في جبيل.. «جنرالان» وبطريرك ولعب مكشوف على الزعامة

سليمان في نادي عمشيت وإلى يمينه زوجته ونجله والنائب وليد خوري، فيما يقف إلى يساره الوزير مروان شربل (دالاتي ونهرا)
سليمان في نادي عمشيت وإلى يمينه زوجته ونجله والنائب وليد خوري، فيما يقف إلى يساره الوزير مروان شربل (دالاتي ونهرا)


بدا خطاب الرئيس ميشال سليمان «العميشتي»، أمس الأول، أكثر وقعاً من خطاب القسم قبل اربع سنوات ونيف. الأخير فيه الكثير من شعارات لزوم ما لا يلزم وكل عبارة فيه نالت تمحيصا وتدقيقا وتنقيحا على رصيف رحلة الانتظار من اليرزة الى بعبدا. أمّا الأول، فـهو خطاب يذكر بمعظم العهود التي تجعل أي رئيس يبدأ لبنانيا وينتهي مارونيا بامتياز. في النبرة، «رجل التوافق» يغادر الوسطية. وفي التعابير، ثمة يدٌ تحاول الضرب على الطاولة، ولو متأخرة أربع سنوات.

لا حراجة في تسمية الوزراء «الحلفاء» بأسمائهم، ولا تراجع عن «دعم متكرر» لقوى الأمن الداخلي في «عملية ميشال سماحة»، ولا تبرؤ من لقاء المسؤولين السوريين في طهران، ولا تردّد في كشف أنّ الأخيرين بادروا نحوه وليس العكس. ولا خجل في تخصيص بلاد جبيل بجرعة مشاريع إنمائية، قبل أقل من سنة من موعد الانتخابات النيابية.

يكفي رصد بعض الأصداء عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» الأكثر «صدقاً» في نقل الواقع كما هو، لقياس درجات «التحوّل السليماني»: تحيّة للرئيس من هنا، وانحناءة لـ«رجل القصر» من هناك... إشادات من سياسيين لم تسمع قبل، وكثر شدّوا على يد «جنرال بعبدا».

وإذا ركزنا على البعد الجغرافي ـ السياسي للخطاب، نجد الرئيس صار في الملعب الانتخابي. لا مجال للمناورة أو للتكهن. «جنرال بعبدا» لن يقف مكتوف الأيدي في العام 2013، لا بل سيخوضه بـ«رجليه ويديه». وها هو حصانه: شربل ميشال سليمان.

يُقال إن انتخابات جبل لبنان النيابية، ستكون في كفّة، واستحقاق دائرة جبيل في كفّة أخرى. في بلاد الحرف للاستحقاق معنى آخر، ونكهة مميّزة. أرض الرئيس، وأبرشية البطريرك، و«الجنرال» ميشال عون ثالثهما... ثلاثة رجال سيلتقون بالوكالة في دائرة المقاعد الثلاثة: مقعدان مارونيان وثالث شيعي.

الجبيليون مسيّسون. استجابوا لدعوات المقاطعة المسيحية في 1992، واستردوا حماوة المعارك في زمن المشاركة وخاصة بعد العام 2005. هم أنفسهم كان ريمون إده يلهبهم بالحديث عن «المكتب الثاني» و«ارتكاباته» ومثله «الدستوريون» لأن الفريقين كانا يدركان تماماً من أين تؤكل أصوات أبناء منطقة جبيل.

نجح العماد ميشال عون في الدورتين الأخيرتين من انتزاع المقاعد الثلاثة من دون منافسة تذكر، مع العلم أنه واجه في العام 2005 لائحتين منافستين، فيما تصدّى في العام 2009 لكل الأخصام مجتمعين في لائحة واحدة، غلافها وسطي وعمقها آذاري: رئيس الجمهورية ميشال سليمان (وإن أصرّ على غسل يديه من اللائحة التي انضم إليها ناظم الخوري)، و«قوى 14 آّذار» متكتّلة وممثلة بفارس سعيد.

لجبيل نكهة انتخابية مميزة. في الاستحقاق الماضي، تجنّب ميشال سليمان الظهور المباشر على المسرح الانتخابي، ترك اللعبة لـ«الصديق»، المستشار، والوزير ناظم الخوري، لكن خصومه يدلّون بالأصبع على بصمات الرئيس: التوسط لدى اميل نوفل لسحب ترشيحه دعماً لتحالف قوى 14 آذار مع الخوري، التواصل المباشر مع رؤساء بلديات ومفاتيح انتخابية تحشيداً للإئتلاف، والمتابعة الحثيثة لكل شاردة وواردة انتخابية من دون اغفال استخدام النفوذ في الأجهزة وبعض مواقع السلطة والادارة.

اليوم، صار اللعب على المكشوف. جولات الرئيس الجبيلية، على مرأى من الجميع. من القرية الرياضية في جبيل، كانت البداية قبل شهر، مروراً بنادي عمشيت، والتي يفترض أن تليها زيارات مماثلة، خلال الأسابيع المقبلة.

على مسافة سنة من الاستحقاق المقبل، كلّ المؤشرات تدل أنّ سيناريو الدورة الماضية قد يتكرر. فالرئيس سليمان لن يترك جبيل للهواء البرتقالي، وسيحاول الخروج من استحقاقها مدعّماً بنائب على الأقل، سواء خاض المعركة بالأصالة أو بالوكالة. حتى اللحظة، لا شيء يدلّ أن التفاهم بين بعبدا والرابية وارد، على الرغم من الانسجام «الموضعي» الناجم عن تسوية الإنفاق التي جرى التوصل إليها لتزييت عجلات الحكومة.

لكن مواكبي هذه العلاقة «المتقلّبة» يجزمون أنّ «الجنرال الأصلي» لن يتنازل لـ«جنرال القصر» الذي سيغادر مقرّه «العاجي» بعد أقل من سنتين. لا داعي بنظر رئيس أكبر تكتّل مسيحي لمد اليد الى رئيس يعدّ أيامه الأخيرة، ولو كان هناك نيّة بحياكة تفاهم انتخابي، «لكان من الأفضل الاستعانة بـ«القدرات السليمانية» في الدورة الماضية وليس اليوم أو غدا»، كما يقول العونيون.

لا يحتاج خصوم سليمان إلى الكثير من الأدلة الحسية لحشره في خانة التفاهم غير المباشر مع «قوى 14 آّذار»، على حسابهم. يكفي برأيهم رصد أداء رئيس بلدية جبيل زياد حواط «الفاتح» على «تيار المستقبل» كي ينفضوا أيديهم من أي تحالف محتمل بين «الجنرالين». فرئيس البلدية يحاول إصباغ لونه السياسي باللون الكتلوي، وبأنه على مسافة واحدة من تيارات المنطقة وأحزابها، لكن سرعان ما تضيع جهوده في مستنقع الاشتباك بينه وبين «العونيين» على خلفية تعليق الصور في المدينة، كما يرى خصومه.

وعلى هذا الأساس، يقول الخصوم، إنّ حركة رئيس الجمهورية سترسو على تفاهم مع «قوى 14 آذار» في جبيل وكسروان. وهنا واحد من أسرار اللعبة المتداولة. يُقال أن خصوم «التيار الحر» الذين من المتوقع أن يلتقوا حول عنوان محدّد: إسقاط «البرتقاليين» في جبيل، يناقشون ملياً «بورتريه» الأسماء، إذ أن المطلوب انتقاء مرشحين مستقلين في الشكل، وآذاريين في المضمون، منعاً لاستفزاز الجمهور الجبيلي، وتحديداً الشيعي منه، ومحاولة استقطابه إلى أقصى الحدود.

فارس سعيد واحد من الأسماء الصعبة. رجل الأمانة العامة الأول، يملك قوة تجييرية وقد يكون اسماً «انتحارياً»، يعوق المعركة أكثر مما يسهّلها، فهو استفزازيّ ويقدّم بترشيحه خدمة مجانية للمنافسين. ولهذا هناك من يطرح امكان استبداله بشخصية أقل استفزازاً ومقبولة من تلك الفئات التي تلقّب بـ«المترددة».

ولكن الرجل قال كلمته: سأخوض المعركة مهما كلّفت من خسائر. بتقديره أنّ انكفاءه راهناً عن هذا الاستحقاق سيبعده كلياً عن الحلبة السياسية، وسيفتح بيديه بيوتات أخرى بعد إقفال بيته. ولهذا من الصعب وفق بعض المحيطين به، إقناعه بالإكتفاء بـلعب دور «صناعة» النائب البديل.

في بال الفريق الآذاري تجربة زحلة الانتخابية، تلك التي نامت على مرشحين مستقلين، واستفاقت على «كتلة قواتية» تولد من رحمها. وفي نيّتهم تعميمها جبيلياً. أما الأسماء البديلة فكثيرة، ناظم الخوري، فادي مارتينوس، جورج اميل نوفل، شربل ميشال سليمان، جان حواط... وغيرهم من الطموحين إلى دخول جنّة اللائحة الإئتلافية بوجه اللائحة العونية.

فالمطلوب برأي بعض المتابعين، هو «تنفيس» الصوت الشيعي، بمعنى تحييده ولو بشكل جزئي، لا سيما وأن أرقام نتائج انتخابات 2009 تدل بوضوح أنّ «القائمة البرتقالية» نجحت بفعل «الرافعة الشيعية» التي حملتها إلى صفوف البرلمان، واستعادة تجربة العام 2005 التي لم تكن لصالح «البرتقاليين»، مع العلم أن شيعة جبيل يتمتعون بخصوصية محلية، لا يمكن لـ«التكليف الدينيّ» وحده أن يحملهم إلى صناديق الاقتراع وفقاً لاعتباراته، ولا بدّ من عوامل كثيرة للتأثير في مزاجهم الانتخابي.

ولكن التخطيط شيء والتنفيذ شيء آخر. 14 آذار تعوّل على خلاف «البرتقاليين» مع «الثنائي الشيعي» وتحديدا مع «حليف الحليف» (نبيه بري)، مع العلم أنّ «العونيين» يؤكدون أن التفاهم الانتخابي خطّ أحمر. بتقدير خصوم هذا الفريق، إنّ الكلام السليماني عن لاسا خلال زيارته الإنمائية، أطاح بكلّ فرص تبريد الصوت الشيعي.

شربل سليمان رئيس نادي عمشيت الفخري، صار في قلب المشهد الجبيلي. يطرق باب الشأن العام من دارة والده العمشيتية. يرافقه في الزيارات إلى مسقط رأسه، يستقبل بعض الضيوف، يتابع بعض القضايا الخدماتية، ولو بخجل، فيما تهتم السيّدة وفاء سليمان بالواجبات الاجتماعية.

أما ترشيح حواط، فقد يثير اعتراض وزير البيئة، وقد يحول دون تشييد «البيت السليماني» سياسياً، فيما ترشيح ناظم الخوري قد يصبح حاجة ملحّة إذا ما قرر «الجنرال» إحالة وليد خوري إلى التقاعد النيابي.

للدورة النيابية المقبلة، ناخب جديد، كان خلال الدورات الماضية، حاضراً ولكن أقل تأثيراً: البطريرك بشارة الراعي الذي «خدم» لسنوات في أبرشية جبيل المارونية، وكان واحداً من أبرز «رجالاتها». اليوم صار سيّداً لبكركي، ويدرك الجميع أن رأس الكنيسة لن يكتفي بمراقبة الاستحقاق النيابي من بعيد، وستكون له لمسات كثيرة، وإن غير مرئية.

وبتقدير متتبعي الخطوات البطريركية، فإن الراعي قد يقدّم بعض «التوجيهات»، لكنه على الأرجح لن يحذو حذو سلفه الكاردينال صفير الذي لم يتوان عن دعم لوائح «14 آّذار» عشية فتح صناديق الاقتراع. أولا، لأن الراعي ليس مقتنعا بـ«القوات» أكثر من العونيين، وثانيا، لأنه لا يريد اغضاب الجمهور «العوني» الوازن، ولذلك، لن يتردد في تقديم مساهمات موضعية تعزّز موقع «السليمانيين».

على «الجبهة البرتقالية»، الأعصاب هادئة، وإن كانت غير مطمئنة. يقول زوار العماد ميشال عون أن الأخير يضع الدفاتر الحسابية إلى جانبه، تأخذه لغة الأرقام في هذه الأيام. ومن يعرفه جيداً يدرك أن الرجل لم يكن بهذه الحالة خلال الاستحقاقين الماضيين. لم يكن مسكوناً بالإحصاءات ونتائجها ومفاعليها، على عكس ما هو عليه اليوم.

بتقدير هؤلاء فإن «الجنرال» يقيس الأمور بميزان من ذهب، «لأن الغلط ممنوع في الدورة المقبلة». حتى اللحظة مرتاح لوضعه الجماهيري، لكن نتائج الدورة الماضية لا تطمئنه من ناحية خصومه كما «ضباطه».

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الانتخابات الأخيرة نال وليد خوري (أول الفائزين) 16196 صوتاً مارونياً مقابل 6152 صوتاً شيعياً، في حين نال فارس سعيد (أول الخاسرين) 16449 صوتاً مارونياً مقابل 190 صوتاً شيعياً.

ولهذا، فإن النواب الثلاثة وليد الخوري وسيمون ابي رميا وعباس هاشم، لا ينامون قريريّ العيون، لأسباب كثيرة أبرزها أن الإنجازات الإنمائية في جبيل لا تساعدهم في تحصين مواقعهم، كما أن أصداء التباينات الشخصية في ما بينهم والتي تجاوزت الأسوار الجبيلية، تزيد من النقاط السوداء في سجلهم الانتخابي.

...

..

.

سليمان «العمشيتي»: المواقع المارونية.. خطوط حمراء

داود رمال

خص رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بلدة عمشيت مسقط رأسه بزيارة «بيتية». وهو إذ تمكن من كسر طوق الحرمان الذي لطالما كان سمة لبلاد جبيل المشهود لها بتنوعها وعيشها المشترك تاريخيا، فإن ما تظهره الوقائع يؤكد الحاجة الى الكثير من الانماء..

أراد رئيس الجمهورية جولة عفوية عادية بلا ضجيج أو نقل تلفزيوني مباشر، برغم أهمية المواقف التي أطلقت. ومع هذا، خرج «العماشتة» للقاء ابنهم في المحطات التي شهدت إما تدشيناً لمشاريع أو إطلاقاً لمشاريع جديدة. غير ان «الجولة الإنمائية» كانت دالة سياسيا من خلال:

أولا، الخطوط الحمراء التي رسمها سليمان حول المواقع السياسية والدينية والعسكرية المارونية، التي تعمد تسميتها بالاسم وهي رئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية والمؤسسة العسكرية.

ثانيا، تمسكه بكل ما سبق وأعلنه حول قضية الوزير الأسبق ميشال سماحة وتهنئته قوى الأمن الداخلي، مشيراً إلى أن لا لقاءات سرية عقدها في طهران (في اشارة الى لقائه رئيس الحكومة السورية نادر وائل الحلقي) وكل شيء حصل على مرأى ممثلي أكثر من مئة وعشرين دولة وعشرات المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية، وتأكيده انه لا يقطع مع احد تحت سقف المصلحة الوطنية.

ثالثا، المعادلة الجديدة التي قدمها للوحدة بين اللبنانيين في مجابهة المخاطر وهي نزع أي لباس سياسي او مذهبي من صناع الشر والتوحد في مواجهة الشر أياً كان مصدره وفاعله لأن الشر لا طائفة ولا لون ولا دين له.

رابعا، الإطلالة الإنمائية ـ السياسية الأولى من نوعها والمدروسة شكلا ومضمونا، لنجل رئيس الجمهورية الدكتور شربل سليمان في محطتين، الاولى، اجتماعية، حيث ألقى كلمة في افتتاح مركز الخدمات الشامل في عمشيت وتأكيده وجوب تطبيق الطائف في مسألة الانماء المتوازن. والثانية في نادي عمشيت، حيث الكلام الشبابي ـ الرياضي المرتجل، لكن بطعم سياسي مدروس، عبر دعوته الشباب لمحاسبة ممثليهم عند الاستحقاقات حتى لا تبقى الوعود وعوداً.

وسجل لشربل انه كان متماسكاً وقال ما يريد قوله على مسمع ومرأى والده الذي بدا شديد الانصات لكل تعابير نجله الكلامية وانفعالاته الجسدية. ولفت الانتباه في خطاب نادي عمشيت لشربل انه عمد إلى الموازنة بين النهج الدستوري في مقاربة طريقة الحكم المرتكزة على الدستور وتطبيقه وبين النفس الكتلوي المتحرك من منطلق المحاسبة وتغيير الواقع نحو الأفضل.

خامسا، المواقف التي أطلقت لكل من الوزيرين وائل أبو فاعور وغازي العريضي والتي اظهرت حرصاً جنبلاطياً على دعم موقع الرئاسة الاولى وشخص سليمان في توجه لم يعهد في طريقة تعاطي الزعيم الاشتراكي مع كل العهود السابقة، والذي قابله سليمان بتأكيد ان حلفاءه هم أنصار الانماء المتوازن وتطبيق الدستور.

سادسا، كان لافتاً للانتباه تشديد سليمان، في جولته الثانية في جبيل في غضون أقّل من شهر، على أنه هو من طلب من وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي مطاردة خاطفي المواطنين السوريين في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكدا أنّ «الجيش سيستمر في ملاحقتهم».

من مرفأ عمشيت، حيث استهل جولته واضعا الحجر الأساس لمشروع إعادة تأهيل مرفأ الصيادين، أكد رئيس الجمهورية «اننا لن نلجأ الى الاتهام (في قضية ميشال سماحة)»، مشيرا إلى إن «هذه القضية هي من عمل القضاء الذي أطلب منه أن يقوم بواجبه وأن يحكم بالعدل، فلا للظلم ولا للتردد. وقد منحنا الغطاء الكامل للقضاء وللأمن».

وعن لقائه الأخير في طهران على هامش قمة دول عدم الانحياز الأسبوع الماضي برئيس الحكومة السورية ووزير الخارجية السورية، أكدّ سليمان ان «لا لقاء سريا جرى في ايران ونحن لم نعتد على اللقاءات السرية». وقال :«اللقاء كان علنياً، لكن لم يكن يوجد في القاعة المترامية الاطراف، إعلاميون، والمبادرة أتت من قبل رئيس الحكومة السورية ووزير الخارجية السورية وليد المعلم. وشكراً لهما لأنهما من قصداني من على مسافات بعيدة، لإلقاء التحية وقد تحدثنا عن الوضع. والكلام الذي قلته لهما هو عينه الذي قلته في اليوم الاول عندما ضبطت المتفجرات».

وإذ أكد أن «المناخ الجيد في لبنان لا يتأمن عبر انتقاد المؤسسات الوطنية وتوجيه التجريح اليها»، أشار رئيس الجمهورية إلى أنه لن يسمح ابداً بأن «يكون لبنان ساحة تزرع فيها الفتنة. لم ولن نخضع أبدا للابتزاز واطلب أيضاً مجدداً من القضاء ومن القوى الامنية الا تخضع لإملاءات الخوف والتهديدات والتلميحات».

وفي الشق الإنمائي، أكد سليمان أنّ الانماء المتوازن هو حق نص عليه اتفاق الطائف. وإذ لفت النظر الى أن «الحلفاء بالنسبة لرئيس الجمهورية هم الذين يخدمون الوطن والذين ينفذون الطائف»، أكدّ أنّ الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور اللذين حضرا الحفل «هما بكل فخر واعتزاز حليفا الرئيس بما يمثّلان، وإن كان هناك خلاف في بعض القضايا ومنها قانون الانتخاب، لكن هؤلاء الكرام لا زالوا حلفاء وسيبقون كذلك». وقال :«حليفنا أيضاً الوزير فيصل كرامي، ووزير الصحة (علي حسن خليل) الذي يعمل على بت مشاريع كثيرة في البلاد».

وقال «لنستعد ليصبح مستقبل لبنان زاهراً جداً، حيث ان كل الدول المحيطة بنا ستصبح ديموقراطية. ونحن لا ولن نتدخل بمن سيحكم أي نظام، بل ما يهمنا هو أن تسود الديموقراطية الدول العربية كي نستطيع ممارسة ديموقراطيتنا بشكل آخر»، مؤكدا أنه «لن يسمح أبداً بألا تحصل الانتخابات النيابية، وهي ستحصل».

كما كانت كلمة للعريضي سجّل فيها «حرص الرئيس على ابقاء موقع رئاسة الجمهورية متوازنا».

وعصرا تفقد سليمان مدخل بلدة بلاط الذي تم تأهيله عبر إنشاء مستديرة أطلق عليها اسم «الرئيس ميشال سليمان»، حيث أكد أن «مصلحة لبنان تأتي في المرتبة الاولى، ونحن مع كل شقيق او صديق يخدم قضية لبنان»، مشيرا الى «ضرورة رفع الصوت عاليا بوجه الشر الذي لا لون طائفيا او سياسيا له».

ثم انتقل بعدها سليمان الى كنيسة مار زخيا ـ عمشيت، حيث كان في استقباله راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون وكاهنا الرعية الاب شربل ابي عز والاب منير ابي سعد، فأزاح السـتارة عن تمثـال البطريرك ارميا العمشيتي.

ومساءً، افتتح رئيس الجمهورية «مجمّع الرئيس ميشال سليمان الرياضي» في نادي عمشيت الرياضي الذي انتقل اليه مساء بعد مشاركته في القداس الاحتفالي في كنيسة السيدة في عمشيت. وشدد في كلمته على ضرورة المحافظة على المواقع السياسية والدينية والعسكرية في لبنان، وقال: «لا يجرّبن أحد أبدا أن يمس بالبطريركية وشخص البطريرك ولا بالجيش اللبناني وقيادته، ولا برئاسة الجمهورية التي تمثل كرامة البلد»، مشيرا الى أن «كل شخص تناول هذه المقامات ارتد الامر عليه وسيرتد بصورة اكبر».

تعليقات: