هاني عسّاف: إن صديقا كان وفيّاً.. وإن خصماً كان شريفاً

 ورشة عمل في إبل السقي \
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف


في البدء، نشكر كافة الموجودين على حضورهم ونشكر القيّمين على هذا الحفل الذين لهم الفضل في إحياء ذكرى شخص عزيز علينا وعلى كلّ من عرفه وحاداه ألا وهو المرحوم هاني عسّاف.

أمّا بعد، إذا ما استقينا نبذات من حياة هاني أدركنا أنّنا كنّا في حضرة شخص استثنائي في زمن استثنائي. أنسان كان له تأثيرٌ فعّالٌ بمحيطه ومجتمعه فقد كان الأب والمربّي والصديق والمناضل والرؤيوي.

لا نستطيع اختصار شخص هاني بكلمات، فهو منذ أن أدرك حمل على كتفه قضيّة الإنسان بكليته، فكانت حياته سعيا لتغيير الواقع وتحسينه. إجتذبه الفكر الإشتراكي وانضوى فيه متحدّيا كل العوائق على أمل أن يصل بالإنسان إلى مجتمع أفضل، فكانت من أولى جولاته المشاركة في تأسيس الإتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانيّة بغية تطويرها والرقيّ بها ليضيف إلى انتمائه للحزب الشيوعيّ ذلك الوهج الحضاريّ المتجدّد.

وكانت بداية الحرب... فناضل في صفوف الحزب الشيوعي واحتلّ مراكز قياديّة رفيعة وكان من أوائل المقاومين في وجه الإحتلال. وتعدّى هاني ذلك ليساهم لاحقا في تأسيس اتّحاد الشباب الديمقراطي ومنتدى التنمية اللبنانيّة والنجدة الشعبيّة اللبنانيّة التي شكّلت مفترقا في سيرته الذاتية حين كان أمين سر لها إذ اتّسعت نشاطاتها لتشمل كامل الوطن في المجال الصحيّ.

لم يحبطه يوما أيّ عائق وهو المتّزن الصلب. إن جابه دافع عن قناعاته مهما كانت النتائج وإن حاور استمع واحترم الفكر الآخر وإن طُلب منه ساعد ما أمكن. لقد كانت قضيّته الأولى والأخيرة "الإنسان" بمفهوم الكلمة المطلق.

تٌختصر هذه القضيّة التي حملها هاني بكلمات ثلاث:

"الثروة" وهي الثروة الإنسانيّة المتجدّدة في شباب مثقّف متمكّن.

"الورثة" وهي الميراث الحضاري الواجب إيصاله للأجيال الآتية.

"الثورة" وهي الحركة التجدّدية نفسها لهذه الأجيال ولكن ليس كـهذه "الروثة" الشعبيّة المنتشرة في الأقطار العربيّة.

لذا عندما ترك صفوف الحزب والنجدة الشعبيّة، وهو الدؤوب على العمل الإجتماعي والإنساني، مضى قدما وكأني به قائل:

«بعد أن كان ما كان وما كنّا

بعضني منكم وبعضكم منّا

تاهت على الدرب شجون النوى

وهاج بي الصّمت وما جنّ

أغلقوا الباب هيّا، أغلقوا الباب

أشتكى حائر؟ هل عاب أم أنّ؟

هاك ليلي الذي ذر الدنى عني

إذ كبا الوجد فيه حينما غنّى»

وأكمل هاني مسيرته في نفس المنهاج الذي آمن به، فكان من المؤسسين والناشطين في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي ومنتدى مرجعيون وحاصبيّا ونادي الخيام الثقافي الرياضي والإجتماعي.

مهما تكلّمنا عن هاني عسّاف لا نستطيع إدراك شخصه بأسطر وهو الشخص المحبّ والمفكّر والحازم، إن صديقا كان وفيّا وإن خصما كان شريفا، دائم الحركة والتطوّر، متعاليا على الصغائر، منفتحا ومتقبّلا للفكر الآخر، غير متزمّت ومواكبا للتغيرات، خلاقا لا متقاعصا. لقد كان حلمه أكبر من بلدته الخيام التي ما نسيها يوما وأوسع من وطن ناضل من أجله وأجل ناسه.

وختاما، نشكر لكم سعيكم ووفاءكم لهاني، وفاءً لشخص هوى وطنه وأحبّ عائلته وسعى إلى خدمة كلّ محتاج. بهذا الوفاء تؤكّدون أنّ في صميم كل فرد منكم ومنّا بعض ما كان لديه فكلّ منّا يحنّ اليوم إلى وجود شخص مثله بيننا لنعلوَ ونستقيم، وعلى أمل أن نبقى في الذاكرة نتمنى لكم آتٍ مديد ودمتم.

* المهندس داود بشارة القسيس

(كلمة ألقيت بإسم العائلة في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف)

كلمة الأستاذ وهبي أبوفاعور

كلمة الأستاذ حسين كريم

الكلمات الأخرى التي ألقيت سوف تنشر تباعاً على هذا الموقع.

ألبومات صور ورشة العمل

ألبومات صور أنشطة منتدى التنمية اللبناني في المنطقة

 ورشة عمل في إبل السقي \
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف


 ورشة عمل في إبل السقي \
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف


 ورشة عمل في إبل السقي \
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف


 ورشة عمل في إبل السقي \
ورشة عمل في إبل السقي \"إستنهاض الطبقة الوسطى\" في الذكرى الثالثة لرحيل المناضل هاني عسّاف


تعليقات: