عادني الحنين إلى الخيام فمن تشبه يا تمّوز... هل من يجيب؟

الخيام في تموز 2006، فمن تشبه يا تمّوز القادم؟  هل من يجيب؟
الخيام في تموز 2006، فمن تشبه يا تمّوز القادم؟ هل من يجيب؟


بسم الله الرحمن الرحيم

أقيم في البرازيل منذ سنوات وكانت آخر زيارة للخيام بعد التحرير... مرارة الغربة صعبة إذ ليس من السهل تحمّل فراق الوطن والأهل والأصحاب، بالأخص لمن نشأ وترعرع في رحاب أجمل بلدة وبين أهلها الطيبين.

لا أنكر أن حدة الشعور بالفراق تراجعت بعض الشيئ منذ أوائل 2007، أي عندما بدأت أزور موقع "خيام دوت كوم"، فأصبح تصفح الموقع جزءاً من حياتنا اليومية في الغربة.

من خلال الموقع أصبحنا نشعر وكأننا نقيم ليس بعيداً عن البلدة:

نرى صور أهلها وأطفالها، وصور شوارعها وبيوتها وأجمل ما في الأمر أننا نرى نباتاتها وزرعها (بما فيها النباتات التي كنت أسمع عنها ولا أعرف شكلها مثل الدردار والعنّي والقرّه والجرجير والحبق الخ...).

ومن خلال تصفح الموقع أصبحنا نتعرّف على مواليدها الجدد، ونتعرّف على المتفوقين فيها ونعرف فوراً بنبأ وفيات أبنائها (دون الخروج إلى الشرفة لسماع مذياع المئذنة الذي يغلب عليه صوت الضجيج مصادفةً أو مرور تراكتور كلما ذُكر إسم المتوفي)، وأصبحنا نعيش في أجواء إحتفالاتها ومهرجاناتها من خلال الصور والكلمات التي ينشرها الموقع، ومن خلالها نتعرف على الأيادي البيضاء التي تعيد البسمة لأهلها بعدما فقدوها جراء العدوان...

قد لا تعبّر الكلمات عن مدى الشكر والتقدير للعمل العظيم الذي قام به القيّمون على الموقع فشكراً جزيلاً لهم ونحن في المهجر على استعداد لكل دعم أو مساهمة..

منزلنا في الخيام يقع في الجانب الغربي من البلدة...

في الرابع من أيار المنصرم قرأت مقالة مؤثرة جداً للسيدة ساميا يوسف عواضة على موقع "خيام دوت كوم"

وقد انتابني شعور غريب وحنين عميق عندما قرأت فيها وصفاً للمناظر التي يشاهدها يومياً من يسكن الحي الغربي (يرى سهل الخيام لوحة تختزن ملامح جميلة.. سنابل قمحه الذهبية وعيون ماءه بلون السماء لترتسم فتاةً شقراء صاحبة عينين زرقاوين...)

و قد تحدثت ساميا في مقالتها بطريقة هندسية وشاعرية يغمرها الإحساس المرهف والعميق، وجاءت الرواية أو المقالة مقسّمة بطريقة ذكية على أربع مراحل:

المرحلة الأولى عن الإحساس الذي تشعر به قرب أهلها: "... كنت أشعر بلمسات أمي، وأسمتع لضحكة ابي، وأصوات إخوتي... إلى الجلوس على المصطبة، أرتشف قهوة الصباح مع هذا الحشد الرائع... كنت أنظُر الى الغرب لأرى سهل الخيام..."

المرحلة الثانية عن وضعها عندما جاءت إلى الخيام قبل حرب تموز: "... جئتك في العام المنصرم وكنت أحمل حنيناً وحباً وشوقاً وحماساَ إلى أن وقعت الواقعة..."

المرحلة الثالثة عن تداعيات الحرب: "...كانت قاسية إذ أخرج تموز أثقاله وناره فانقلبت الصورة حين هامت الوجوه تبحث عن ملاذٍ آمنٍ، وتفرّّق الجميع... جاءت حملةٌ شعواء يسكنها الرعب والموت افترست كل شيء بلا رحمة..."

المرحلة الرابعة وهي أجمل ما جاء في المقالة، كتبت ساميا متسائلة: "... من تشبه يا تمّوز القادم؟ ها قد عاد إليّّ الحنين، هل تعود بحِملِك لا قدّر الله؟!"

كنت أتمنى مع نهاية هذا الصيف أن يجيب أحد على هذا التساؤل المطروح، ليقول كيف كان وقع صيف 2007 على الخيام، فهل من يجيب؟

وهل زارت الأخت ساميا الخيام هذا الصيف لتجيب على سؤالها؟

بكل الأحوال شكراً لساميا عواضة على كتابتها الصادقة والمعبرة وإلى المزيد.

رابط إلى مقالة السيّدة سامية يوسف عواضة

تعليقات: