تلك هي الطريق بين بيروت والخيام‎


عرفتُ الطريق بين بيروت والخيام في رحلة قد تركت آثارها الراسخة في الوجدان. اما بين اطياف وتلافيف العقل فأجمل الصور، وفي ادراج الذاكرة "عكوس" اماكن ومواقع يصعب تلاشي ملامحها.

لعلي لا أخطئ العنوان في الطريق بين بيروت والخيام وقد جعلت للأزقة فنوناً تتحاور مع جيرانها.

وبين ازقة بيروت وازقة الخيام اشياء متداخلة، متشابكة يفضي بعضها الى بعض. لا شك ان الطريق قد اوحت بالتوغل في الدروب الضيقة، فكانت ايحاءات الصور التي تعلوها وتزينها اصص الازهار المعلقة فوق جدران المنازل في المدن المتطورة. وكأن الطريق بين بيروت والخيام توحي بالحوار الباهر بين الحجارة والماء والاشجار، بين الخشب والعشب، بين الضوء والظل، بين الداخل والخارج. يا لهذا الايحاء وقد استطاع الجمع بين الاضداد والمتباينات، جمع انسجام وتلاؤم. وكأن الطريق بين بيروت والخيام اشبه بسلسلة ابراج واسوار ترد عنها غائلة الاعداء فتجعلها اكثر مناعة وقوة. كأن الايحاء يعرض تاريخ خرائط، وادوات ملاحة وعقود ايجار.

كأنه شدني الانتباه الى ان اتخيل قنوات تخترق الطريق ما بين المدينة، الى المدينة وهي تحمل مراكب عشاق تعبر هذه القنوات.

وكأني بجدران المدينة تشبه لوحات بديعة تروي عن طريق الرسوم تاريخ طريق، وعلى وجه الخصوص، تروي تاريخ انتصارات.

تلك هي الطريق بين بيروت والخيام وقد التحمت فيها ومعها الامكنة والتواريخ وقد تركت في متحف الذاكرة ما يعد كنوز للحروف والامكنة بين بيروت والخيام.

هيفاء نصّار

تعليقات: