الخريطة الشيعية في المنطقة: التنافس المذهبي ومحور الممانعة (2 من 2)

تبيّن أن نموذج التمكين الشيعي المستوحى من العراق هو فكرة غير واقعية، والأمر نفسه ينطبق على مفهوم الهلال الشيعي الذي يزعم البعض أن إيران تسعى إلى إقامته، والذي اتضح أيضاً أنه اقتراح غير صالح، حتى أنه بات في أغلب الأحيان مفهوماً لا يتضمن أية إشكالية. ففكرة الهلال الشيعي تعني مؤسسة مذهبية متكاملة يحدّدها تحالف شيعي وناخبون شيعة وأجندة إقليمية تخدم فقط المصالح الشيعية. استناداً إلى هذه المعايير، إن التحالف الإقليمي الذي تشكل إيران وحزب الله جزءاً منه لا يشبه كثيراً الهلال الشيعي بقدر ما هو أقرب إلى جبهة استراتيجية مختلطة مذهبياً تتكوّن من لاعبين بعضهم دول والبعض الآخر ليسوا دولاً ويحظون بتأييد الغالبية العظمى من الشيعة والسنة في المنطقة بفضل وقوفهم في مواجهة سياسية وعسكرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

هذا التحالف الرباعي لا يقتصر على لاعبين شيعة مثل إيران وحزب الله، بل يضم أيضاً حركة «حماس» السنيّة، وسوريا ذات الغالبية السنيّة التي تقودها دولة علمانية بعثية.

ورغم أن العديد من المدافعين عن نظرية الهلال الشيعي، يصرّون على احتساب سوريا دولة شيعية نظراً لكون النظام فيها علوياً، إلاّ أن في ذلك مبالغة كبيرة نظراً إلى أن تصنيف المذهب العلوي على أنه شيعي هو مسألة خلافية في الأوساط الدينية الشيعية. وفي الواقع، لم يعلن أحد أن العلويين ينتمون إلى المذهب الشيعي قبل عام 1973، حين أعلن الإمام موسى الصدر ذلك كخدمة سياسية للرئيس الراحل حافظ الأسد. غير أن ضم «حماس» وسوريا إلى هذا التحالف يعني أنه لا يمكن اعتباره شيعياً ولا حتى إسلامياً من حيث الطابع والتكوين، بل إقليمي.

لكن هذا لم يمنع القادة العرب من محاولة إثارة المخاوف من جهود شيعية تقودها إيران للسيطرة على السلطة في المنطقة. فبالإضافة إلى شبح «الهلال الشيعي» الممقوت الذي حذر منه ملك الأردن عبد الله، اتهم الرئيس المصري حسني مبارك الشيعة بالولاء لإيران قبل مصالحهم القومية، بينما أعرب مسؤولون سعوديون علناً عن قلقهم من التأثير الثقافي والنفوذ السياسي لإيران في المنطقة.

غير أن هذا الخطاب التهويلي لم يجد الصدى المطلوب لدى معظم العرب السنة، بالرغم من التقارير المعاكسة التي نشرت في الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي. لكن رغم أنه لا يمكن الاستهانة بالتوتر السني - الشيعي، إلّا أنه قد لا يكون نتاجاً لتنامي النفوذ الشيعي في المنطقة مثل إيران أو لاتساع خطر الهلال الشيعي، بقدر ما هو نتيجة للأزمات الكبرى في العراق وعلى نطاق أضيق في لبنان.

يمكن اعتبار أن الشرخ السني - الشيعي اليوم هو سياسي بالدرجة الأولى، وقد اتسّع هذا الشرخ بفعل إطاحة الرئيس السني المخلوع صدام حسين في العراق، وتأسيس دولة عراقية يهيمن عليها الشيعة وتحظى بدعم أميركي. وقد تنامى الغضب السني بشكل أكبر مع إعدام الحكومة العراقية لصدام حسين في كانون الأول/ديسمبر الماضي. أما إيران فلا يُخشى منها لكونها قوة شيعية، بل نتيجة دعمها للحكومة العراقية وصلاتها المزعومة بما يعرف بفرق الموت الشيعية في العراق، التي سببت لها اللوم من الكثير من السنّة وسمّمت العلاقات السنية - الشيعية عموماً. وفي سياق مماثل، فسّر بعض السنّة في المنطقة الأزمة في لبنان بين حكومة السنيورة والمعارضة التي يقودها حزب الله، بأنها صراع واضح على السلطة حرض عليه الشيعة وأدى إلى إبعاد الحزب عن حملته الأسمى لمقاومة إسرائيل.

بناء على كل ما سبق، لا يجب المبالغة في إدراك نطاق التوترات المذهبية وحدّتها. فبحسب نتائج استطلاع لمركز بيروت للأبحاث والمعلومات تبين أنه حتى في لبنان، حيث مستوى الانقسام الشيعي - السني يأتي في المركز الثاني بعد العراق، يعارض ثلثا السنة الهجمات السنية على الشيعة في العراق، في حين أن قرابة ثلاثة أرباعهم لا يرون الهلال الشيعي أمراً واقعاً. ففي المنطقة بأكملها، يبدو أن السنة أقل قلقاً من زعمائهم إزاء تحوّل إيران إلى لاعب إقليمي مؤثر بما يصاحب ذلك من آثار مذهبية.

وقد كشف استطلاع مشترك أجراه شبلي التلحمي ومؤسسة الزغبي الدولية في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، أن 6٪ فقط من عينة عشوائية من المستطلعين في بلدان ذات غالبية سنية مثل مصر والأردن والسعودية والمغرب والإمارات، بالإضافة إلى لبنان - أي الدول التي تصفها إدارة بوش بأنها «معتدلة» - يرون أن إيران تشكل أكبر تهديد لأمنهم، على الرغم من أن الغالبية في كل هذه البلدان ترى أن إيران تؤدي دوراً سلبياً في العراق.

هذه النتائج تعني أنه في حين أن الغالبية الكبرى من العرب السنة تنتقد بشدة سياسة إيران تجاه العراق، فإن موقفها هذا لا ينسحب على سياسة إيران في الشرق الأوسط ككل. وبعبارة أخرى، فإن هذه الغالبية لا ترى أن العراق هو العمود الفقري للهلال الشيعي بقيادة إيران الذي يعرّض أمنهم للخطر.

في الواقع، يبدو أن أية مخاوف قد تكون لدى العرب السنة حيال إيران وحزب الله لن تصمد أمام التصور بأن هذين اللاعبين الاستراتيجيين يشكلان مركز الممانعة في وجه مخططات الهيمنة الأميركية والأطماع التوسعية الإسرائيلية في المنطقة. وتبين من استطلاع التلحمي - مؤسسة الزغبي أيضاً أن 80 في المئة من المستطلعين يرون أن إسرائيل والولايات المتحدة تشكلان أكبر تهديد لأمنهم. وهذه المخاوف قد عززتها حرب إدارة بوش «ضد الإرهاب»، التي تحدّد جزءاً منها عقائد الحرب الوقائية ومفهوم تغيير الأنظمة، والتي تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة.

وقد أدّى الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق والتهديدات بالقيام بالخطوة نفسها في سوريا وإيران التي اقترنت بالهجوم الإسرائيلي على لبنان في الصيف الماضي الذي تمّ تنسيقه مع الأميركيين، بالإضافة إلى حصار الفلسطينيين الذي حرمهم الأموال الضرورية، إلى إبراز صورة جديدة لأميركا على أنها لا تشكل مجرد تهديد حضاري للعرب والمسلمين، بل تشكل خطراً وجودياً متنامياً أيضاً.

وفي هذا الإطار يؤيد 61٪ من العرب حق إيران في الطاقة النووية، وفقاً لنتائج استطلاع التلحمي - مؤسسة الزغبي، رغم أن نصف المستطلعين اشتبهوا بأن يكون برنامج إيران النووي يهدف لتصنيع الأسلحة النووية. فيما ترى غالبية العرب السنة «المعتدلين»، أن إيران المسلحة نووياً هي أمر مرغوب فيه لتحقيق التوازن في مواجهة الهيمنة العسكرية الأميركية والإسرائيلية في المنطقة. وهذا ما تثبته أيضاً حقيقة أن الرئيس أحمدي نجاد احتل المرتبة الثالثة على لائحة الزعماء الأكثر شعبية في العالم العربي السني، بحسب نتائج استطلاع التلحمي www- الزغبي نتيجة تحدّيه للولايات المتحدة وخطابه التحريضي والعالي النبرة تجاه إسرائيل الذي، وإن لم يحظ بالتأييد الكامل من جانب الإيرانيين، فقد أكسبه شهرة واسعة في العالم العربي.

إن مصدر الدعم لإيران في العالم العربي يعود بشكل كبير إلى رعايتها العريقة لحركات المقاومة الإسلامية الشعبية في المنطقة مثل حزب الله و«حماس». ففي حين أن الأنظمة العربية انتقدت حزب الله على اختطاف جنود إسرائيليين في تموز/يوليو 2006 ونددت السعودية بحزب الله واصفةً تحركاته بأنها «غير مسؤولة» و«مغامره»، إلّا أن التأييد الشعبي العربي للحزب بلغ ذروته في الصيف الماضي خلال عدوان تموز نظراً لحجم العدوان الإسرائيلي وقدرة المقاومة على توجيه ضربة عسكرية قاسية لجيش الدفاع الإسرائيلي.

نتيجة لذلك، تعززت مكانة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبلغت مستوى بطولياً في معظم أنحاء العالم العربي السني، ما أكسبه لقب «جمال عبد الناصر الجديد» على أدائه في مواجهة إسرائيل. وقد احتل السيد نصر الله وفقاً لاستطلاع التلحمي - مؤسسة الزغبي المرتبة الأولى في تصنيف الزعماء الأكثر شعبية، بينما صنف نصر الله في استطلاع لمركز بيروت الذي أجري لصحيفة القبس في كانون الأول/ديسمبر، أنه الزعيم المفضل لدى الكويتيين السنة، إذ تبين أن 40٪ من الكويتيين يفضلونه على غيره من الزعماء السنّة.

وفي ظل تنامي موجة المشاعر المعادية لإسرائيل، منحت الحركات الإسلامية السنيّة، بما في ذلك الأخوان المسلمون في مصر والأردن ومناطق أخرى، دعمها الكامل لحزب الله في حربه الأخيرة، بينما انحاز الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري إلى المعادين لإسرائيل في دعمه للمقاومة. بدورها الأنظمة العربية التي كانت في السابق تقلل من قدرة حزب الله وقوّته العسكرية، اضطرت إلى التخفيف من حدة خطابها السابق في محاولة يائسة لإنقاذ ما بقي لديها من الشرعية أمام الجمهور العربي المؤيد بقوة للمقاومة.

أما ما سهّل على اللاعبين الإسلاميين الشيعة أمثال إيران وحزب الله الحصول على تأييد الجمهور العربي السنّي فهو تبنيهم للمبادئ الأساسية التي يرتكز عليها التيار العروبي الذي كان السنة يهيمنون عليه. فالشعارات القومية العربية مثل مقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين والنضال ضد الإمبريالية من أجل تحقيق الاستقلال الإقليمي تلقى صدى جيداً في الشارع العربي السني. وفيما تخفف الهوية العربية لحزب الله من وطأة شيعيته، إلّا أن تحوّل السلطة الشيعية الفارسية إلى حاملة للواء القضايا العربية السنية يبدو أنه يشكل مفارقة كبرى. لكن قياساً إلى مستوى الدعم العربي السني الذي يحظى به حزب الله وإيران، يبدو كما لو أن شعار استعادة العزة والكرامة العربية الذي ينادي به هذان اللاعبان الاستراتيجيان، يتجاوز الاعتبارات المذهبية والوطنية.

في الواقع، يبدو أن نظرية الهلال الشيعي الأكثر رواجاً ليست واقعاً سياسياً أو مصدر قلق اجتماعي واسع النطاق، بقدر ما هي ورقة تلعبها الأنظمة «المعتدلة» لإثارة المخاوف بين الجماهير السنية، في سياق أوسع لحملة أميركية منظمة لحشد دعم الأنظمة العربية السنية لتشويه صورة إيران وعزلها. فبما أن هذه الأنظمة لا ترغب في التخلي عن تحالفاتها مع الولايات المتحدة، فإنها مضطرة لاستنباط عدو لتحقيق التوازن وصرف الأنظار عن التهديد الأميركي الإسرائيلي الذي لا تستطيع مواجهته، بغرض استعادة بعض الشرعية الشعبية على أساس وجود تهديد متخيّل يسمى «الشيعية».

وفيما يعتبر شبح التهديد الأمني الشيعي الإيراني من اختراع زعماء عرب، فإن نموذج إيران - حزب الله هو تهديد سياسي حقيقي للشرعية الشعبية والنفوذ الإقليمي للأنظمة العربية. والحقيقة أن ما تخشاه الأنظمة «المعتدلة» في مصر والأردن والسعودية، ليس الخطر الاستراتيجي الذي يتهدّدها بسبب إيران النووية أو حتى موجة اعتناق المذهب الشيعي في الأوساط السنية، وإنما نموذج التمكين السياسي الذي يمثله حزب الله وإيران. لذلك إن حملة التهويل العربي ليست موجهة نحو مسألة تصدير الشيعية الدينية أو الثقافية، بل نحو الشيعية السياسية التي هي اليوم هوية معادِية للإمبريالية والصهيونية ومؤيّدة للمقاومة.

وفي هذا الإطار يُعَدُّ الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للجهود السعودية لأداء دور أكثر نشاطاً في حل النزاعات الإقليمية بوصفه آخر محاولة لمواجهة نفوذ إيران الإقليمي، دليلاً على اعتراف كل من الطرفين بحجم النفوذ الإيراني والدعم الذي تحظى به إيران بين العرب السنة. وقد تكون حقيقة أن إيران لا تتحرك كسلطة شيعية تحمل أهدافاً شيعية واضحة، هي ما تجعل منها تحدّياً هائلاً للولايات المتحدة وحلفائها العرب. فبالنسبة إلى الدول «المعتدلة» الحليفة للولايات المتحدة، فإن التهديد الأخطر على بقائها واستقرار أنظمتها يتمثل بوجود تحالف استراتيجي إقليمي يتخطى الانقسامات السنيّة - شيعية، والفارسية - العربية والدينية - العلمانية.

وفي الواقع، فإن خطوط التقسيم الجديدة في المنطقة ليست بين العرب بقيادة السنّة، والفرس بقيادة الشيعة، ولا بين الديموقراطيين والاستبداديين، وفق عقيدة بوش، ولا حتى بين «المتطرفين» و«المعتدلين» كما يصنفهم الثلاثي بوش/رايس/بلير، بل إن خطوط التقسيم اليوم ترتكز على التوجهات الإيديولوجية والاستراتيجية. فعلى أحد جانبي الهوة تقف الأنظمة العربية، مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات، فضلاً عن الحكومات المنتخبة أخيراً، التي اكتسبت جميعها صفة «معتدلة» بفضل تحالفاتها مع الولايات المتحدة واعتدالها تجاه إسرائيل. فسواء كانت أنظمة هذه الدول استبدادية أو منتخبة ديموقراطياً، فإنها تحظى بدعم كامل من جانب الولايات المتحدة، لذلك فهي متهّمة على نطاق واسع بالتخلي عن سيادتها وتفتقر إلى الشرعية الشعبية. أما على الجانب الآخر فتقف الجبهة الاستراتيجية التي تمثلها إيران وسوريا وحزب الله و«حماس»، والتي تشكلت رداً على المحور الأميركي الإسرائيلي، ما حوّلها أساساً إلى تحالف تفاعلي. لذلك، نظراً لكونها جبهة دفاعية هدفها الرئيسي مقاومة التدخل الأميركي والإسرائيلي في الشأن السياسي والأمني والاستخباراتي ومواجهة الاحتلال العسكري بمجموعة من الوسائل الثقافية والسياسية والعسكرية، فإن التسمية الأنسب لهذا التحالف هي جبهة «المقاومة والممانعة».

في حين أن «حماس» وحزب الله هما حالياً الطرفان الوحيدان المنخرطان في المقاومة العسكرية، فإن مصطلح «ممانعة» - المشتق من فعل «منع» الذي يشير إلى جميع أشكال المقاومة غير العسكرية والمواجهة والرفض - يعني مواقف كل من إيران وسوريا القائمة على أساس المواجهة السياسية. ورغم أن أياً من الجهات الفاعلة التي تشكل هذه الجبهة، لا تصنّف نفسها كذلك، إلاّ أنها غالباً ما تحسب نفسها جزءاً من «معسكر المقاومة» و«جبهة الممانعة» أو «دائرة الصمود» التي «ترفض الهيمنة والهزيمة»، وتسعى إلى تحقيق «العدالة» و«الكرامة»، إضافة إلى غيرها من القيم ذات الصلة.

وفي الخلاصة، إن أي ضربة أميركية أو إسرائيلية محتملة على إيران أو حزب الله، التي قد تبلغ سوريا وتبتلع الأراضي الفلسطينية أيضاً، لن تؤدي إلا إلى تعزيز وحدة الصف السني - الشيعي، كما حصل في حرب تموز. وبحسب هذا السيناريو، فإن إيران سوف تطلق المقاومة الشيعية العراقية بكل طاقتها، ما يقضي على مصادر العداء السني تجاهها. أما بالنسبة إلى حزب الله، فإن السعي إلى المزيد من المشاركة في صنع القرار اللبناني الاستراتيجي سيصبح بلا معنى في حال حصول عدوان أميركي إسرائيلي على الحزب وحلفائه في المنطقة.

لذلك فإن تحرر حزب الله من القلق على الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي - الذي قد يختفي تماماً في خضم حرب إقليمية - سيدفعه إلى أن يكرس نفسه حصراً لـ«أولوية المقاومة»، وبذلك يستعيد أي دعم سنّي قد يكون فقده مؤخراً.

وأخيراً مع إزالة جميع العقبات الباقية أمام دعم سني كامل لحزب الله وإيران، فإن «جبهة المقاومة والممانعة» بإمكانها أن تقيم معسكراً يضم أيضاً المتعاطفين معها في الشارع العربي وفي صفوف الجماعات الإسلامية السنية.

* باحثة في معهد كارنيغي للسلام

(النص مترجم عن الانكليزية)

تعليقات: