مهنا: الانتقال من سياسة العلاج إلى سياسة الوقاية يوفر على لبنان اعباء كبيرة ويساعد على تأمين تغطية صحية لكل اللبنانيين

للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً، تمكن مهدي صديق المؤسسة، من التجول في أنحاء مركز عامل الصحي في البازورية –صور، وذلك بعد أن تم تأهيل المركز ورفع جهوزيته وتركيب مصعد خاص للأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين، بعد حصول "عامل" على هبة من مكتب الشؤون الانسانية و الكتيبة الإيطالية في قوات اليونيفيل لتحسين شروط المركز الصحي الذي يخدم ابناء المنطقة والجوار منذ 35 عاماً.

وقد أقامت المؤسسة حفلا بمناسبة إعادة افتتاح المركز بعد نجاحه في امتحان الجودة الذي فرضته وزارة الصحة اللبنانية على مراكز الرعاية الصحية الأولية، وذلك بحضور الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، والمدير التنفيذي للمؤسسة أحمد عبود وفيرجيني لوفيفر ورئيسة مركز البازورية رجاء عبود والدكتور درويش شغري مدير مركز صور والعاملين في مراكز عامل في الجنوب، وقائد الكتيبة الإيطالية الكولونيل ماسيميليانو كوارتو، إضافة إلى رئيس بلدية البازورية علي سرور ومختار البلدة ووفد من كشاف الرسالة الإسلامية وحشد من المواطنين والعاميلن في مؤسسة عامل الدولية.

وكانت كلمة للكولونيل كوارتو أثنى فيها على جهود مؤسسة عامل طيلة هذه السنوات، وعملها مع جميع فئات المجتمع، معتبراً أن اليونيفل تعمل بالشراكة مع السكان المحليين لتحسين أوضاعهم ومساعدتهم، وأن اليونيفيل ملتزمة بدعم المؤسسات الاجتماعية في الجنوب، الحكومية منها وغير الحكومية.

كما أشار كوارتو إلى أن مؤسسة عامل تحمل رسالة شبيهة لليونيفيل لأنها تعمل مع الكل الناس وتتبع منهجية التنمية والتطوير، مثنياً على النقلة النوعية التي حققها مركز البازورية بوقت قليل، وتأمين الرعاية الصحية الأولية للناس الذين هم بحاجة ماسة إليها، وتحدث عن وجود فرص أخرى للعمل كتفاً إلى كتف مع مؤسسة عامل في منطقة الجنوب.

من جهته شكر الدكتور كامل مهنا الهبات التي تقدمها اليونيفيل للمساهمة في دعم السكان المحليين وأشار إلى وجود تاريخ حافل من التعاون مع اليونيفل وخصوصاً الكتيبة الايطالية في هذا الأمر، كما أشار إلى أن مركز البازورية هو ثاني مركز تأسس في لبنان لعامل، وقد أصبح بعد عقود جزء من حياة الناس وبيتاً ثانياً لهم، لأن مؤسسة عامل تعمل لتعزيز إنسانية الانسان وكرامته في كل مكان من دون تفريق بين دينه ولونه وجنسه، خصوصاً أنها نشأت من رحم معاناة الفقراء ومآسي الحرب، فتبنت ثاقفة معاكسة لتلك التي سبب الويلات للبنان عبر الحروب والفساد، لذلك اكتسبت محبة الناس وثقتهم، واصبحوا هم عماد وجودها. وطالب مهنا بتأمين التغطية الصحية الشاملة لكل اللبنانيين اذ انه بالرغم من الفاتورة الصحية المرتفعة والفساد المستشري لا تؤمن الدولة الغطاء الصحي إلا لنصف اللبنانيين.

كما أشار مهنا إلى أن وجود قوات اليونيفيل في الجنوب هو ليس فقط سند في التنمية الاجتماعية والانسانية وإنما مصدر أمان للمواطنين، خصوصاً أن اللبنانيين يعيشون في حالى طوارئ منذ عقود، وقد اختاروا مؤخراً وبصدر رحب أن يتضامنوا مع اخوانهم السوريين، فكانت عامل سنداً لكليهما وقد قدمت حتى الآن حوالي مليون خدمة لأهلنا السوريين، على الرغم من المآسي والظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان.

وأكد أن السياسة الصحية في لبنان تتطلب عملية تغيير منهجي عبر الانتقال من العلاج إلى الوقاية وهو ما يخفف الأعباء المادية ويساهم في التنمية لأن الصحة هي أساس استقرار الانسان، والمدخل الاساس لتأمين الاستقرار الاجتماعي والنفسي والثقافي.

ختاماً قدم مهنا درعاً تكريمياً لقائد الكتيبة الايطالية العقيد ماسيميليانو كوارتو، وجالو في اقسام المركز ثم انتقل الوفد إلى مركز عامل الصحي في صور الذي تتم إعادة تأهيله وتطويره ليطابق شروط وزارة الصحة لاجتياز اختبار الجودة.