الأمم المتحدة وحقوق الإنسان


كل يوم يخرج علينا يقال انه مسؤول في منظمة الأمم المتحدة، والواقع ما هو إلا عبد عند سلطان العصر "أميركا" ومن ثم يبدأ بإعطاء الدروس الأخلاقية، وحقوق الإنسان والحريّة، ويعرج في محاضرته على بعض الدول في العالم العربي، وهي القلة التي لا تدور في فلك أميركا، ويتهمها بإنتهاك حقوق الإنسان، ويطالبها مزيداً من الحرية والإصلاح، وهو نفسه يتقاضى راتباً ضخماً من خزائن الدول العربية التي تمول منظمة الأمم المتحدة، وبلا شك بأن هذه الأموال على حساب الشعوب العربية لينعم من هو عبداً في الحياة وليتضوّر جوعاً من هو حراً وسيداً على الأقل على نفسه، ويعقدوا المؤتمرات كل هذا للمطالبة بحقوق الإنسان من دول للإنسان حق فيها اكثر مما هو موجود في المنظمة وفي اوروبا وبرلمانها والدول المرضى عنها من أميركا، وهناك لجنة تدعي بأنها "لجنة أصدقاء ايران حرة" .


حقاً انه من المعيب فلسفةً ومنطقاً ان يقام في البرلمان الأوروبي مؤتمراً وبمباركة منظمة الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان تحت عنوان أصدقاء ايران حرة: وهم لا يعرفون ما تعني كلمة حقوق الإنسان، ومن كان اول من مارسها قولاً وعملاً ، وأنفسهم يقفون بجانب المغتصب للأرض "اسرائيل" التي تُمارس شتى انواع القهر والظلم على أبناء فلسطين اصحاب الأرض الأصليين والحقيقيين ، اين حقوق الإنسان؟..


لقد شارك في المؤتمر: «مريم رجوي» رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية كما يصفونها في الغرب، أليس هذا ضحكاً واستهزاءً في هذه المعتوه، وشارك ايضاً الحاكم «هوارد دين» الرئيس الأسبق للحزب الديمقراطي الأمريكي و«أليخو فيدال كوادراس» رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة و«ستروان ستيفنسون» و«بائولو كاساكا» و«ستفن هيوز» وعدد من نواب البرلمان الأوروبي.


وأكد المتكلمون على وضع حقوق الانسان في ايران. وفي هذا المؤتمر القى السيد ستروان ستيفنسن الرئيس السابق للجنة العلاقات مع العراق لدى البرلمان الأوروبي كلاما مهما كما هم قالوا حول العراق وحكومة المالكي:


المضحك ان اولاد الأمس في اوروبا واميركا يتكلمون عن حقوق الإنسان، ومن السخافة انهم يعتبرون "مريم رجوي" من الشخصيات الدولية ويطلقون عليها رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية، ليس هذا المهم في الموضوع بل يتكلمون عن حقوق الإنسان، وهذه الحقوق وضعها الإسلام قبل ان تولد منظمة الأمم المتحدة بألاف السنين وقد ترجمها قولاً وفعلاً الإمام علي بن ابي طالب ( ع ) ونورد مقدمة من بحث تحت عنوان "

الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) وحقوق الإنسان

أرى أن الحديث عن سياسة الإمام علي (عليه السلام) وعن مواقفه الخالدة في مجال حقوق الإنسان لابدّ أن يتنزل ضمن الرؤية الشمولية لحقوق الإنسان في الإسلام، فقد كانت مواقفه معبرة أصدق تعبير عن هذه الرؤية، مستميتاً في الدفاع عنها قولاً وعملاً إلى آخر لحظة في حياته.


ولما تغيرت الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي، وأصبح الناس كما وصفهم صديقه الوفي الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، (رحمه الله) قائلاً: (كان الناس ورداً بلا شوك، فأمسوا شوكاً بلا ورد)، ازداد تمسكه الشديد بهذه الحقوق، والذود عنها، وخصوصاً بعد بيعته بالخلافة، وقد اتضح ذلك من خلال ممارسته اليومية للسلطة، ومن خلال تربيته للمسلمين، وغرس مبادئ الإسلام في نفوسهم، وفي مقدمتها مبادئ حقوق الإنسان.


حقوق الإنسان ايها المتبجحون يجب ان يطبقها الإنسان على نفسه قبل ان يطالب الآخرين بتطبيقها ، الإمام علي وهو خليفة المسلمين وقف امام القضاء في قضية مشهورة عندما اشتكى عليه " يهودي " ، والعدالة في عصر خلافته كانت تأخذ مجراها حفاظاً على حقوق الإنسان ؟!! هل منكم ايها المؤتمرون يفعل كما فعل الإمام عليّ ؟ لا نعتقد ذلك ، ولو حصل اذا ما اشتكى عليكم رجل عادي لا يعرف غير الله ان سيصبح ،وتبجحكم بحقوق الإنسان كذبة كبيرة يتداولها اعلامكم ومن يدور في فلككم ، إن من يناصر اسرائيل والقاعدة وداعش واخواتها والنصرة ومن ورائها لا يفهم معنى الحرية وما تعنيه من قيم كلمة " حقوق الإنسان " .


* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

أين هو الغرب من حقوق الإنسان في فلسطين؟
أين هو الغرب من حقوق الإنسان في فلسطين؟


تعليقات: