أطفال نازحون يموتون أمام عيون ذويهم

زينب نجار تعجز عن تناول الطعام («السفير»)
زينب نجار تعجز عن تناول الطعام («السفير»)


صالح نجار، ينظر بحسرة إلى ابنته الكبرى زينب وهي تذوب شيئا فشيئاً أمام عينيه، جرّاء إصابتها بفشل في نمو العضلات، ويقف عاجزاً عن تقديم أي رعاية لها بسبب تفاقم وضعها الصحي الذي أدى إلى عجزها حتى عن تناول الطعام.

«وضعها يسوء مع كل يوم تأخيرعن إجراء العملية الجراحية لها»، بحسب ما أكد لنا الأطباء في «مستشفى الجامعة الأميركية» في بيروت، يقول الوالد. «نحن اليوم نعطيها حليباً خاصاً عن طريق وضع ميل في أنفها، وهي تحتاج إلى إجراء فتحة في المعدة لكي نتمكن من إعطائها الطعام بعد طحنه»، مؤكداً أن «زينب لا تتمكن اليوم من الرؤية بعدما أدى مرضها إلى إغلاق عينيها بشكل تلقائي، ولا تتمكن من السير ولا الكلام».

يضيف: «لقد قمنا بإجراء فحوصات مخبرية لها وقال لنا الأطباء إنه تم إرسال الفحوص إلى الخارج لتحديد طبيعة مرضها، ولكن العملية مستعجلة ويجب إجراؤها فوراً، علماً أن كلفتها تبلغ عشرة آلاف دولار من دون احتساب مصروف المستشفى، ولقد قدمنا أوراقها إلى جمعيات عدة ولكنّ أحداً لم يساعدنا في علاجها».

إياد النايف

كل ما كان يهمّ إياد أحمد النايف (16 عاماً) هو إيجاد عمل لكي يتمكن من تأمين القوت اليومي له ولشقيقيه، وذلك منذ نزوحهم في شباط الماضي إلى مدينة حلبا في عكار. ولكن وعند أول فرصة عمل توفرت له كاد أن يخسر حياته بعدما صعقه التيار الكهربائي على سطح المنزل حيث كان يعمل في بلدة كروم عرب. فأصيب إياد بحروق بالغة في ظهره ورقبته استدعت نقله إلى «مستشفى السلام» في طرابلس.

يرقد إياد منذ 17 شباط الماضي في غرفة العناية في «مستشفى السلام» بانتظار من يساعده من المؤسسات، وفاعلي الخير، لتغطية نفقة علاجه التي تفوق الـ30 ألف دولار أميركي، وذلك بعدما تكفلت وزارة الصحة بتغطية 85 في المئة من نفقات علاجه، حيث أكدّ الأطباء «أن إياد بحاجة إلى البقاء في المستشفى لمدّة شهرين سيخضع خلالها لعمليات جراحية عدّة في محاولة لمعالجة الحروق الخطيرة التي أصيب بها».

وتحدث أحد الأشخاص الذين قاموا بإسعاف إياد عن «أن خط التوتر العالي أصابه مباشرة في جسده وأدى إلى احتراق كل ظهره ورقبته، ونحن ظننا أنه توفي، وعند حضور الصليب الأحمر قام بإسعافه ووضع الأوكسجين له، فاستعاد نفسه»، ولفت إلى «أننا قمنا بجمع مبلغ ثلاثة آلاف دولار من الأهالي حتى تمكنا من إدخاله المستشفى أما باقي المبلغ فلا نعرف كيف نتدبره».

«لم يمض على وجودنا في لبنان سوى شهر واحد»، يقول محمد شقيق إياد، ولكن لم نكن نتوقع أن يكون مصيرنا مأسوياً إلى هذا الحد، ونحن اليوم ننتظر من يساعدنا حتى يشفى إياد ويتمكن من العودة لممارسة حياته الطبيعية».

تعليقات: