منسوب القرعون من 182 إلى 42 مليون متر مكعب

تدني منسوب بحيرة القرعون يؤثر سلبا في السهول الساحلية وإنتاج الطاقة (شوقي الحاج)
تدني منسوب بحيرة القرعون يؤثر سلبا في السهول الساحلية وإنتاج الطاقة (شوقي الحاج)


نصرالله يحذر ويطالب بخلية لإدارة الأزمة

لم يتعد منسوب المياه في بحيرة القرعون 42 مليون متر مكعب، من أصل سعتها الأصلية البالغة 220 مليون م3، في حين وصل منسوب المياه في البحيرة، في مثل هذا اليوم من العام الماضي الى 182 مليون م3، ما يعني أن لبنان يواجه أزمة شح حادة، من شأنها أن تعكس مفاعيلها السلبية على ري السهول الزراعية في معظم المناطق اللبنانية، وفي مقدمها الأراضي الواقعة في الجنوب وفي البقاع الغربي، التي ترويها بحيرة القرعون، الى جانب التأثير الذي يحدثه هذا الانخفاض بكمية المياه في إنتاج الطاقة الكهربائية في المعامل الثلاث، التي تعتمد على مياه البحيرة.

المدير العام لـ"مصلحة مياه الليطاني" سابقا المهندس ناصر نصر الله الذي يدق ناقوس الخطر، نتيجة انحباس المطر والمتساقطات، يلفت الانتباه إلى أن كمية المياه في البحيرة، لم تتعد نسبتها ربع الكمية التي سجلتها البحيرة في مثل هذا اليوم من العام الماضي، مؤكدا لـ"السفير" أن مجرى النهر هو في أدنى اندفاعة له، وقد لا تتعدى الصفر، مستغرباً اللامبالاة الواضحة من قبل الدولة والوزارات المعنية بموضوع المياه، وفي طليعتها وزارة الطاقة والمياه ووزارة الزراعة ومؤسسات المياه، كأن الأمور لا تعنيهم، ونحن مقبلون على كارثة حقيقية في حال لم تعوض الطبيعة ما فاتها من أمطار خلال هذا الشهر والشهر المقبل. ورأى أن هذه الحالة تتطلب تشكيل خلية لإدارة الأزمة سريعاً، لأن التأثيرات السلبية بدأت تطل برأسها، لا سيما في السهول الساحلية التي تنتج الحمضيات والفاكهة، إضافة الى انعكاساتها على إنتاج الطاقة الكهربائية، متوقعا انخفاض معدل ساعات التغذية بالتيار الكهربائي الى حدود قد لا تتعدى الـ4- 6 ساعات يوميا.

وإذ يشير إلى أن أشهر الشتاء باتت على نهايتها مع نهاية شهر شباط، يقول: "الطقس يبدو أنه سيكمل على هذا المنوال، لذا من واجب الوزارات والمؤسسات المعنية بالمياه، العمل على ترشيد الناس وتوعيتهم في استعمال المياه قبل فوات الأوان، وقبل أن تحل الكارثة الحقيقية على الزراعة وعلى الكهرباء وحتى على الحياة الطبيعية للناس". وتساءل: ماذا تنتظر الدولة؟ وماذا سيفعل المزارع إذا لم ترو الطبيعة مزروعاته من حبوب وخضار؟ وهل هناك خطة من الدولة لوضعها موضع التنفيذ؟ أم أن اللامبالاة ستبقى هي سيدة المواقف كما في كل المشاريع؟

..

الزراعة لم تدخل دائرة الخطر

يدعو رئيس "جمعية المزارعين في لبنان" أنطوان الحويك المزارعين إلى المبادرة في ري بعض السهول المزروعة بالحبوب، في حال تواصل شح الأمطار، أو العودة إلى زراعتها من جديد، حتى لا يخسر المزارع الموسم، خصوصاً أن بعض الأراضي الزراعية قد بدأت تفقد حيويتها، وتصاب بالجفاف والتشقق.

على الرغم من ذلك، يرى الحويك أن "الزراعة في لبنان ما زالت بخير"، مؤكداً عبر "السفير" أن "القطاع الزراعي لم يدخل دائرة الخطر حتى الآن"، واصفاً الحديث عن أوضاع كارثية قد تحل بالقطاع نتيجة انحباس الأمطار والمتساقطات، بـ"النظريات التي لا تستند إلى أية معايير أو مفاهيم صحيحة"، داعياً إلى "الانتظار حتى منتصف شهر شباط الجاري، للحكم على تأثيرات الانحباس المطري".

ويوضح في هذا الإطار، أن "تساقط الأمطار خلال الأيام المقبلة، قد يعوّض ما حصل من تأثيرات سلبية ناتجة عن انحباس الأمطار، على المزروعات، لكن في حال لم يتبدل الطقس وظل الانحباس على حاله، فعلى المزارعين بالتنسيق مع الدولة ممثلة بوزارة الزراعة، السعي من أجل وضع خطة بديلة من شأنها توفير الري للمزروعات، بعد دراسة كل صنف من أصناف المزروعات، لجهة مدى حاجته للسقاية والري، أو تحمله شح المياه لفترات أطول".

ويلفت الانتباه إلى أن "بعض الزراعات قد تتأثر إيجاباً، بانحباس المطر، لا سيما زراعة الموز والليمون"، مشيراً إلى "تخوّف المزارعين من مشكلة كارثية قد تطال بعض أشجار الفاكهة، في حال تدنت درجات الحرارة، وضربت موجات الصقيع، البراعم المتفتحة، فتؤدي الى تلفها وهلاكها".

ويخلص الحويك للتأكيد أن "انحباس المطر، ليس جديداً على لبنان، إذ حصل الأمر نفسه في سنوات ماضية مرات عدة، ولم تتأثر المزروعات بشكل كارثي كما يُقال"، مشيراً إلى أن "المزروعات قد تستعيد حيويتها ونماءها مع انهمار الأمطار".

تعليقات: