النفط العربي واقتصادنا... سلاح بيدنا أم مسلط علينا؟

النفط العربي واقتصادنا... سلاح بيدنا أم مسلط علينا؟
النفط العربي واقتصادنا... سلاح بيدنا أم مسلط علينا؟


اصبح النفط منذ أكثر من قرن مادة أساسية في حياة العالم بأجمعه وتزداد أهميته لدى الدول الصناعية إنه عصب الحياة وشرايينها بل وتتعاظم أهميته أثناء الحروب وهو ضرورة ماسة للاستراتيجيات الجديدة في حروبها سيما بالنسبة لأمريكا فهو يعوضها عن استهلاك الاحتياطي العسكري المتوفر للقوات الأمريكية ويقول الكاتب "ستيف بيتيف" أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة "أولد دينيون" وفي كتابه "أمريكا ومستقبل النفط" "إن أهمية منطقة الشرق الأوسط كمصدر للنفط سوف تأخذ في الزيادة ومعها يصبح العالم اكثر احتياجاً لها واعتماداً عليها، والآن تساهم دول الشرق الأوسط بحوالي ثلث الإنتاج العالمي من النفط وتحت أراضيها يقبع ثلثا الاحتياطي منه، وعندما يشهد العالم نضوباً للنفط لن تكون هناك سوى هذه المنطقة معيناً له، ويأتي توقع نشوب صراعات كبرى بين القوى العظمى حول النفط. مثل تلك الصراعات لن تقتصر على الدول العظمى وحسب فكثيراً ما ردد إبن لادن بأن الأمريكيين يسرقون النفط العربي والمسلمون ينظرون إلى الغزو للعراق على أنه محاولة لاغتصاب النفط، وربما أدى تصاعد حدة المخاوف إلى دفع الولايات المتحدة والقوى العظمى إلى تأمين مواردها النفطية بطريقة قد تثير صراعات واسعة مع العالم الإسلامي ".

>

> الأمريكيون يستخدمون 25% من الطاقة العالمية في حين انهم لا يمثلون سوى 5% من نسبة عدد سكان العالم وصحيفة نيويورك تايمز ذكرت في تقرير لها تقول " ان القوات الأمريكية تسعى لتوسيع وجودها في البلدان الإفريقية الشمالية المحاذية للصحراء عن طريق سلسلة من اتفاقات الانتشار والمناورات التدريبية بحجة محاربة الإرهاب في المنطقة، إن المنطقة قادرة على إنتاج أربعة ملايين برميل من النفط يومياً.

>

> وهكذا فالمتوقع ان تكون منطقتنا ساحة لحروب نفطية بين الدول العظمى، إضافة إلى حربنا الدائمة مع إسرائيل رغم رفع شعارات السلام والاحتلالات القائمة والقواعد العسكرية، ومؤامرات الحت والتفتيت في بنياننا وبنيتنا والسؤال أمن أمة تعرضت لما نتعرض له وعبر زمن طويل ؟؟!...، إنها المآسي التي تبيت لنا ويكمن الخطر كل الخطر من المحافظين الجدد الرا سمين للسياسات والمنفذين لها . ان جماعة المحافظين الجدد لو بحثنا عن منابتهم ومرجعياتهم نجدهم ينتسبون إلى كتلتين اقتصاديتين في الولايات المتحدة، احتكارات الصناعات العسكرية و كارتل شركات النفط الكبرى إضافة إلى لوبيات نشأت وفي مقدمتها اللوبي الإسرائيلي والمسيحيين الصهاينة"

>

> ان كل القياديين في عهد الرئيس السابق بوش كانوا في مناصب رئيسية لشركات الأسلحة والاحتكارات النفطية وكان من بينهم ( حامد قرضاي ) الرئيس الأفغاني الحالي وهو من كوادر "شيفرون" - وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات مقرها في سان رامون - كاليفورنيا بالولايات المتحدة. تتواجد شيفرون وتعمل بأكثر من 180 بلد حول العالم وتشارك في كل جانب من جوانب الغاز والنفط وصناعات الطاقة الحرارية، بما في ذلك الاستكشاف والإنتاج؛ التكرير والتسويق والنقل، تصنيع ومبيعات الكيماويات. وتعتبر شيفرون على مدى السنوات الخمس الماضية واحدة من أقوى وأكبر ست شركات في العالم في مجال النفط. كما تحتل شركة شيفرون المرتبة الخامسة باستمرار بوصفها واحدة من أكبر الشركات في أميركا - وبعد تنحيتهم عن القيادات في فترة الرئيس كلينتون بادروا إلى إنشاء مؤسسات للتفكير والبحث والضغط ومن المؤسسات "المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي" وكان يضم في عضويته كلاً من ديك تشيني نائب الرئيس الحالي وجون بولتون السفير السابق في الأمم المتحدة ودوغلاس فبث نائب وزير الدفاع، وتأثير الاحتكارات واضح في توجيه السياسات الخارجية في العالم عموماً وفي المنطقة العربية خصوصاً سيما في دعم الحليف الاستراتيجي (إسرائيل) وتأثيرهم ينسحب على الأوضاع الداخلية الأمريكية أيضاً، إذ يذهب كثيرون إلى ان اغتيال الرئيس كيندي تم بتدبير من هذا المجتمع لأنه لم يجاريه في إشعال حرب الهند الصينية (فيتنام) الأمر الذي حققه نائبه جونسون مما شكلت استثماراً فائق الضخامة للاحتكارات العسكرية وهزيمة فيتنام أوصلت كارتر للرئاسة وهو بعيد بعض الشيء عن المجمع الصناعي العسكري وقد سميت فترته بالعهد السلمي، وجاء بعده الرئيس ريغان وعاد إلى منطق الحروب فكانت استراتيجية حرب النجوم وعاد المحافظون معه وارتفع استهلاك النفط وكان "هارولد بروان" وزيراً للدفاع وقال يومها بتاريخ 25/2/1979 على شبكة "سي بي أس نيوز" " إن تدفق النفط من الشرق الأوسط هو بوضوح جزء من مصلحتنا الحيوية وانه يبرر أي فعل مناسب للحفاظ على مصالحنا بما في ذلك استخدام القوة " وحرب الخليج بدعوى تحرير الكويت أدت إلى تثبيت الوجود العسكري الأمريكي المباشر والدائم في الخليج العربي وأدت لإحداث الخلل الاستراتيجي في موازين القوى الإقليمية لصالح إسرائيل بعد ضرب القوات العراقية... وما يجري حاليا من محاولات لضرب اخر الانظمة العربية المقاومة وهو النظام السوري كل ذلك وكما ذكرت سابقا يصب في سياق واحد الا وهو المصلحة الاسرائيلية وحليفتها الولايات المتحدة الاميريكية.

>

>

>

> ولكن ماذا عنا كأمة عربية بمختلف اطيافها ؟!...

>

> مع كل هذا الواقع الذي عشناه ونعيشه الان ,الآمال تتبدى وللظلم نهاية وللانحرافات نهايات وتبقى الإنسانية بنزوحها المستمر نحو الركائز الأخلاقية والتي يتمنى جميع أعضائها أن يعيشوا في وئام وسلام...

>

> رغم عمق معارفنا والتجارب التي عاشتها امتنا لأكثر من قرن وتنوع الاحتلالات وازدياد ضحايانا البشرية، وتفنن أعدائنا بفنون القهر والظلم والنهب وبتسليط محا سيبهم على رقابنا نتألم اشد الألم ونحن نسمع ونقرأ أن حجم الصادرات الأميركية للعرب يتوقع أن تبلغ 117 مليار دولار بحلول عام 2013 من تقديرات بنحو 68 مليارا عام 2010 وان 75% من إجمالي التجارة العربية مع أمريكا، أننا نضخ الدم في أجساد أعدائنا ونساعد على تأجيل تدهورهم ومكافآتهم لعطاءاتنا المزيد من القتل والدمار والاحتلال... وينبهنا تقرير التنمية العربية لعام 2004 والذي نشر بعد تعديل ومحاولات منع نشره يذكرنا بأن ثقباً أسوداً لدينا كالثقب الأسود الذي بدأ يتوسع في الفضاء فيسمي التقرير بعضاً من دولنا كل واحدة بدولة الثقب الأسود الفلكية حيث تشكل السلطة التنفيذية ثقباً اسوداً يحول المجال الاجتماعي المحيط به إلى ساحة لا يتحرك فيها شيء ولا يفلت من مسارها شيء ويركز على الفساد المسكوت عنه حيث يسمح للأنصار المقربين باستغلال مناصبهم بالأثراء غير المشروع في حين يظل (تطبيق القانون) عليهم سلاحاً مشهراً لضمان استمرار ولائهم الكامل.

>

>

>

> وماذا بعد ؟!...

>

>

>

> كانت قراءة حرصت في كل حرف منها، على توجيه النظر الى اهمية القطاع النفطي وتزايد دوره اقليميا ومحليا وعالميا وايضا الى قدر الدعم التي تقدمه دولنا العربية لاميريكا وبطريقة غير مباشرة لاسرائيل ، والوقاية أساسية للحماية من الأمراض الفكرية التي راحت تصيبنا وبأكثر من طريق بفعل عوامل خارجية ومحلية أحيانا، والغرض من ذلك إيصالنا إلى مراحل متقدمة من اليأس لنفقد بعدها الارادة وفقدان الإرادة الطريق الحتمي للهزيمة. إنها الاستراتيجية ومن عرفها وفهم فحواها فالقدرة لديه تتنامى لمعرفة الحقائق بل لتوقعها قبل وقوعها والجزئيات والتكتيكات تفهم في إطار الأهداف الأساسية فأن الذهن المعرفي عصي على الاختراق.

>

> لقد اعتبرنا من دول الفجوة ودول الفجوة من سماتها الفقر والفقير لا هم له إلا الوقوف على الأبواب والاستجداء ... إن الاستجداء المالي عار... والعار الأكبر يظلل الاستجداء السياسي. وكذلك يظلل العمل بعكس المنطق ,إن العشيرة المهددة يتجمع أفرادها وينسون خلافاتهم ويتحدون في وجه التهديد، ونحن نغلب خلافاتنا على الوحدة ونزيد ونزايد على حدتها لنبقى منفصلين... والأغراب يتوحدون ونحن نرسم الحدود ونكرسها، وبينما يقول (تشرشل) والذي حقق النصر لبلده (لكي نفاوض يجب أن نتسلح) والبعض منا يطالب وبجرأة آهل السوء بنزع سلاح المقاومة ويأتي آخر ليطالب بتعزيز مسيرة السلام والدماء تسفك على ارض بلاده يومياً، ويساهم علانية وبشكل مباشر ومن فوق الطاولة بدعم انشقاققين وانفصاليين لتقسيم الامة العربية وانهاء المقاومة العربية وذلك كما قلت يحصل الان في سوريا البلد الشقيق وتكرس ذلك في دعم انفصال السودان الى دولتين وتعزيز التواجد الاميريكي الاستخباراتي في المنطقة والتواجد الاسرائيلي يضا.ولكن لاننسى انه في ايامنا هزمت قوة الإرادة والصمود القوة الإسرائيلية في جنوب لبنان وكانت المقاومة وحزب الله.

>

> وفي العراق حيث لم يتوقع كبار الباحثين والسياسيين أن يقاوم احتلالهم فرد واحد بل منوا أنفسهم بأنهم سيستقبلون بالورود والرياحين والزغاريد لكن الإرادة انبعثت من أعماق الشعب العربي العراقي وكانت المقاومة وانتصاراتها على الصعيد الميداني في زيادة الأعباء المالية على الغزاة، وانتشار الأمراض النفسية بين الجنود و انسحابات تمت وبوادر النصر آتية وفي الأراضي العربية المحتلة من فلسطين الى الجولان المحتل الى الجزء الباقي من اراضي جنوبنا الغالي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغخر, ورفض سياسات الاستجداء والوقوف على الأبواب. فلنرفع جميعنا شعار الحرية لكل فرد في وجه أعداء الخارج والمتسولين من داخل وحتماُ سنحرز النصر لأننا عرفنا الطريق و شحذنا الإرادات وآمنا الإيمان العميق بأن الله ناصر دينه، وهلوسات الأعداء الدينية يقابلها كلام الله جل جلاله فان النصر من عند الله عز وجل وان الله لناصر لامته وكتابه ان هذا قدر امتنا وشعبنا وسنكمل المشوار في رحلتنا المضنية والتي قد تطول وزادنا فيها الحرية ثم الحرية والمقاومة بكل أساليبها العسكرية والاقتصادية والفكرية.

>

> إنها الإرادة ونستمدها من إرادة الله رب العالمين ومن نبينا العربي محمد صلى الله عليه واله وسلم

>

>

>

>

>

> سلام محمد ظاهر - بيروت

>

>

>

>

>

>

>

تعليقات: