تين كفرحمام أغلى .. لكن أطيب

 تين كفرحمام أغلى .. لكن أطيب
تين كفرحمام أغلى .. لكن أطيب


كفرحمام ـ

كل يومين يمتطي ابو عبدو ابراهيم (81 عاما)، حماره مع ساعات الفجر الأولى متجها نحو كرم التين خاصته، عند الأطراف الغربية لبلدته كفرحمام العرقوبية، سالكا طريقا زراعية معبدة نسبيا ومنها يسلك دربا وعرة وصولا الى كرمه المزروع بأكثر من مئتي شجرة تين على انواعه واهمها التين البويضي وهو الأغلى والأطيب، اذ "يباع الكيلو في البلدة بحدود ثلاثة آلاف ليرة وذلك بحسب الطلب"، وعندما يملأ سلاله يعود ادراجه حيث تنتظره أم عبدو.

ويشير ابو عبدو، الذي ما زالت زوجته تعينه "على الحلوة والمرة"، الى انه لا يبيع سوى التين المجفف او "اليابس"، كما يحلو لهم تسميته في المنطقة، لأن "التين الأخضر بحاجة الى سرعة اكبر في قطافه وفرزه وتعليبه ولكن انا ومرتي ما عاد عنّا همّة تكفّي، واولادنا يعملون في المدينة، لذلك اقوم بقطف التين البويضي وعلى سطح المنزل هناك شباك مغطاة باغصان الشيح، تساعدني ام عبدو بشرح التين ومده على الشيح لتجففه اشعة الشمس خلال عدة ايام، ومن ثم نقوم بتخزينه وبيعه للزبائن، لأنو تين ضيعتنا أشهر من نار على علم، ويصل سعر الرطل الى حدود 35 الف ليرة".

ام عبدو ورغم انحناءة ظهرها، ما زالت نشيطة وتتمتع بخفة ورشاقة في شرح التين ومده فوق الشيح، مستعينة ببعض الذكريات والأخبار التي باتت من الماضي البعيد والجيل الجديد لا يعرف عنها الا القليل، لا سيما عن المواسم الزراعية والكروم "التي تبكي اصحابها الغائبين عنها بحثا وراء لقمة العيش"، وتلفت الى ان "الضيعة كان فيها تين ومواسم اكثر من هيك بكثير، ولكن التهجير وصعوبة الحياة في الضيعة خلّت ولادنا يفتشوا عن رزقهم وحياة افضل، الله يوفقهم".

الحر الشديد وشمس آب اللهاب لا تمنع الزوجين من شرح التين، وفرحهما برزق ما زال يشكل لهما عيشة حرة واستغناء، خصوصا ان جنى الموسم يزيد عن قنطار من التين اليابس اي 100 رطل ويعني ذلك 250 كيلو، ناهيك عن مربى التين الذي تقوم ام عبدو بصنعه من التين المجفف او الأخضر.

وهذه ايضا ام كرم عطية (68 سنة)، يذهب زوجها منذ الصباح لرعي ماشيته فيما هي تذهب الى الحقل لقطاف موسم التين وتقوم ببيع بعض منه والبعض الآخر تشرحه وتجففه بمساعدة احدى بناتها، وهي تشرح التين فوق سطح المنزل. تعدد انواعه في البلدة من "البويضي والعسلي والحميري والبقراتي وكعب الغزال والشتوي"، مشيرة الى انها تهتم كثيرا "بصنع مربى التين، مونة للشتوية ومنبيع شوي للأصحاب، وخاصة من التين اليابس ونضيف له الجوز واللوز والسمسم واليانسون والمكسرات، يعني كل شي عنا طبيعي، مع العلم انو الأسعار ما بتكفي تعبنا يمكن بسبب صعوبة التصدير الى الخارج وما كان في مغتربين ومصطافين مثل السنة الماضية".

كفرحمام الشهيرة بتينها، يعتبر اهلها ان تربتها الرملية هي السبب في جودة تينهم وتميزه عن القرى المجاورة، وفي هذه الأيام كل منزل في البلدة فيه تين على انواعه وهو طبق الضيافة الأول، والأسطح مفروشة بالتين المجفف، وهي مقصد لكل من يريد شراء اي من انواعه.

 تين كفرحمام أغلى .. لكن أطيب
تين كفرحمام أغلى .. لكن أطيب


تعليقات: