يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ

الحاج صبحي القاعوري: كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُ
الحاج صبحي القاعوري: كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُ


بتاريخ 25/09/2014 وعلى موقع الخيام دوت كوم كتبت مقالاً تحت عنوان:

"الى اللجنة الأجتماعية المنبثقة عن المجلس البلدي - العادات والتقاليد"

ويبدو أن ما جاء فيه لم يلق اذاناً صاغية او ربما لم يجرؤ احد لإيقاف العادة المستحدثة والمستجدة على مجتمعنا ألا وهي "الإطعام عن روح الفقيد" ، وقلنا بأن هذه العادة ألحقت ضرراً في كثير من أبناء البلدة.

وبما أن العمل ما زال قائما في هذه العادة فكان لزاماً علينا العود على ما بدأناه لأن البقاء فيها ضرر على شريحة كبيرةمن مجتمعنا وفيها الكثير من الإسراف ، والله لا يحب المسرفين ، والسكوت عليها مخالفة لشرع الله في مواقع كثيرة وردت في القرأن الكريم ومنها:

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا .. إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ الأعراف31

كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (141) سورة الأنعام.

هنا سواءً كان الإسراف في الإنفاق على النفس ام في البذل والصدقة على المعوزين .

القصد من الأطعام عن روح الفقيد الصدقة، والصدقة لا تجوز على من لا يستحقها وهي محصورة فقط بالمحتاجين والمعوزين، ومن يدعى الى الإطعام عن روح الفقيد أكثرهم غير محتاجين ، اذاً هنا انتفى المطلوب من القصد ودخل في موقع الإسراف.

اذا كان فعلاً القصد من الصدقة إيصال مردودها الى روح الميت ، فأفضل ما نقوم به ما أوصى به نبينا ( ص ) حيث قال:

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

والصدقة الجارية هي: حفر بئر ماء او بناء مسجد او المساهمة في بناء مسجد فهذه من الصدقات الجارية الطويلة الأمد.

الظاهر وأرجو ان أكون مخطئاً ان ظاهرة الأطعام أصبحت نوعاً من الوجاهة ولكلام الناس فيما بينهم بأن سفرة فلان كانت أحسن من سفرة فلان، وطبعاً الوجاهة هنا لا تدخل في حسنات الشخص للأسف تدخل في عمل سيئاته، لأن هذا الأسراف نهى عنه الله.

نحن بحاجة لجرأة احدنا يوم العزاء ان يقف امام الميكرفون ، ويقول بدلاً من الأطعام عن روح الميت اتبرع الى جمعية خيرية او سأقوم بحفر بئر ماء وتقديمه الى البلدية للإستفادة منه ، وبالرغم من ان هذا عمل خيري جهراً إلا انه من الأعمال المحببة الى الله لأنه يحث على عمل الخير للجميع.

عملية حسابية بسيطة: لنفترض بأن10 اشخاصُ تبرعوا بتكلفة الطعام والمتوسط هنا 10000الاف دولار فيكون المجموع : 100000 دولار لإستغلال هذا المبلغ عدة طرق منهاعلى سبيل المثال لا الحصر:

* اشهار جمعية خيرية تكون بعيدة عن الحزبية

* فتح مصنع او معمل برأس المال هذا او اي عمل، وما اكثر الشباب الذين يقدمون اقتراحات او اعمال تدر ربح من الأعمال، وبذلك نكون على الأقل وفرنا فرص عمل ل 10 عائلات

* طبعاً يبقى الباب مفتوحاً للتبرعات وكل ما اصبح مبلغاً معقولاً ومقبولاً يفتح عمل آخر لتوفير فرص العمل.

هل من مستجيب؟

هل من ملبي الطلب؟

وأخيراً هل نرى ايضاً من الشباب العمل للتخلص من ظاهرة الإطعام؟..

كل هذه الأسئلة امام من يحب العمل الخيري، وكما قلنا لنجاحها يجب ابعاد الحزبية عنها.

نسأل الله التوفيق لنا ولكم.

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

موضوع "الى اللجنة الأجتماعية المنبثقة عن المجلس البلدي - العادات والتقاليد"

تعليقات: