زمن الأراكيل المربحة

بائع أراكيل في راشيا (شوقي الحاج)
بائع أراكيل في راشيا (شوقي الحاج)


حسن واحد من عشرات الشبان، الذين انخرطوا في تجارة الأراكيل، باعتبارها سلعة رائجة ومطلوبة، وتشهد مزيداً من الطلب عليها، في ظل النزوح السوري إلى المنطقة، وقلما تجد منزلاً خالياً منها. وقد تعددت أنواعها، وتفاوتت أسعارها، وتمايزت عن بعضها البعض. إلا أن حسن الذي يسعى وراء الكسب المادي، الذي توفره تلك التجارة، من أجل إعالة عائلته المؤلفة من زوجة وثلاثة أطفال، أكبرهم في الرابعة من عمره. يلفت إلى أن بضاعته متنوعة المصادر، وهي تناسب معظم الأذواق، وتتوافق مع الأمزجة، لكنه لا يخفي تعلقه بنَفَس الأركيلة الصباحي، وجلسات السمر معها ليلاً، مع أنه يعاني صحياً من مضارها.

حسن الذي وصف تجارة الأراكيل بـ"الذهبية"، أكد أن حركة تجارته حرّة، فهو يرتاد الأسواق المكتظة بالرواد، وتنشط حركته وسط التجمعات الشعبية، ما يجعله قادراً على تسويق بضاعته بمهارة عالية، وهذا ما يكسبه ربحاً في حدود المعقول، كما يقول.

حسن الذي يلفت الى أنه بات معروفاً من متعاطي الأركيلة، وهو لا يتوانى عن عرض الأنواع الجديدة عليهم، وهم لا يبخلون عليه بالإكرامية، إلا أنه يسعى إلى تطوير عمله، كما قال، بحيث يحاول اقتطاع نسبة من أرباحه، علّه يقدر بفترة معينة تجميع مبلغ، يخوله شراء سيارة "رابيد" لكي ينقل بضاعته إلى القرى، ويرتاح ولو بالحد الأدنى من تكبد نقلها لمسافات بعيدة بين الأحياء.

حسن الذي يؤكد أنه يكسب قوته وقوت عياله بعرق جبينه، يقول: إن العمل مهما كان نوعه، فهو أفضل من مدّ اليد إلى الآخرين، حتى ولو كان هذا العمل، هو بيع الأراكيل ومن شأنه أن يعود بالضرر على الصحة العامة، لكنه يقول في المقابل "الأركيلة باتت موضة ودارجة". وهي أضحت جليسة أفخم البيوتات وأرقى الصالونات، والخلاص منها بات ضرباً من ضروب الخيال.

تعليقات: