ( لاسرائيل)، فمن الممكن أن يشن حزب الله هجوما مسبقاً أو هجوما مضادا على طول الحدود. ورغم أنه لا يزال بعيدا عن إمكانية "احتلال الجليل"، إلا أنه يطمح الى تعزيز قدراته في تنفيذ هجوم متزامن على قواعد عسكرية وبلدات قرب الحدود".

ولتحقيق هذا الهدف كما جاء في تقرير " هارتس"، "لا يستبعد الجيش الاسرائيلي أن يقوم "حزب الله" بتحريك وحدات الكوماندو، وإطلاق نيران كثيفة باتجاه البلدات الحدودية، إلى جانب إطلاق صواريخ الكاتيوشا والراجمات القصيرة المدى، بما فيها صواريخ "بركان"، التي تسلح بها اخيرا، (وهي ذات رؤوس متفجرة ثقيلة تصل إلى نصف طن يصل مداها إلى بضعة كيلومترات، وهي قادرة على إيقاع أضرار شديدة)، بهدف تحقيق إنجاز نفسي قد يجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في إزالته. كما أن الهجمات المفاجئة قد تعوق تحرك قوات الجيش الاسرائيلي على طول الحدود، وقد تؤخر استكمال تجنيد وحدات الاحتياط وتقدمها باتجاه الجبهة".

ولم يستبعد هرئيل أن "يكون حزب الله قد استفاد من تجربة حركة #حماس العام 2014 في التركيز اخيرا على إطلاق قذائف الهاون الثقيلة على البلدات الحدودية لايقاع خسائر بعد أن وجدت صعوبة في إيقاع خسائر بواسطة الهجمات الصاروخية على ( منطقة) المركز( تل ابيب).

ويشير التقرير الى "أن تحليل نوايا حزب الله قد الزم الجيش الاسرائيلي باستعدادات جديدة، ويجري تركيز الجهود الأساسية، منذ عام 2006، على تحسين القدرات الهجومية. وجرى تطوير نوعية وجودة الاستخبارات العسكرية في شأن الانتشار العسكري لحزب الله، وتطوير طرق عمل مشتركة مع سلاح الجو بما يتلاءم مع ذلك".

تحصين وتجهيز وإجلاء

إلى ذلك، يلفت التقرير الى أن "القائد العسكري لمنطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، يقود عملية تحصين وتنظيم الجهاز الدفاعي على طول الحدود الشمالية، بهدف عرقلة تسلل عناصر حزب الله. وفي هذا الإطار تم حفر عقبات تعيق تقدم وحدات حزب الله بشكل مفاجئ، وجرى تحصين بلدات، ومقرات قيادية من نيران القناصة والصواريخ المضادة للدبابات، وتدريب قوات عسكرية وفرق التأهب المدني للدفاع عن البلدات".

ولفت أيضا إلى وضع خطة لإخلاء المدنيين من بلدات تقع على خط المواجهة، حيث أن كوخافي وقائد الجبهة الداخلية يوآل ستريك، وضعا خطة عمل شاملة، يتم اخراجها من الدرج فور اندلاع الحرب في الشمال أو في حال توفر إنذار استخباري مسبق".

وتتصل الخطة ببلدات تقع على مسافة تصل الى أربعة كيلومترات من الحدود مع لبنان، وهو المدى المساوي لمدى صواريخ "بركان"، يصل عددها الى نحو 50 بلدة، يستوطن فيها نحو 78 ألف شخص، بينها 22 بلدة تقع على بعد لا يزيد عن كيلومتر واحد عن الحدود، يستوطنها نحو 24 ألف شخص.

وبحسب هرئيل، فإن" نشر الخطة يهدف الى تحضير السكان لتطبيقها وتنسيق عملية الاخلاء لتبدو "عملية منظمة لا هروب عشوائيا". ونقل عن ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي قوله ان" اجلاء السكان يسحب البساط من تحت حزب الله في حال دخول وحداته إلى هذه البلدات لكونها خالية من السكان".

وتشير تقديرات قيادة الشمال العسكرية إلى "أنه لن يكون هناك حاجة لإخلاء جميع السكان، حيث يتوقع أن يغادر المنطقة نحو 40% من تلقاء أنفسهم".

ونقل عن عميد في الجيش، يانيف كرياف، قوله إن نحو ربع السكان في البلدات الواقعة قرب السياج الحدودي هم من ذوي مناصب تلزمهم بالبقاء، مثل الاحتياط والطواقم الطبية وعمال مصانع حيوية وذوي مناصب في بلداتهم".

وكانت وزارة الدفاع الاسرائيلية مولت الية مركزية أمنة في كل بلدة، وتشكيل وحدات تأهب تعمل بالتنسيق مع الجيش. وفي حالات الطوارئ يتم إرسال وحدات من قواعد التدريب، ووحدات الإنقاذ التابعة للجبهة الداخلية. ويفترض أن تساعد "شبكة الطوارئ الوطنية – راحيل" في نقل السكان بالحافلات الى خارج البلدات الحدودية، إلى مراكز استيعاب محددة مسبقا.

خطة مماثلة للجنوب

ويتضح من تقرير "هارتس" أنه" يجري العمل على وضع خطة اخلاء مماثلة لبلدات في الجنوب، في محيط قطاع غزة، قريبة من خطوط المواجهات. وتأتي هذه الخطة في إطار استعدادات الجيش الاسرائيلي لسيناريو اندلاع القتال على جبهتين.

كما يتضح أنه لكل سلطة محلية يتم إخلاؤها في الجنوب هناك سلطة محلية أخرى لاستيعاب من يتم إخلاؤهم، بالتنسيق مع "راحيل" والجبهة الداخلية.

* محمد هواش - رام الله

تعليقات: