في وداع الصافي الكبير!


هو عملاق الطرب في لبنان والعالم العربي، مدرسة في الغناء والتلحين...

هو الصوت ـ المنهج والتراث الأكاديمي لأجيال وأجيال.

مبتكر «المدرسة الصافية» صوت رخيم شجي يتقن كل ألوان الغناء.

وحنجرة تدوزن كل الكلام ألحاناً تطرب لها الروح

صاحب الحنجرة الذهبية، لا أحد يملك صوته بشهادة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.

حنجرة تعشق أبو الزلف والميجانا والعتابا والموال وأصعب الكلام وأسهله عند كل الناس.

في عمر السنتين صدح ذاك الصوت الصافي مع صياح الديك معلناً تميزه.

غنى «عاللوما» فذاع صيته، غنى «ولو» فتربع على عرش الغناء.

زرع العنفوان في النفوس والحنين والحب والفرح في القلوب.

لبنان، الذي سيّجه وجعله «قطعة سما» واشتاق لكل قراه وسهوله وجباله وبيوته وأهله...

هذا اللبنان والعالم العربي كله يفتقده.

في وداعك أيها الصافي الكبير ...

اشتقتلك يا بيي

رد علينا وحاكينا،

أرضك اللي عم بتقاسي،

المجد اللي مزهر ماضينا،

بلادك الخضرة، والبيت الصامد بالجنوب،

صرخة البطل وطائر الروح،

أطفال قانا وجيش بلادك،

كل مروان والصيادي

كل حبابنا والمهاجرين

سوف يسمعونك كلما غرّد عصفور الصباح، وغابت الشمس، ودق باب البيت عالسكّيت.

لبنان دنية الحب، لن ينساك...

لبنان مخلّد التاريخ، سيحفر اسمك في تاريخه.

من يوم فراقك

وعلى آه كل المحبين لك، على الله تعود...

يصدح صوتك الصافي الوديع الشجي، المجد للرحمان، وكرمال قلبي يا عيوني تصبروا...

وديع الصافي... وداعاً!

* ليلى رحيّل

تعليقات: