صيدا: الاحتقان يصل إلى المقابر

والدة الصباغ أثناء تشييعه في صيدا أمس (أب)
والدة الصباغ أثناء تشييعه في صيدا أمس (أب)


اعترض الشيخ أحمد الأسير ومعه عناصر من «الجماعة الإسلامية» ومجموعات سلفية، على دفن أحد عناصر «حزب الله»، صالح الصبّاغ، الذي قُتل في سوريا، في مدافن المدينة. فنفّذوا اعتصاماً وقطعوا الطريق المؤدي إلى المقبرة بالعوائق والحجارة والإطارات والأتربة، وعمدوا إلى إقفال بابها الرئيس. وترافق ذلك مع تجمع آخر في منطقة الفيلات قرب مسجد الإمام علي، لمنع مرور موكب التشييع. وأمام المقبرة ألقى الشيخ السلفي نديم حجازي كلمة.

على الأثر توتر الوضع في صيدا وسط سيل من الشائعات عن نشوب معركة بين أنصار الأسير وعناصر من «حزب الله». ودفع الظهور المسلح، لا سيما في عبرا، الأهالي إلى اصطحاب أولادهم من المدارس. وخلت الطرق من المارة والسيارات معاً.

وقد أصدر الأسير بياناً جاء فيه أنه عند شيوع خبر عزم «حزب إيران على دفن الصباغ في مقبرة صيدا الجديدة، تداعى عدد من أنصارنا وبعض الإسلاميين والأحرار لمنع حصول ذلك، فقاموا بقطع الطريق المؤدية إلى مقبرة صيدا الجديدة التابعة للطائفة السنّية في منطقة سيروب محذراً من خطر نقل المعركة إلى صيدا».

وتروي مصادر صيداوية أن «عشرات الشبان الغاضبين من أنصار حزب الله والمقاومة تجمّعوا أمام مجمع السيدة الزهراء. وعلى الأثر نفذ الجيش انتشاراً كثيفاً في الطرق المؤدية إلى منطقتي سيروب والفيلات (منطقة سكن شعبية قرب تعمير عين الحلوة)، وسيّر دوريات».

في الأثناء انطلقت الاتصالات مع قيادة «حزب الله» وتولى مسؤول مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور التواصل مع فعاليات المدينة. وعلم أن «حزب الله» تجاوب مع مساعي التهدئة ودفن الصباغ في مقبرة الشيعة في المدينة. وأكدت قيادة الحزب أنّها «ستقف عند رأي عائلة الشهيد، وما إذا كانت تصر على دفن ابنها في مقبرة صيدا السنية كونه سنياً من صيدا».

وكان والد الصباغ يصر في بداية الأمر على دفن ابنه في مقبرة صيدا، وأخبر قيادة الحزب أنّه يجري اتصالات مع قيادة «الجماعة الإسلامية» والأسير للسماح له بدفن ابنه في مقبرة صيدا. وتردد أن طلبه ذاك رُفض وتلقّى نصيحة بقبول دفن ابنه في المقبرة الجعفرية في المدينة تجنباً لمزيد من القلاقل.

وكان المفتي الشيخ سليم سوسان قد أعطى الضوء الأخضر لعملية الدفن في مقبرة السنة، وأوعز بحفر القبر.

وقد ترك موقف الأسير والسلفيين لغطاً في الشارع الصيداوي وتساؤلات، لا سيما أن ما حصل يشكل سابقة خطرة، و«أن حرمة الموت يجب أن تُحترم». وإذ سُئل: «هل يجوز منع دفن ابن صيدا في مقبرة أهله وعائلته وأجداده؟»، ذكّر كثيرون بأن «عملاء لإسرائيل مقبورون في تلك المقبرة».

إزاء ذلك، وافق «حزب الله» بعد موافقة والد الفقيد على الدفن في المقبرة الشيعية، في البوابة الفوقا.

وبعد التشييع في المقبرة الجعفرية، نشبت معركة في منطقة الفيلات حيث منزل الصباغ، بين شبان من المحلة وعائلة الصباغ من جهة وعدد من أنصار الأسير و«الجماعة الإسلامية» وسلفيين. فطوق الجيش المكان وفصل بين التجمعين، وأُجريت الاتصالات لإخراج أنصار الأسير من المنطقة. وقاد الأسير مسيرة مسلحة في عبرا توجّهت إلى شقق «حزب الله»، إلا أنها انتهت مع تعزيز الجيش وجوده في البلدة.

إلى ذلك، استنكر الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد منع دفن الصباغ في المدافن السنيّة في صيدا.

واعتبر أن «ما قام به هؤلاء إمعان في العمل من أجل تفجير الفتنة في صيدا، ومحاولة لفرض توجه معين على أبنائها بواسطة الإرهاب، وهو انتهاك فاضح لحقوق الإنسان وتعدٍّ على حرمة الموت».

كذلك، شيّع «حزب الله» أمس كلاً من محمد علي جنبرين في بلدته تمنين البقاعية، وحسام علي جعفر في بلدته سهلات الماء بالهرمل.

تعليقات: