هل يعقد «الشيوعي» مؤتمره الـ 11 بمن حضر؟

حدادة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقرّ «الشيوعي» (عباس سلمان)
حدادة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقرّ «الشيوعي» (عباس سلمان)


حدادة: قد نصل إلى حدود العصيان السياسي

«الشيوعيون خارج التنظيم الحزبي والذين يرغبون المشاركة في اعمال مؤتمر حزبهم المزمع عقده في 23 و24 و25 تشرين الاول المقبل، امامهم حتى أواخر شهر آب القادم للتقدم بطلبات انتساب جديدة كي يتمكنوا من حضور جلسات النقاش التحضيرية، اما الذين اتخذت بحقهم إجراءات تنظيمية، فما عليهم إلا التقدم بطلبات فردية الى اللجنة المركزية لتدرس كل طلب على حدة». هذه هي الخلاصة التي خرج بها الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة في مؤتمره الصحافي الذي عقده، أمس، في مقر القيادة الحزبية في الوتوات.

بعد استعراض شامل لازمة النظام السياسي ـ الطائفي في لبنان، خلص حدادة في بيان بدت عباراته منتقاة بعناية فائقة، الى ان بناء الحركة النقابية العمالية المستقلة «يشكّل الأساس في بناء الحركة الديموقراطية الشعبية الحاضنة لمهمة التغيير السياسي ـ الإقتصادي ـ الإجتماعي، باتجاه بناء لبنان العلماني الديموقراطي العربي»، على أن تتوج النضالات «بعقد مؤتمر وطني للإنقاذ»، وقال «اننا نجد انفسنا امام ضرورة الممارسة على قاعدة ان لبنان دولة فاشلة(...) وهذا الوضع يدفع البلاد والقوى الديموقراطية والعلمانية، وكذلك المجتمع المدني والبلديات، الى اعلان موقف جذري، يصل الى حدود العصيان السياسي، في مواجهة نظام اثبت خيانته وتآمره وفساده».

لم يحدد حدادة بوضوح نقاط الازمة الحزبية الداخلية وعلى ماذا يتفق الشيوعيون أو يختلفون كي يعقدوا مؤتمرهم الحادي عشر بعد تاخير استمر اربع سنوات، لكنه دعا الى اوسع مشاركة من الشيوعيين واليساريين والديموقراطيين، موضحا ان لجنة الاشراف على المؤتمر برئاسته موجودة لضمان «المشاركة الديموقراطية والفاعلة» وتدعيم «التحضير الجماعي واجراءات اكتمال الثقة بآليات عقد المؤتمر». واذا كان البعض يأخذ على القيادة أن التحضير للمؤتمر يتم بغياب اقطاب المعارضة الداخلية، يؤكد حدادة أن الخلاف في الحزب ليس محصورا بمن تتناولهم وسائل الاعلام، مؤكدا ان من يجلسون حوله في المؤتمر الصحافي (نائبة الامين العام ماري الدبس، رئيس الهيئة الدستورية موريس نهرا والعضوان علي سلمان وعماد سماحة) «ليسوا بمنسجمين في كل المواقف المطروحة»، لكنه قال انه لا توجد معارضات منظمة تنظيما هيكليا داخل الحزب، تاركا للمؤتمر «ان ينظر في موضوع البيانات الاعلامية حول أزمة الحزب خارج وسائل الاعلام الحزبية».

حدد «الشيوعي» مواعيده النهائية لسجال سينتقل الى داخل جلسات المؤتمر على مدى ثلاثة ايام تتزامن مع ذكرى تاسيسه الـ 91، في ظل «همس» عن مقاطعة للمؤتمر علما ان بعض المعترضين كانوا من اشد المتحمسين لعقده.

هل يتحول الهمس الى صراخ؟ وهل يكون المؤتمر بداية الخروج من النفق كما يرغب حدادة ام يدق مسمارا اضافيا في نعش حزب تساهم الازمات الموضوعية في لبنان بالمزيد من نزفه بدل أن تعيد التأكيد على ضرورته؟

تعليقات: