الزيتون المعمر زينة للقصور

أثناء نقل شجرة زيتون معمرة بهدف بيعها في راشيا (شوقي الحاج)
أثناء نقل شجرة زيتون معمرة بهدف بيعها في راشيا (شوقي الحاج)


انتشرت في السنوات الأخيرة، تجارة بيع أشجار الزيتون المعمرة، لتشكل باباً من أبواب الارتزاق لعشرات العائلات، صاحبة الملكيات الصغيرة من الأراضي الزراعية، بعدما وصل ثمن الشجرة الواحدة إلى حدود الألف دولار.

وتتركز هذه التجارة في بعض مناطق البقاع الغربي وراشيا، وفي حاصبيا ومرجعيون، حيث تنتشر أشجار الزيتون المعمرة بالآلاف، ومنها ما يعود إلى العهود الرومانية الموغلة في القدم، وقد تتجاوز أعمارها الألف عام.

وازداد الطلب على أشجار الزيتون المعمرة، بهدف زرعها في حدائق القصور والبيوت الفخمة، بعد اقتلاعها من الجذور، وذلك نظراً إلى حسن مظهرها، وجمالها الطبيعي الآخاذ، في حين أن البعض من أصحاب القصور يعتبر زراعتها في حديقة منزله فأل خير عليه وعلى عائلته، وفق أبي محمد سويدان من القرعون. يقول سويدان: «تناهى إلى مسامعنا منذ كنا صغاراً وعلى لسان أجدادنا أن شجرة الزيتون هي شجرة الخير والنور والسلام. والكتب المقدسة ذكرت هذه الشجرة المعطاء الخيّرة».

يوسف وهو سائق شاحنة نقل يقول إن «مناطق حاصبيا ومرجعيون وبعض البقاع الغربي هي مناطق تنتشر فيها أشجار الزيتون المعمرة بكثرة، ويتم بيعها في مناطق المتن وكسروان ومشارف بيروت، لكن هذا البيع لم يعد يقتصر على هذه المناطق، بل توسعت أسواق البيع لتشمل بعلبك وزحلة».

ويؤكد يوسف أنّ الشجرة الواحدة من الزيتون المعمر، قد يراوح سعرها بين 1300 و1500 دولار، إذا ما أضفنا إلى ذلك أجور النقل والاقتلاع والزراعة .

أما أبو جريس موال فيقول ان «المزارع يستفيد من ثمن هذه الشجرة، ويؤمن مورداً جانبياً للارتزاق في ظل الحالة الاقتصادية المزرية التي تضغط على اللبنانيين ولا سيما المزارعين، خصوصاً أنّ هذه الأشجار باتت هرمة، وقد يخف حملها وعطاؤها وقد تصاب بالعجز وتنخرها السوسة، ونحن كمزارعين نسعى دائماً إلى تجديد النبتة أياً كان نوعها، وفقاً لقانون الحياة والطبيعة، فنستبدلها بنبتة جديدة نهتم بها إلى حين عطائها، ونشأتها المتجددة».

تعليقات: