المرأة قبل الإسلام وبعده - الجزء السادس ‎


حقوق المرأة في الجاهلية

بالرغم من وجود رسالتين سماويتين في منطقة ما سمي بالشرق الأوسط ، إلا أن شريحة كبيرة من المجتمع في المنطقة كانت تدين عبادة الأصنام ، وموضوعنا الأساسي هو - المرأة قبل الإسلام وبعده- لا بد لنا من التعرض الى مكانة المرأة في الجاهلية ، كما تعرضنا في الأجزاء السابقة الى حقوق المرأة في العصور القديمة ، وفي ظل الديانتين اليهودية والمسيحية وصولا الى حقوق المرأة في ظل الإسلام ، كان لا بد لنا من ان نطلع على حقوق المرأة في عصر الجاهلية ، ويبدو ان هذه التسمية مصطلح قد أتفق عليه عند ظهور الإسلام .

صحيح ان المرأة في الجاهلية تمتعت في بعض من الحقوق ، وكانت الأفضل عن من سبقها من النساء في العصور ما قبل الجاهلية ، ونستطيع القول بأن المرأة في الجاهلية عاشت عصر المتناقضات ، حقوق من هنا وإهانة وإذلال من هناك ، ولكنها كما تقدم كانت أفضل حظا من سابقاتها، ونورد هنا الحقوق التي نالتها المرأة الجاهلية .

١- كان مسموحا للفتاة ان ترى خطيبها او زوج المستقبل

٢- كانت تشارك في الحياة الإجتماعية والعسكرية والثقافية ، حيث كان هناك شاعرات مشهورات في ذلك العصر وما زالوا يذكروا .

٣- كان للمرأة مطلق الحرية في تنقلاتها وتحركاتها ، وكانت تختلط بالرجال وتسافر وحدها ولا يمنعها من ذلك سوى شرط الآمان في الطريق .

٤- كانت المرأة في الجاهلية تتمتع بالحرية التامة التي يتمتع بها الرجل في مجتمع بلا دولة ولا شريعة .

٥- المرأة في الجاهلية كانت تملك حق الطلاق كما يملكه الرجل .

٦- كان للمرأة الحق في التجارة والملكية الخاصة بأموالها .

الواقع المرأة في العصر الجاهلي تحسد على ما كانت تتمتع به من بعض من الحقوق عما كانت عليه النساء في العصور السابقة ، إلا أنه مقابل ما حصلت عليه قابله إهانات وإذلال لها ومنها :

١- كان العرب في الجاهلية ينظرون الى المرأة على أنها متاع من الأمتعة التي يمتلكونها .

٢- المرأة لا تورث في الجاهلية ، وكان العرب يقولون لا يرثنا إلا من يحمل السيف ويحمي البيضة .

٣- لم يكن للمرأة اي حق على زوجها ، وليس للطلاق عدد محدود ، وكذلك ليس لتعدد الزوجات عدد معين .

٤- اذا مات الرجل وله زوجة وأولاد من غيرها ، كان الولد الأكبر احق بزوجة أبيه من غيره ، فكان يعتبرها إرثا له حتى الزواج منها ، او تزويجها الى شخص آخر .

٥- عدة المرأة اذا مات زوجها سنة كاملة ، وكانت تحد عليه شر حداد وأقبحه ، وتلبس اردئ ملابسها، وتسكن شر الغرف، وتترك الزينة والتطيب والطهارة ، فلا تمس ماء ولا تقلم ظفرا ولا تزيل شعرا ولا تبدو للناسفي مجتمعهم .

٦- كان عند العرب انواع من الزيجات الفاسدة منها : اشتراك اكثر من واحد ( مجموعة من الرجال ) الدخول على امرأة واحدة ، وكانت تعطى المرأة الحق بإلحاق الولد بمن شاءت منهم فتقول اذا ولدت : هو ولدك يا فلان فيلحق به ويكون ولده .

كان عند العرب نكاح يسمى بنكاح ألاستبضاع ، وهو ان يرسل الزوج بزوجته لرجل آخر من كبار القوم لكي تلد له ولداً يتصف بالرجولة وبصفات ذاك الرجل الكبير في قومه .

كذلك كانت هناك زيجات آخرى مثل زواج المتعة وهو ما يطلق عليه الآن الزواج المؤقت او زواج المسيار ، وايضاً هناك نكاح يسمى ( الشغار ) وهو عبارة عن التبادل ، الرجل يزوج ابنته او اخته أو موليته لرجل آخر على ان يزوجه هو موليته ابنة ، اخت وهذا النوع من الزواج بدون مهر .

وكان العرب يكرهون البنات وكانوا يدفنونهن أحياء في التراب خشية العار كما يزعمون ، علما بأن ما قاموا به من إهانة للمرأة اكثرا عارا مما يزعمون ، وقد ذمهم الله بذلك وأنكر عليهم ، حيث قال تعالى : وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت (التكوير 9 ) .

نأمل متابعتنا في الجزء السابع من ( المرأة قبل الإسلام وبعده ) للتعرف على مكانة المرأة في الإسلام وكيف كرم الإسلام المرأة .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري

الجزء الثاني من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري

الجزء الثالث من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري

الجزء الرابع من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري

الجزء الخامس من موضوع "المرأة قبل الإسلام وبعده" للكاتب صبحي القاعوري

تعليقات: