مطاردة بوليسية رافقت تحرير رجل الأعمال نجيب يوسف في طريق المطار

رجل الأعمال نجيب يوسف معانقاً ذويه في صور (حسين سعد)
رجل الأعمال نجيب يوسف معانقاً ذويه في صور (حسين سعد)


بدت عملية المطاردة الأمنية، أمس، مثل قصص الخطف في الأفلام السينمائية: العصابة التي خطفت رجل الأعمال نجيب يوسف في منطقة صور قبل ستة أيام، استلمت الفدية المالية من ابن المخطوف المحرر في طريق المطار، من دون تسليم المخطوف فوراً، ثم وقعت اشتباكات مسلحة بين الخاطفين والقوى الأمنية.

القصة، وفق مصادر أمنية لـ«السفير»، بدأت ليل أمس الأول، عندما أبلغ الخاطفون ابن المخطوف المحرر أنهم سيلتقون به في صيدا، بغية استلام الفدية المالية مقابل تسليم الأب. الفدية التي حددها الخاطفون في الاتصال الأول كانت ثلاثة ملايين دولار، ثم انخفضت أمس الأول إلى مليون ونصف المليون دولار، وانتهى المطاف أمس باستلامهم 140 ألف دولار!

وعندما أبلغ ابن المخطوف المحرر الأجهزة الأمنية بفحوى اتصال ليل أمس الأول، أخبره المعنيون في «فرع المعلومات» أن الخاطفين يريدون استدراجه شيئاً فشيئاً. مع ذلك، استكمل الإبن المفاوضات، بالتنسيق مع الأمن، وبالفعل عدل الخاطفون عن مكان التسلم والتسليم، إذ أخبروه أنهم يريدون الالتقاء في خلده.

كانت نصيحة الأمن للإبن، بعدما بدّل الخاطفون المكان من خلده إلى الأوزاعي، واضحة. إذ يقول مصدر أمني إنهم أخبروه أن العملية محفوفة بمخاطر عدة، أبرزها التوجس من تدخل طرف ثالث على الخط، والتوقيت المريب الذي حدده الخاطفون: الواحدة فجراً.

انصاع الإبن لنصيحة الأمن، فألغى العملية أمس الأول. في تلك الأثناء، كان «فرع المعلومات» يعزز نشر دورياته، من صور إلى المناطق التي سيسلكها الخاطفون لحظة الصفر. وكانت نتائج تحليل الاتصالات الثلاثة التي أجراها الخاطفون مع الإبن، قد حددت وفق التالي: بئر حسن، الأوزاعي، الكفاءات.

بذلك، كان الفرع جاهزاً لإلقاء القبض على الخاطفين، خلافاً للعمليات السابقة، التي كانت تنتهي بتسليم المخطوف وهروب الخاطفين. وعند الخامسة والنصف مساء أمس، توزع الخاطفون وفق أكثر من مجموعة، بينما انتظرت «مجموعة استلام الفدية» في سيارة عند طريق المطار. وبعد انتظار الإبن في سيارته لنحو ساعة، خرج رجل من أحد أزقة الرمل العالي، وفق المصدر الأمني، وتحدث مع الإبن ثم أخذ الفدية وغادر. كانت الدورية الأمنية جاهزة للقبض على الرجل، لكنها رفضت الأمر لأن يوسف كان في مكان آخر، وبذلك «فإن أي تدخل أمني من شأنه تعريض حياة المخطوف للخطر».

انتظر الخاطفون «اختفاء» الرجل الذي استلم الفدية المالية، ثم اتصلوا بالإبن وقالوا له: «والدك قرب محطة الأيتام في طريق المطار». وبينما توجه الإبن ليقلّ والده، بدأت المطاردة الأمنية تعقباً لمسار الخاطفين، من طريق المطار إلى صبرا فشاتيلا، حتى ترجّل الخاطفون من حافلة صغيرة عند مدخل مخيم برج البراجنة.

دخلوا المخيم سيراً على الأقدام، ولحق بهم أفراد الدورية الأمنية، وساد هرج ومرج في المخيم، ثم أطلق الخاطفون النار بينما كانوا يتوغلون في الأزقة، فتوجس أفراد الدورية الردّ خوفاً من وقوع إصابات مدنية، ثم انسحبوا.

وفي حين لم تسفر العملية عن إلقاء القبض على الخاطفين، ثمة في المقابل خيوط جدّية للتعرف إلى هوياتهم، تكمن في الاستفادة من الحافلة الصغيرة، وفق سبل عدة، أبرزها تحليل الحمض النووي («دي. أن. آي»).

تعليقات: