نازحو مخيم الرفيد.. إلى الشارع

في مخيم الرفيد للنازحين السوريين (شوقي الحاج)
في مخيم الرفيد للنازحين السوريين (شوقي الحاج)


أبلغت دورية من قوى الأمن الداخلي، قراراً صادراً عن قائمقامية راشيا، يتضمن إنذار العائلات السورية النازحة، التي تقيم في مخيم الرفيد قضاء راشيا منذ أكثر من سنة، بضرورة إخلاء المخيم في مهلة ينتهي مفعولها عند ظهر اليوم. المخيم مؤقت، أقامته «جمعية ليان»، بالتعاون مع «جمعية الشباب البقاعي»، بتمويل من السعودية، لاستقبال موجات النازحين بصورة مؤقتة لا تتجاوز الشهر، إلى حين تحظى هذه العائلات بأماكن تؤويها.

وكانت الجمعية التي استأجرت مؤقتاً قطعة الأرض في الرفيد، بموجب عقد بين المالك، وهو الأوقاف الإسلامية في البقاع، و«جمعية ليان»، بموافقة البلدية، قد ضاقت ذرعاً من استهتار النازحين المقيمين في المخيم، بالدعوات التي وجهتها إليهم الجمعية بالإخلاء، والتي تفوق المرات العشر، كما أوضح عضو «جمعية الشباب البقاعي» عبد القادر القادري، الذي أكد أن «جمعية ليان» أقامت المخيم لاستقبال أفواج النازحين بصورة مؤقتة، ريثما يتسنى لهم العثور على مساكن، تناسب أوضاعهم العائلية والمادية ويختارونها بأنفسهم. ووفق القادري النازحون «يتمردون على كل الدعوات الموجهة إليهم بالإخلاء، ويضربون بها عرض الحائط بحجة أنهم لا يملكون القدرات المادية ، لاستئجار أماكن للسكن»، معتبراً أن «معظم الرجال النازحين في المخيم قادرون على العمل». ويلفت إلى أن «الجمعية تولت طيلة هذه الفترة تأمين كل المستلزمات الحياتية والمعيشية التي يتطلبها المخيم»، مؤكداً أن «الغاية من إقامة هذا المخيم هي عملية استقبال مؤقتة للنازحين المحتاجين». ويرى عبد القادر أن «المخيم قد تحوّل مؤخراً، الى مصدر قلق لراحة السكان المحليين».

في المقابل، يجمع الشبان في المخيم على أن أوضاعهم المادية متعسرة، وهم لا يقوون على الانتقال إلى مساكن مستأجرة، لا سيما أن العشرات منهم لم يتمكنوا من العثور على فرص عمل مستمرة، باستثناء جهوزية فرص عمل آنية ومؤقتة في الزراعة أو في البناء. ويتحدث النازحون عن كارثة إنسانية قد تحل بهم وبعائلاتهم وأطفالهم في حال الإصرار على تهجيرهم من المخيم، لأنهم سيلجأون إلى الشارع وسيبيتون في العراء مع عشرات الأطفال والنساء، محملين المعنيين مسؤولية ما قد يحل بهم من عثرات.

وأكد النازحون أن سكان المخيم لم يكونوا مصدر إزعاج أو قلق للسكان المحليين، إلا أن ما حصل من هرج ومرج في إحدى الليالي كان من ضمن طقوس مناسبة زواج شاب وشابة من سكان المخيم.

تعليقات: