ريما خشيش تلوح في روض الموشحات

أميرة الموشحات ريما كامل خشيش
أميرة الموشحات ريما كامل خشيش


«إنّه أكثر ألبوم كلاسيكي أنجزته حتى الآن»، هكذا تصف الفنانة اللبنانية أسطوانتها الجديدة التي خصصتها لغناء ما تحبّه. مع توني أوفرووتر، تقدّم صاحبة «فلك» مجموعة من الموشحات القديمة موزعة بطرق جديدة. الجمهور على موعد مع هذه التجربة اليوم وغداً

«هوى ـــ موشحات» هو عنوان الألبوم الجديد والخامس للمغنية اللبنانية ريما خشيش (1974). في هذه المناسبة، تقدّم حفلتين مساء اليوم والغد في قاعة «بيار أبو خاطر» في «جامعة القديس يوسف» بدعوة من جمعية «عِرَب» للموسيقى، علماً أنّ العمل الجديد مخصّص للموشحات فحسب.

بدأت خشيش الغناء العربي الكلاسيكي منذ أن كانت طفلة في التاسعة من العمر. هذا النوع من الفن يجري في عروقها منذ نعومة أظفارها، ما دفعها الى احترافه. وقد أتقنته بعدما تلقت أصوله في المعهد العالي للموسيقى، حيث أعطت الدروس أيضاً. لطالما مال ذوقها الى التراث العربي الكلاسيكي، وخصوصاً الموشحات والأدوار. في ألبومات سابقة، تطرقت الى هذا النمط الموسيقى، كما قدّمته في عدد من الحفلات التي شاركت فيها.

عُرفت خشيش بأدائها مع موسيقيي جاز، أبرزهم عازف الدابل بايس توني أوفرووتر، الذي تتعاون مجدداً معه في ألبومها الجديد. لعلّ الغناء العربي الكلاسيكي بمرافقة آلية ذات ميول جازية من أصعب ما يكون، لاختلاف الإيقاعات والمقامات بين نوع الغناء ونمط العزف.

كما يدلّ عنوانه، يضمّ ألبومها الخامس مجموعة من الموشحات القديمة، لكن الموزعة بطرق جديدة مختلفة. تقرّ المغنية: «إنّه أكثر ألبوم كلاسيكي أنجزته حتى الآن». من جهة الآلات التي استُخدمت في هذا الألبوم، نسمع الى جانب الإيقاعات، الكلارينيت التي يعزف عليها هولندي آخر تعاونت معه في العمل هو مارتن أورنشتاينـ الذي يشارك في الحفلتين أيضاً. الى جانب أورنشتاين وأوفرووتر، يرافق خشيش في أمسيتي «بيار أبو خاطر» كل من جوشوا سامسون (إيقاعات) وسلمان بعلبكي (رق).

عن أدائها في هذا العمل الجديد الذي تخصصه لفنّ الموشحات، تقول خشيش لـ «الأخبار»: «كان أصعب شيء أؤديه. كنت عادةً أختار ما يتناسب مع الآلات التي ترافقني. لكن في هذا الالبوم، غنّيت ما أحبه، وما تعلّمته وتطورت فيه. لم يكن ذلك سهلاً. هناك صعوبات كثيرة في هذا النوع من الأداء، وخصوصاً لجهة المقامات والايقاعات. في السابق، كنت أميل أكثر الى موسيقى الـ «فيوجن» المازجة بين الشرقي والغربي». تضيف من باب التوضيح: «أنا لا أغني موسيقى غربية، بل الآلات التي ترافقني هي التي تعزفها، أما أنا، فغنائي شرقي». هذا المزيج بين التقليد الشرقي والعزف الغربي كان حاضراً في ألبوم خشيش «فلك» الذي أصدرته عام 2008، حيث استعادت سيد درويش ووديع الصافي على طريقتها. أما ألبومها السابق، فكان تحية إلى صباح مع أداء أغنيات من أفلامها.

استغرق العمل على «هوى ـــ موشحات» الكثير من الوقت، كما تؤكد خشيش، وخصوصاً أنّه سُجل «لايف» لا في الاستديو. على صعيد آخر، تشير إلى أنّ إنجاز ألبومها هو في الواقع عمل فريق متكامل. الكل يشارك فيه، والكل يعطي رأيه للتوصل الى النتيجة المنشودة.

كثيراً ما تقدّم خشيش حفلات غنائية في لبنان والعالم، تنال الاعجاب في كل مرة، وتجعل الحاضرين يتوقون الى المزيد، والى سماع أدائها المميز للمقطوعات الكلاسيكية العربية الصعبة التي لا نسمعها غالباً في الحفلات الموسيقية. أما في ما يتعلق ببرنامج حفلتيها، فلن يتضمن مقطوعات من الألبوم الجديد فحسب، بل أيضاً أغنيات أدتها سابقاً وأحبت أن تدرجها في الأمسيتين.

حفلة ريما خشيش: 8:30 مساء اليوم وغداً ـــ قاعة «بيار أبو خاطر» (جامعة القديس يوسف، طريق الشام، بيروت) ــ للاستعلام: 03/284715

http://drmlebanon.com/

من القرن التاسع عشر

تضم أسطوانة «هوى ـــ موشحات» 11 موشحاً. وتعود هذه الموشحات إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ومعظمها ذات لحن قديم مجهول، كما أنّها مجهولة المؤلف. ويحمل بعضها ألحان عمر البطش (رمى قلبي)، ومحمود صبح (لاح بدر التم)، وداود حسني (رماني بسهم هواه)، ومحمد عثمان (وجهك مشرق).

تعليقات: