أربعة ملايين قنبلة عنقودية موزعة على 185 بلدة

ضحايا القتابل العنقودية بالمئات
ضحايا القتابل العنقودية بالمئات


تزرع الموت والإعاقة وتحرم الأهالي حياتهم الطبيعية

(لا تقترب، لا تلمس، بلِّغ فوراً).. هذا هو شعار اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام التي تعمل بالتعاون مع العديد من الجهات لإزالة الألغام والقنابل العنقودية التي وزعتها اسرائيل قبيل انتهاء العمليات العسكرية بساعات قليلة الصيف الماضي حيث غطت نحو 37 مليون متر مربع وفاق عددها الأربعة ملايين قنبلة عنقودية. أما الإصابات، فقد فاقت الـ 250 إصابة منذ 14 آب 2006 تاريخ توقف العدوان وهو ما اعتبره البعض حرباً جديدة أخطر من أي حرب وهي الحرب العنقودية إذ أنها منتشرة عشوائياً في كل ناحية وصوب بين المنازل والمدارس والحقول الزراعية وغيرها. النتيجة واحدة الألغام عبارة عن سلاح سهل الصنع ورخيص الكلفة يستعمل عادة مطموراً أو مموهاً لينفجر على اثر مرور شخص أو آلية عليه وأحياناً على مسافة منه. وتختلف الألغام بأشكالها وأنواعها وقد تصنع من المعدن أو الخشب أو البلاستيك. وهناك ألغام مضادة للأفراد وأخرى مضادة للآليات وألغام مضيئة. أما القنابل العنقودية، فهي أسلحة مثيرة للجدل تتكون من عبوة تنكسر لينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة في الهواء يتم توظيفها للهجوم على أهداف مختلفة مثل المدرعات والعربات والأشخاص. وهي تحدث عند انفجارها أضراراً وإصابات في مساحات شاسعة. كما ان فعاليتها غير محدودة فقد تطمر عشرات السنين ويمكن أن تنقل من مكان الى آخر بسبب العوامل الطبيعية وحسب الظروف المناخية وبالتالي يصبح من الصعب جداً إزالتها أو تحديد مكانها. وهذا يعني أن مرور الزمن والعوامل المناخية السيئة يشكلان خطورة أكبر إذ أن ذلك قد يؤدي الى انفجارها بسهولة لأنها تصبح صدئة وأكثر حساسية. حملات التوعية وفي هذا الإطار، تحدثت الناشطة في كلية الصحة في جامعة البلمند عن أهمية التوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية الأمر الذي يتم العمل عليه منذ أن توقفت الحرب وذلك ضمن حملات في المدارس والقرى الجنوبية. كما تؤكد عون على ضرورة تكثيف حملات التوعية لتتماشى وحجم المشكلة حيث يوجد الكثير من الجهات المانحة التي ساعدت لبنان في فترة الحرب وما بعدها ومن ضمنها مساعدات تتعلق بالتوعية من مخاطر الألغام وكذلك عملية إزالتها قدمتها الإمارات العربية المتحدة والسويد. وهناك فريقان سويسري وبريطاني ساهما في الحملة بالاضافة الى المساعدات الشعبية النروجية.

التقرير

وقد جاء في تقرير للمكتب الوطني لنزع الألغام أن العدو الاسرائيلي قام برمي أنواع متعددة من القنابل العنقودية على الأراضي اللبنانية.

ومن الأنواع التي استعملت (M42) و(M46) التي تُطلق بواسطة قذائف المدفعية وكل قذيفة تحمل 88 قنبلة عنقودية يمكن أن تلوث مساحة تصل الى حوالى 22 ألف متر. كما أطلق العدو قذائف صاروخية من نوع (M26) تحمل كل واحدة 422 قنبلة عنقودية من نوع (M77). وهناك أيضاً قذائف صاروخية من نوع (M268) التي تحمل 518 قنبلة عنقودية من نوع (M85). وتم اكتشاف وجو قنابل عنقودية من صنع اسرائيلي.

يؤكد تقرير المكتب الوطني لنزع الألغام أن كل هذه الأنواع المذكورة تعتبر ازدواجية الاستعمال أي أنها مضادة للأشخاص والآليات مما زاد من خطورة إزالتها في ظل عدم وجود مخططات لحقول الألغام أو القنابل العنقودية التي زرعت عشوائياً. هذا بالإضافة الى العوامل الطبيعية كالرياح والأمطار.

185 بلدة

أشار مركز التنسيق لنزع الألغام التابع للأمم المتحدة في صور الى وجود القنابل العنقودية في 185 بلدة ومدينة جنوبية حيث عمدت الطائرات الاسرائيلية الى رميها في الأيام الأخيرة للعدوان والتي بلغ عددها نحو أربعة ملايين قنبلة عنقودية لتغطي 37 مليون متر مربع من الأراضي وهي أراضٍ زراعية وحول المنازل والمدارس مما يشكل خطراً كبيراً على حياة أبناء تلك البلدات حيث بلغ عدد الإصابات بالقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة منذ 14 آب 2006،� 242 إصابة من بينهم 32 شهيداً و210 جرحى أصيب معظمهم بإعاقات دائمة.

القانون الدولي

يحظر القانون الدولي استعمال الألغام والقنابل العنقودية التي لا تميز بين المدنيين والعسكريين والتي تسبب آلاماً وأوجاعاً غير مجدية وتنتج عن استعمالها أيضاً أضرار كبيرة نسبة الى الهدف العسكري المنوي تحقيقه.

وقد أشارت عون الى العمل الذي يجري للتوصل الى قانون دولي مخصص حظر استخدام القنابل العنقودية حيث اجتمعت مجموعة من الدول ومنظمات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وتحالف الذخائر العنقودية ومنظمات إنسانية أخرى لمناقشة كيفية عنونة المشاكل الانسانية الناتجة عن الذخائر العنقودية عملياً.

وقد توصلت تلك الجهات الى عدة نقاط إدراكاً للعواقب الهائلة التي يسببها استخدام القنابل والذخائر العنقودية وهي:

- التوصل في غضون عام 2008 الى صك قانون دولي شامل سوف:

1- يحظر استخدام وإنتاج وتخزين الذخائر العنقودية التي تسبب أذى غير مقبول للمدنيين.

2- تأسيس إطار عمل للتعاون والمساعدة يؤكد تقديم الرعاية وإعادة التأهيل الكافيين للناجين من الذخائر العنقودية وتطهير المناطق الملوثة وتعليم المخاطر وتدمير المخزون من الذخائر العنقودية الممنوعة.

- لحظ اتخاذ خطوات على المستوى الوطني لعنونة المشكلة.

- مواصلة العمل في إطار القانون الدولي الانساني والمنتديات ذات الصلة لعنونة التحديات الانسانية التي تشكلها القنابل العنقودية.

حتى الآن لا يزال هاجس القنابل العنقودية هو الهم الأساسي لدى المواطنين وخصوصاً المزارعين إذ أن تلك القنابل منتشرة في البساتين وبين الأشجار مما حرمهم من عدة مواسم زراعية الى أن اعتبرها البعض بمثابة الاحتلال نظراً لعدم تمكنهم من العمل في أرضهم في ظل وجود آاف القنابل التي لا تزال متناثرة فوق غالبية الأراضي في الجنوب.

تعليقات: