فقراء البقاع الغربي: رمضان يوماً.. بيوم

الحشائش حافظت على أسعارها لكن قدرات المواطنين الشرائية (شوقي الحاج)
الحشائش حافظت على أسعارها لكن قدرات المواطنين الشرائية (شوقي الحاج)


يحلّ شهر رمضان هذا العام مترافقاً مع أوضاع اقتصادية ومعيشية متردية، تلقي بظلالها على نسبة عالية من شرائح المجتمع اللبناني، ما جعل حركة التسوّق خفيفة، على الرغم من محافظة الأسعار على معدلاتها الطبيعية، لا سيما الخضار والحشائش والفواكه والحلويات، والتي تعتبر أصنافاً أكثر استهلاكاً من جانب الصائمين .

وبينما تتركز حركة الشراء على الأسواق الشعبية التي غالباً ما تكون أسعار السلع فيها أرخص من أسعارها في المحلات التجارية والتعاونيات الاستهلاكية، بالإضافة الى كونها تتناسب وقدرة المواطنين الشرائية، لكن العائلات التي تعيش تحت خط الحاجة والعوز، لم تقدرعلى تأمين الحد الأدنى من متطلبات إفطاراتها اليومية.

وإذا كان الواقع الاقتصادي المأزوم قد حدّ من مظاهر الانفلاش المادي عند أغلبية الشعب اللبناني، فإن التداعيات الأمنية التي شهدتها الساحة المحلية، والتي تمثلت بالعمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية، جاءت لتستكمل إحكام الطوق على يوميات الأجواء الرمضانية ومباهجها.

علي هاجر يقول إن شهر رمضان «يختلف بشكل كبير عما كان عليه في الأعوام الماضية، نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية»، مؤكداً أن «الرحمة مفقودة، والحالة الأمنية صعبة جداً، والأجواء الرمضانية لا تشبه سابقاتها، بفعل التداعيات السلبية للأزمات المختلفة في المنطقة». يلاحظ علي انعدام الزينات الرمضانية في الطرق العامة وفي الأحياء الشعبية، وعلى واجهات المحال التجارية، بخلاف أجواء ومباهج رمضانية ماضية، متوقعاً أن تقتصر أجواء رمضان على نشاطات عائلية، نتيجة المخاوف الأمنية .

ومع أن القوى الأمنية تتخذ إجراءات أمنية مشددة حول دور العبادة، وتكثف دورياتها في محيط الأسواق الشعبية، لا سيما التي تشهد ارتياداً للمتسوقين، لكن الحركة التجارية بقيت خجولة .

أم خليل ربة عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص، تعتبر أن غالبية المتسوقين «يتعاملون مع الأيام الرمضانية يوماً بيوم، بسبب تردي الحالة الاقتصادية التي تفرض نفسها نزيلاً غير مرحب به على أغلبية الشرائح المجتمعية»، مؤكدة أن أسعار السلع الأكثر استهلاكاً في الافطارات الرمضانية حافظت على طبيعة أسعارها، خصوصاً الخضار والحشائش والفواكه والحلويات، نظراً لوفرة المواسم الزراعية وتراجع حركة التصدير إلى الدول العربية، بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها تلك الدول.

أما أم مصطفى فلا تستر قلقها من التطورات الأمنية التي «استهدفت الحياة المستقرة في لبنان في الآونة الأخيرة»، لكنها تأمل انفراج الأوضاع. وحسين حمزة، الذي قرر مقاطعة الدعوات الرمضانية والإفطارات، يرى أن «تمضية شهر رمضان مع العائلة، هو من باب التفرّغ للصلاة والعبادة وممارسة الشعائر الدينية، ومن باب الحيطة والحذر في ظل الأوضاع القائمة».

بكر حجازي، رب عائلة مكونة من أربعة أشخاص، يتساءل عن واقع المواطن اللبناني، الذي يتقاضى 675 الف ليرة كحد أدنى في الشهر، «ولا يكفي هذا المبلغ لشراء الخبز والماء في الأيام العادية، فكيف اذا كانت المناسبة شهر رمضان؟».

تعليقات: