أحلام وكنوز


وقفَت ندى على رصيف جسر يربط شرق الحياة بغربها ..

من تحتها نهر يجري، مياهه صامتة وصخوره صامتة لكن في تخاطبهما خرير..

من ورائها سيارات تمرّ، بعضها نحو الشرق وبعضها نحو الغرب وفي سيرهم ضجيج..

* * *

وقفَت على رصيف الجسر ..

في يدها وردة وحيدة، وردة الوداع، وردة بيضاء;

تتذكر أياماً مضت كان الحبيب يهديها باقات من الورود الحمراء...

...

يلامس جسدها هواء خفيف فيه برودة كبرودة الوداع;

وقفت تتذكر أياماً لن تعود لحبيب كان يغمرها بدفء حنانه قدر المستطاع..

...

في بالها آخر جملة "انتهى الحب وما عاد ينفع اللقاء";

وهي تتذكر أياماً ولّت كان الحبيب شاعراً في الحب والغزل والإغراء..

* * *

ومن ثم ...

رمت الوردة في النهر كي لا تتذكر الباقات،

وإرتدت معطفاً سميكاً كي لا تشعر ببرد الوداع،

وعادت الى منزلها وبدأت تقرأ قصة لكي تطرد من بالها جملة الفراق..

.....

كانت القصة تتناول حياة رجل ترك منزله القديم بحثاً عن كنز من الذهب، وظل لسنوات عديدة يبحث عن الكنز لكنه لم يجده. وإذْ عاد الى منزله، وجد أن بيته يعتبر من الابنية الأثرية وقيمته توازي قيمة كنوز من الذهب.

* * *

وعندما انتهت ندى من قراءة القصة، نظرت الى المرآة فرأت كم أن قصتها مع الحبيب تشبه قصة الرجل الباحث عن الكنز..

* *

لكل امرئ كنزه. وقد يكون بالنسبة له في قرب الحبيب، أو الذهب والجواهر، أو الشهادة العلمية، أو المركز والوظيفة، أو لقاء الأهل والأقارب (كنزي), أو العودة الى الوطن، أو الهجرة منه ....

فإذا كان الكنز بعيداً، المهم على المرء أن يفكر ويثابر في عملية البحث.. أما إذا كان الكنز قريباً، المهم على المرء أن يعرف قيمته ولا يبحث عنه بعيدا

تعليقات: