قصة قصيرة: الحبيبان


هي التي اعتادت قراءة رسالة من حبيبها كل اسبوع..

ها قد مرّ أكثر من ثلاث سنوات ولم تستلم أي مرسال..

واذا بهذا اليوم تصلها أشواق حبيبها رسالة من ثلاث كلمات.. 'ما زلت أحبكِ... '.

* * *

حملت القلم للاجابة والدمع يلوّن عينيها..

كتبت له 'أعاتبك َحبيبي على ثلاثة: البعد والنسيان والهجران'..

لكنها خافت أن تُحزِن المعاتبة حبيبها فمحت من قلبها كما عن الورقة حروف الاحزان..

* * *

فكرت أن ترسم له لوحة فيها ثلاث صور: قمر لليالي السهر، وشمس لدفء العناق، ورسم قلب لمشاعر حب لا يفنى..

لكنها تذكرت أنها لا تملك أقلاماً ملونة فتنحت جانباً بهذا الخيار..

ثم قالت لذاتها 'لما لا أهاتفه لثواني وأقول له أحبك أحبك أحبك ثم أصمت لسماع صوته'..

لكنها تذكرت أنها لا تقوى الكلام بمجرد سماع أنفاسه، فما أرادت هذا القرار..

بعدها أرادت أن ترسل له نغمة موسيقية من ثلاثة: زقزقة الطيور وحفيف الاشجار وخرير الانهار..

لكنها نادت للطير فما أتى فتذكرت أن الطير يلازم حبيبها في الشوق للحرية وللكرامة وللشهامة...

* * *

في النهاية، خرجت تتمشى على الشاطئ القريب وجلست على رماله تستمع الى صخب أمواجه..

أتاها من البعيد حبيبها وأصبح قريبا..

نظرت في عيينيه وقالت 'كيف عرفت انني هنا'..

أجابها 'لأنكِ ما جاوبت مرسالي'..

سألته 'أكأنك تقرأ أفكاري؟'..

أجابها 'بل انت ِمن تسكن افكاري..'

ثم سألته 'أستعاود الغياب؟

'فأجابها 'أرجوك أن تقبليني كما أنا'..

فقالت له 'لا يهم إذا كنت موافقة او رافضة لغيابك، لكنني أتقبل قرارك'..

ثم قال لها 'هل لي بسؤال؟' ..

نظرت في عينيه وقالت 'اسألني'..

سألها 'اخبريني عن حالكِ أنتِ؟'.. فأجابته حينها 'إذا أنتَ بخير إذاً أنا بخير..'..

* * *

تعليقات: