القوى الصيداوية: هدوء سياسي وتصعيد انمائي.. رغم القطيعة


تشهد العلاقة بين القوى السياسية الصيداوية مراحل من المد والجز، تكون هادئة حينا ومتوترة أحيانا وفق تطورات الاوضاع السياسية في لبنان في ظل الاصطفاف السياسي العام وحسم المواقف في القضايا المطروحة ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي.. ولكن اليوم يمكن رسم بانوراما لرؤية هذه القوى لبعضها البعض وحساباتها في ميزان التلاقي والافتراق.

تعيش مدينة صيدا مرحلة من الهدوء السياسي اللافت خلافا للتصعيد الجاري في مختلف المناطق اللبنانية بين الموالاة والعارضة، وان كانت هذه الهدوء تخرقه حماوة في التوتر الانمائي الخدماتي البلدي، فإن أوساط صيداوية ترى ان تيار "المستقبل" الذي أعلن نفسه حزبا سياسيا، يحرص على عدم السجال مع النائب أسامة سعد و"التنظيم الشعبي الناصري" فيما يشبه "المهادنة" من دون اتفاق مبرم، بينما بدا واضحاً أن عمل المجلس البلدي ورئيسه عبد الرحمن البزري وضع مباشرة في مرمى انتقادات "المستقبل" في المدينة والذي ما زال يحرم على نفسه وكوادره المشاركة في أي نشاط ينظم، لأنه وحسب مصادر مقربة من "التيار" ليست جامعة لكل القوى والشرائح الصيداوية أو حيادية كما من المفروض أن يكون دورها بل محسوبة على طرف سياسي لأن المجلس البلدي الحالي جاء بناء على تحالف سياسي سعد ـ البزري في مواجهة "المستقبل" ـ "الجماعة الاسلامية" في انتخابات عام 2004.

إنتقام أم قطبان

واذا كانت أوساط البزري تعتبر في هذه القطيعة والتصعيد الانمائي الخدماتي ضد المجلس البلدي ورئيسه ليس بريئا وعنوانه سياسيا ويهدف ليس فقط الى الرغبة في "الانتقام" من البلدية لفوزها في الانتخابات أو محاولة إفشال عملها وانما ايضا لعدم تكريس البزري كقطب سياسي ثالث في المدينة، فإن أوساط "المستقبل" تؤكد أن الهدف ليس "الانتقام" أو إفشال عمل البلدية وانما ترك المجلس البلدي ورئيسه يتحملان مسؤوليتهما تجاه المدينة وأهلها نجاحاً أو فشلاً ..

بالمقابل، يلاحظ ان النائب سعد رغم مواقفه الحادة وانتقاده لتيار "المستقبل" يحرص على تجنيب النائبة الحريري من أي هجوم او انتقاد مباشر، وتبرره مصادر "التنظيم" الى قناعة سعد بضرورة تعاطي السياسية بمسؤولية بعيدا عن الشخصانية، وبالتالي فإنه لا يعتمد على التجريح الشخصي، وانه يجاهر بهذه الخصومة علنا..

قطيعة اللقاءات.. والمبررات

وبين ذلك، تأخذ بعض الجهات الصيداوية الحيادية على هذه الأطراف السياسية عدم الجلوس معاً لمناقشة كل القضايا التي تهم المدينة، علماً أنه جرت محاولات من أكثر من مرجعية وشخصية صيداوية لتنظيم مثل هذا اللقاء ورأب الصدع في حده الادنى مع خطورة المرحلة، ورغم ما لمسه اصحاب هذه المساعي الحميدة من ليونة عند بعض الأقطاب الصيداوية لعقد مثل هكذا لقاء، بقي في إطار التمنيات، ولم ينجح عقد اي لقاء ثلاثي بين الحريري وسعد والبزري، لأنها كانت تصطدم حيناً بتحميل أحد الطرفين المسؤولية للآخر عن عدم التلاقي، وحيناً آخر بإعتبار أحد الطرفين أو كلاهما أنه لا توجد ضرورة لعقده طالما ان الاجندة السياسية مختلفة ولم يوضع جدول أعمال محددة وأحيانا طالما ان الجميع يعمل لمصلحة المدينة العليا كل وفق قناعته ورؤيته.. واذا ما كانت هناك ضرورة فدار الإفتاء في صيدا هي المكان الذي يجمع .. لاي لقاء محتمل.

وترد أوساط قريبة من الحريري الكرة الى ملعب الآخرين ـ أي البزري وسعد بأن التجربة أثبتت عدم فعالية مثل هكذا لقاءات لأن الذي يقال من البعض شيء والذي ينفذ على الأرض شيء آخر، بينما ترد أوساط سعد ان اللقاءات بقيت أسيرة الصورة ولم تترجم الى تعاون فعلي على الأرض، لأسباب وعوامل عدة ليس اقلها الفرز السياسي الحاصل بين موالاة ومعارضة، علماً أن المواقف المعلنة من كل النائبين الحريري وسعد كل على حدة فيما يتعلق بوحدة المدينة واستقرارها وقضاياها المعيشية والتنموية، تتلاقى ضمناً من حيث العناوين العريضة.

كادر / الجماعة الاسلامية

اما الجماعة الاسلامية، فان موقف الحيادية والوسطية جعلها بمنأى عن تداعيات الخلافات وان كانت تبدو على الارض أقرب الى تيار "المستقبل"، الا ان ذلك أتاح لها المناورة وفق القضايا المطروح والمناسبات لتعلن مواقفها دون إلتزام باي تحالف سياسي.

تعليقات: