والد مؤمن المحمد يقاضي المستشفى والطبيب

الضحية مؤمن  خالد المحمد (من صور العائلة)
الضحية مؤمن خالد المحمد (من صور العائلة)


استقبلت بلدة برج العرب التعازي أمس بوفاة الطفل مؤمن خالد المحمد (سنة وعشرة أشهر) الذي توفي بعد رفض المستشفيات في الشمال استقباله للعلاج، حيث كان يعاني من ارتفاع كبير في الحرارة بسبب إصابته بمرض السحايا.

لا تستطيع إيمان والدة مؤمن تصديق ما جرى، «فمؤمن كان زهرة العائلة واليوم الزهرة ذبلت وتوفيت». أما خالد، والد مؤمن، فيبدو أكثر تماسكاً ويشدد على ضرورة معاقبة من تسبب بوفاة طفله، يقول: «سأقوم بمقاضاة مستشفيي الشفاء والنيني، والطبيب المعالج أ.م. لأنه يتحمل مسؤولية ما جرى مع طفلي». ويؤكد «ان مؤمن لم يكن يعاني من أي شيء وقد ارتفعت حرارته فاتصلنا بالطبيب الذي طلب منّا إعطاءه مخفضاً للحرارة، ومن ثم عاودنا الاتصال به لطلب موعد، فطلب منّا الحضور إلى عيادته في طرابلس حيث قام بمعاينة ابني وقال إن لديه التهابات في أذنه ووصف له حقناً». يقول: «لكنّنا طلبنا منه أن يدخله إلى المستشفى لإجراء الفحوص المخبرية، لأننا أحسسنا أنه لا يستطيع التنفس. عندها كتب الطبيب لنا ورقة لإدخاله إلى مستشفى دار الشفاء الذي رفض استقبالنا بالرغم من أنني دفعت مبلغ 500 ألف ليرة للصندوق، لكنّهم طلبوا مبلغ مليون وخمسمئة ألف ليرة، ولم تنفع كل محاولاتي لإقناعهم». يضيف: «ما يؤلمني انني كنت أرتدي الزي الرسمي، وقلت لهم يمكنكم الاتصال برئيس البلدية أو بالقائمقام إذا تخلفت عن الدفع. والأمر نفسه حدث في مستشفى النيني، وعندما اتصلنا بالطبيب لمساعدتنا قال لنا إنه لا يتدخل في الأمور المالية».

ويشير خالد إلى أنّ «الطبيب في مستشفى الخير أخبرنا ان مؤمن مصاب بالسحايا، ويلزمه عناية خاصة غير متوفرة لديهم، وطلب منا نقله إلى مستشفى دار الشفاء حيث توفي ابني عند وصولنا».

وكان وزير الصحة العامة علي حسن خليل أصدر قراراً قضى بوقف التعاقد مع «مستشفى الشفاء»، «بناء على التقارير المقدمة من الأطباء المراقبين التي تثبت أن المستشفى قد رفض دخول الطفل المحمد إلى المستشفى بحجة غير قانونية، علماً أن الطفل كان بحاجة الى المساعدة الطبية»، وفق بيان صادر عن خليل. وأكدّ خليل «متابعة التحقيقات لاستكمال الإجراءات وفق الأصول القانونية».

من جهتها، أوضحت إدارة «مستشفى الشفاء» أنّه «حوالى الساعة الثانية عشرة من يوم الثلاثاء الماضي اتصل الطبيب أ.م. يسأل عن مخصص الوزارة في المستشفى، فأُبلغ بنفاده، فطلب حجز مكان للطفل المحمد على حسابهم الخاص». ولفتت إلى أنّه «بعد وصول الطفل إلى الطوارئ تم فحصه وتبين أنّ حرارته 38.5 درجة مئوية، وأن حالته غير طارئة ما جعل أهله ينقلونه إلى مستشفى الخير لدخوله على حساب الوزارة».

وأشارت إلى أنه «عند الساعة الخامسة والنصف مساء عاد الأهل بالطفل إلى مستشفى دار الشفاء، ومن دون تنسيق مع المستشفى، وبعد استقباله في الطوارئ تبين أنّ الطفل قد توفي، وبذلت جهود لإنعاشه من دون جدوى». وأوضحت أنّ «نقل الطفل من مستشفى الخير إلى دار الشفاء ربما كان لإدخاله في قسم العناية المركزة للأطفال وهذه الخدمة غير متوفرة في الشفاء، وكذلك في مستشفى الخير».

إلى ذلك، أوفد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، بصفته رئيس «المجلس الأعلى للطفولة»، فريقاً اجتماعياً متخصّصاً من الوزارة لمقابلة عائلة الطفل المحمد، وذلك للاطلاع منهم على حقيقة ما حصل. كذلك أرسل أبو فاعور كتاباً إلى وزير الصحة طلب فيه تزويده بنتائج التحقيقات بملف الطفل المحمد لإجراء المقتضى القانوني.

تعليقات: