دراسة: الحرب وأزمة «المعتدلين العرب» (1/2) - الدور المصريّ

الرئيس المصري حسني مبارك (أرشيف)
الرئيس المصري حسني مبارك (أرشيف)


«هي الحرب الأولى...». هكذا يمكن أن نقول عن «الحرب السادسة» التي اختلفت خريطة تحالفاتها عن الحروب السابقة. فقد أفرزت حرب تموز 2006 أحلافاً جديدة على تاريخ الصراع بين العرب وإسرائيل. لا يقتصر الأمر على إعلان الولادة الفعلية لحلف «المعتدلين العرب»، بدون إعلان رسمي، لكنّه يشمل أيضاً «الفوضى الخلاقة» التي تدار بجهاز التحكّم عن بعد. وأتت كوندوليزا رايس إلى المنطقة بهدف واحد: تكوين مركز معتدل يحارب «أطراف» المقاومة الراديكالية

برزت القاهرة بعد حرب تمّوز عاصمةً محوريّة في حلف «المعتدلين العرب» في مواجهة «الإرهاب». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد وصلت غداة انتهاء الحرب إلى المنطقة، حاملة أجندة جديدة: الأمن أوّلاً، وقبل كل شيء. وهذا يتطلب إخراج «حماس» من المعادلة أو إعادة وضعها في ترتيب جديد برعاية سورية، وتدعيم النظام المصري من جديد لأنه «قلب الاعتدال» العربي وقائد عملية إنقاذ أميركا من المستنقع العراقي.

برزت إذاً تركيبة جديدة لم تكن مفاجئة، لكنها كانت قبل حرب لبنان صعبة. الحرب جمعت الأشباه، ورتّبت معسكرات الصراع في المنطقة، ورسمت حدود الخيال الذي سيحرّك المعارك: خطر قنبلة الشيعة على المحيط السنّي، والتبشير بحرب على الهوية كما يحدث في العراق، الخوف من أحزاب المقاومة على تماسك الدولة كما في لبنان، التحذير من إعادة توزيع الثروة كما يمكن أن يحدث في السعودية إذا انتصر الشيعة. وكانت الحرب فرصة لأنظمة تترنّح بأن تجري عملية قلب مفتوح، وتجدِّد شرايين علاقتها المسدودة مع أميركا.

كما أنّه، خلافاً للتحالف الثلاثي بين مصر والسعودية وسوريا الذي طالما وصف بقاطرة العمل العربي المشترك، فإنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان أتاحت الفرصة لخروج سوري مفاجئ لمصلحة دخول الأردن، في مشهد يعكس إلى حد ما الشرخ الذي أصاب العلاقات المصرية السورية من جهة، والعلاقات السورية السعودية من جهة أخرى.

في تناغم واحد خرجت العواصم الثلاث، عمان والقاهرة والرياض، بمواقف تدين أسر حزب الله اللبناني للجنديين الإسرائيليين وتحمّله مسؤولية العدوان الإسرائيلي.

اتّفق الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني عبد الله الثاني على انتقاد العملية التي قام بها حزب الله. كما حذّرا «من انجراف المنطقة إلى مغامرات (في إشارة إلى عملية حزب الله) لا تخدم المصالح والقضايا العربية». كما انتقدت السعودية، هي الأخرى، بصورة غير مباشرة «تصرّفات» حزب الله، ووصفتها بأنّها «مغامرات غير محسوبة». وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) يوم الخميس 13/7/2006، قالت السعودية إن «المملكة تعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية والمغامرات غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة، ومن ورائها دون الرجوع إلى السلطة الشرعية في دولتها ودون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية».

هذا التوافق غير المعهود منذ مدّة بين مصر والأردن والسعودية تجاه حزب الله، دفع مراقبين إلى التكهّن برغبة ثلاثية في التخلص من حزب الله، وهو ما عبرت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قبل أن يخرج مبارك لينفي بحزم ما نشرته عن إقامة مصر والأردن والسعودية وقطر ما أسمته الصحيفة «جبهة عمل» ضد حزب الله تعمل سرّاً لحلّ الحزب وإبعاد النفوذ الإيراني عن لبنان.

آنذاك شدد مبارك على أن مصر مثلما تحرص على عدم تدخل أحد في شؤونها الداخلية، فإنها تحرص أيضاً على عدم التدخل في شؤون أي دولة أخرى، وإن حزب الله شأن لبناني داخلي يهمّ اللبنانيين أساساً، ولا تتدخّل مصر فى أي أمر يتعلق به. وأكد، في المقابل، أن إجراء اتصالات مصرية أردنية وسعودية هدفه الأساسي احتواء الموقف المتفجّر حالياً في المنطقة ومساندة الشعبين اللبناني والفلسطيني، وليس التدخل في شؤون الآخرين.

في الواقع، عمدت هذه الاتصالات إلى منع عقد قمة عربية طارئة كانت عواصم عربية مثل طرابلس وصنعاء تطالب بها. وأُبلغ عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، التغاضي عن صلاحياته الممنوحة له وفقاً للتعديلات التي جرت في قمّة الإسكندرية عام 2000 على ميثاق الجامعة العربية المبرم عام 1945 بالدعوة إلى قمة عربية عاجلة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

يقول دبلوماسى عربي كبير عايش هذه الأجواء لـ«الأخبار»: «كانت يد موسى مغلولة. فلا هو يستطيع تجاوز التحفّظات المصرية السعودية على القمّة، ولا هو يرغب في إغضاب الرئيس مبارك الذي منحه منصبه».

القصة بدت هزلية ومضحكة ومؤسفة للغاية. فقد تقدّم اليمن بمذكرة رسمية إلى موسى يطلب خلالها عقد القمة. كان الأمر يستلزم الحصول على نصاب قانوني لم يكتمل. فدولتان فقط من أصل ثلث النسبة المطلوبة أيّدتا الطلب، ليعود اليمن ويعلن في 23 تموز سحب دعوته، في مشهد عكس إجمالاً مستوى الأداء العربي الهزيل في قمّة رأسه وفي أخطر مؤسساته وأرفعها.

يومها، قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن بلاده، تقديراً منها لما تقتضيه مصلحة الأمة والحرص على عدم حدوث أي انقسام في الصف العربي، فإنّها تأسف لاضطرارها إلى إيقاف مساعيها لانعقاد القمة الطارئة، وتعبِّر عن تثمينها وتقديرها العالي للدول التي استجابت للدعوة وتفهمها في الوقت نفسه لظروف الدول التي لم تبلغ الموافقة».

الرحلة المصريّة

بدأت عجلة الاتّصالات عملياً عندما تلقى الرئيس مبارك تقرير معلومات يرسم صورة خطيرة للرد الإسرائيلي على خطف حزب الله للجنديين الإسرائيليين. كانت مصادر المعلومات المصرية تقول إنّ تل أبيب تنتظر هذه العملية لتسعى للتخلّص من حزب الله نهائياً.

تحرّك مبارك سريعاً، وأجرى سلسلة من الاتصالات الهاتفية السرية مع إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، طالبه خلالها بعدم التصعيد وفسح المجال لمحاولة وساطة مصرية عبر سوريا لإنهاء عملية الخطف.

لكنّ التصوّر الإسرائيلي كان يرى أن تصفية حزب الله سيخلق واقعاً استراتيجياً جديداً في المنطقة، ويفرض على لبنان متغيرات لا حصر لها. ووفقاً لتقرير سرّي اطّلع عليه مبارك من أجهزة مخابراته، كان لدى الإسرائيليين تصور أن لديهم فرصة للتخلص من سلاح حزب الله والخطر الذي يمثله بالنسبة إليهم. وهم يحاولون استثمار هذه الفرصة الآن بالاستمرار في القصف لوقت غير قصير، وربط وقف القتال بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الذي يقضي بنزع أسلحة الميليشيات العسكرية في لبنان.

ردّاً على اتصالات مبارك، سعى أولمرت إلى كسب المزيد من الوقت، فأوعز إلى مبارك أنّه سيمنحه وقتاً لمعالجة المشكلة. وفي يوم الأربعاء (12 تموز 2006)، أوفد مبارك على عجل وزير خارجيته أحمد أبو الغيط والسفير سليمان عواد، الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إلى دمشق لإبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد رسالة شفوية استهدفت الاستفسار عن أمر واحد: إلى أيّ مدى دمشق متورّطة في عملية حزب الله؟

وفقاً لما نقلته مصادر مصرية، حذّر مبارك الأسد من دخول سوريا الحرب، وإنها ستكون وحيدة فيها إذا ما سعت إلى مغامرات عنتريّة. كما طلب أيضاً من الرئيس السوري استخدام نفوذه لدى حزب الله لمنع التصعيد. ولفتت المصادر إلى أنّ بشار وعد في المقابل بمحاولة بذل جهود لدى حزب الله.

لكنّ الأسد فاجأ المبعوث المصري باقتراح مباغت عندما طرح عليه فكرة إجراء حوار مباشر بين القاهرة وحزب الله. وجاء الردّ سريعاً: تولّوا أنتم الاتّصال بحسن نصر الله، وأطلعونا على ردّه.

صرّح مبارك لاحقاً بأنه أوفد أبو الغيط إلى دمشق في وقت مبكر ليتولّى السوريّون الاتّصال بحزب الله، وذلك من أجل احتواء أزمة اختطاف الجنديّين الإسرائيليين قبل أن تبدأ العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان.

كان اللقاء، كما وصفته المصادر، متوتّراً. وراح الأسد يدافع عن سياسته تجاه لبنان وينفي أي علاقة لدمشق بعملية حزب الله. غير أنّ هذا النفي كان يتعارض مع مصادر معلومات أميركية وإسرائيلية تدفّقت على القاهرة، وكلّها تؤكّد تورّط دمشق بخلط الأوراق وإعادة المنطقة مجدّداً إلى المربّع صفر.

عندما عاد أبو الغيط إلى القاهرة وقدّم تقريره عن لقائه بالأسد إلى مبارك، خرج بتصريح يعلن فيه أنّ سوريا ستقوم في ضوء رسالة الرئيس مبارك بدورها من أجل إجراء الاتصالات اللازمة مع الأطراف اللبنانية والمعنية للسعي للتوصل إلى تسوية للموقف الراهن.

وفي اليوم التالي، الخميس 13 تموز، أجرى مبارك اتصالاً هاتفياً بالأسد، كما تلقّى اتّصالاً من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، ثمّ اتصالاً من كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة. وفي اليوم نفسه، كان مبارك يستقبل سعد الحريري ويجري اتّصالاً هاتفياً مع الملك الأردني.

عندما شنّ الإسرائيليّون عملياتهم، تأكدت القاهرة أن العملية أكبر مما هو مرسوم لها، فتوقّفت الوساطة، وتم إبلاغ رسالة عاجلة إلى دمشق مفادها أن احذروا التورّط في الحرب.

تلقّى مبارك، بدوره، رسالة أميركية تمنح تل أبيب الحق في الرد وتحمّل المسؤولية لكلّ من سوريا وإيران وحزب الله. وهنا أسقط في يد الرئيس، كما قال مصدر دبلوماسي غربي وثيق الصلة بالسلطات الأميركية. فقد أيقن أنّ ثمّة تحالفاً غير معلن بين تل أبيب وواشنطن لاستخدام هذه العمليات ستاراً لمحاصرة حزب الله وضرب بنيته التحتية وهزّ صورته لدى الشارع العربي ومحاولة القضاء على ذراعه العسكرية.

في السابع عشر من تموز، بدأت في واشنطن جلسات كانت محدّدة سلفاً للحوار الاستراتيجي بين مصر وأميركا. ويذكر مسؤول مصري شارك في هذه الجلسات، لـ«الأخبار»: كان الطرف الأميركي لا يرى أي غضاضة في ما تفعله إسرائيل. ويعتقد، في المقابل، أنّ المكاسب التي ستعود على المعتدلين العرب سخيّة، وستكون أكبر من مربّع الشرّ الإقليمي الذي يضمّ ثلاثيّ حزب الله ودمشق وطهران.

لاحقاً، أعرب مبارك في حديث لمجلّة «تايم» الأميركية في 27/ 7/ 2006، عن اعتقاده بأنّ الردّ الأميركي على الأزمة اللبنانية جاء «محدوداً للغاية ومتأخراً جداً». كما أعرب عن عدم رضاه عن طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع الصراع الدائر حالياً في لبنان.

وبينما كان الطيران الإسرائيلي الحربي يتأهّب ليحلّق فوق سماء لبنان، كانت القاهرة تسعى لاستخدام رصيدها المعنوي لدى أولمرت وكبار معاونيه. وأجرى مبارك سلسلة اتصالات مع عواصم عالمية، من بينها فرنسا، حيث سعى لإقناع نظيره الفرنسي السابق جاك شيراك بالتدخّل لدى الإسرائيليين دون جدوى. فقد كان السيف قد سبق العذل.

وعندما اشتدّ القصف الإسرائيلي وبات يستهدف المدنيين العزّل، اشتعل الموقف شعبياً في مصر، وسعت الحكومة إلى توظيف الغضب الشعبي بعيداً عنها. واستنفرت أجهزتها الأمنية في الداخل لمنع وقوع أي تظاهرات شعبية ضخمة.

في المقابل، دأب مبارك على الإعلان أنه يجري اتصالات لحث تل أبيب على وقف العدوان ووقف إطلاق النار فوراً. وفي مواجهة دعوات أخذت تتصاعد بدعم لبنان عسكرياً، انتهز مبارك فرصة عودته من قمة ثنائية مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يوم الثلاثاء 25 تموز، ليعلن بوضوح أن مصر لن تدخل في حرب ضد إسرائيل للدفاع عن لبنان أو حزب الله اللبناني.

وقال مبارك يومها «إن من يطالبون بدخول مصر الحرب دفاعاً عن لبنان أو حزب الله، لا يدركون أن زمن المغامرات الخارجية قد انتهى». ورأى أن مثل هذا السيناريو مستحيل، فيما يحتاج 73 مليون مصري إلى التنمية والخدمات وفرص العمل، مشيراً إلى أن «من يطالبون بدخول مصر الحرب سيجعلوننا نخسر كلّ هذا في لمح البصر»، وأنه «غير مستعد لإنفاق ميزانية الشعب على حرب ليست حربه»، مضيفاً أن «إسرائيل لن تهاجم مصر تحت أي ظرف».

كانت تصريحات مبارك بالأساس موجهة للداخل والخارج، وخصوصاً بعدما تصاعدت الدعوات التي وُجّهت خلال تظاهرات شعبية محدودة لتدخّل الجيوش العربية في النزاع مع إسرائيل، ردّاً على عدوانها على لبنان.

بيد أنّ مبارك عمد إلى إطلاق سلسلة من التصريحات الصحفية حذّر خلالها ممّا وصفه بـ«كارثة» على المنطقة إذا استمر تدهور الأوضاع. كما طالب بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان، معلناً أنّ بلاده تعي خطورة الوضع، ولن تتوقّف جهودها من أجل سلام الشرق الأوسط وأمنه. وفي كل الأحوال، رفض مبارك الاستجابة لضغوط شعبية بتحريك الجيش أو حتى بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، أو استدعاء العدد المحدود من الدبلوماسيين المصريين في تل أبيب.

في خضمّ الحرب، زلّ لسان مبارك مرّة واحدة عندما أشار إلى حزب الله بتعبير «البتاع»، وهو مصطلح مصري عامي أثار سخرية الجميع، وكان مبعثاً (وما زال) للتندّر على هذه الهفوة الكلامية.

وفي الرابع من آب، وجّه مبارك رسالة عاجلة لنظيره الأميركي جورج بوش استعرض خلالها خطورة الموقف الراهن في لبنان وتداعياته على مجمل الوضع بالشرق الأوسط، وطالب الولايات المتحدة بسرعة التدخّل لتحقيق وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

لكن الردّ الأميركي جاء مخيباً لتوقّعات مبارك، ومتّفقاً مع تحليلات المخابرات التي رصدت مبكراً رغبة أميركية في إطالة أمد الحرب للتغطية على خسائر إدارة بوش في العراق من جهة، ولإجبار سوريا على وضع ظهرها إلى الحائط من جهة أخرى.

في الرابع عشر من آب، حلّ وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي ضيفاً على القاهرة، والتقى الرئيس مبارك في أوّل اتّصال علني مباشر بين القاهرة وطهران منذ اندلاع الأزمة. زيارة متكي، كما تقول المصادر، استهدفت تخفيف الضغط على حزب الله وإقناع القاهرة في المقابل بالعدول عن مواقفها العدائية ضد الحزب.

يومها كان مبارك قد قرّر مصارحة الإيرانيين بهواجسه ومعلوماته عن دورهم الخفي في تشجيع حزب الله وتمويله، واللقاء الذي كان مقرّراً له 45 دقيقة، دام أكثر من ساعتين.

استغل متكي اللقاء لينفي شبهة الحرب الشيعية على السنّة، ويغمز من قناة سكوت العرب عن عدوان دولة عضو في نظامهم الإقليمي (الجامعة العربية). كانت رسالة متكي واضحة: لا لتقرير مصير لبنان بعيداً عن أبنائه، لا لأي محاولة لنزع سلاح حزب الله، لا مبرّر لتدمير لبنان بهذه الحجّة.

بعدما وضعت الحرب أوزارها، قال مبارك في 26 آب إنّ حزب الله وإسرائيل لم ينتصرا في الحرب، وإن الخاسر الوحيد هو لبنان الذي دمّرت كل مقومات الحياة فيه من محطات كهرباء ومياه وجسور وطرقات، إضافة إلى مقتل وإصابة الآلاف من الأبرياء.

وقال مبارك في حديث لصحيفة حكومية: «لم ينتصر أحد في الحرب التي دارت، والتدمير الذي أوقع آلاف القتلى ودفع ثمنه لبنان وأهله دون ذنب هو نتيجة طبيعية لحرب بين جيش نظامي وميليشيات».

في 3 أيلول، دافع مبارك عن انتقاد سابق له لـ«حزب الله» بأنّه سبّب اندلاع الحرب، إلا أنّه قال إنّ قادة الدولة العبرية أخطأوا هم أيضاً. ونقلت عنه صحيفة «الأهرام» المصرية «إن ما أعلنه قادة إسرائيل وحزب الله‏ بعد الحرب يؤكد صواب رؤية مصر». وأضاف: «إن إسرائيل وحزب الله وقعا في الخطأ بعدم دقة كل طرف في حساباته».

وكرّر مبارك اتهامه لـ«حزب الله» بأنه «ذهب إلى مواجهة غير محسوبة». وقال: «‏لقد كشفت عن ذلك وقلته منذ اللحظة الأولى،‏‏ لكن بعض المنفعلين لم يجيدوا فهم رسالتي».

قبل القمة العربية التي التأمت في شهر آذار الماضي، وبعد اتصالات مصرية بحزب الله استهدفت توضيح الموقف المصري من العدوان الإسرائيلي على لبنان، تغيرت بشكل لافت للانتباه نبرة مبارك الذي تحدّث للمرة الأولى بلهجة إيجابية غير معتادة تجاه حزب الله، خلال مقابلته مع صحيفة محلية.

وكشف مبارك لأوّل مرة عن حوار بين مصر وحزب الله في إطار بقائها على اتصال مستمر بكل الأطراف اللبنانية، مضيفاً: «نحتفظ بمسافة متساوية منهم، ولا ننحاز لطرف على حساب الآخر، ليس لدينا جدول أعمال خفي في لبنان».

وقال مبارك إن حزب الله قاد المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، موضحاً أن «انسحاب إسرائيل عام 2000 فتح الباب أمام الحزب للاندماج بالعملية السياسية كطرف مهم في المعادلة اللبنانية. ومن شأن تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا أن يساعد على استكمال تحقيق ذلك، سواء بالمسارعة بترسيم الحدود بين سوريا ولبنان لتحديد هوية شبعا، أو بتسليمها من إسرائيل للأمم المتحدة لحين البتّ في هويتها».

وأشار مبارك إلى أن حزب الله أبدى تعاوناً في بسط سيطرة الجيش في جنوب لبنان بعد حرب الصيف الماضي، «ومن حق لبنان، كغيره من الدول، أن يستكمل مقومات السيادة من خلال مؤسسات ديموقراطية لا مكان فيها لدولة داخل الدولة».

مبارك في الحرب

• 13 تموز: مبارك ناقش تطوّرات فلسطين ولبنان مع الأسد والسنيورة وأنان

• 15 تموز: مبارك وعبد الله الثاني يؤكّدان إدانتهما للعمليات الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية

• 16 تموز: مبارك وخليفة يؤكدان في ختام مباحثاتهما بالقاهرة التضامن التام مع لبنان وأهمية استئناف عملية السلام

• 29 تموز: مبارك بحث مع السنيورة التطورات على الساحة اللبنانية

• 29 تموز: مبارك لمجلة تايم الأميركية: الحملة العسكرية لإسرائيل على لبنان «تجاوزت الحد»

• 29 تموز: مبارك لـ«أخبار اليوم»‏: مصر تبذل جهوداً كبيرة لحل الأزمة اللبنانية

• 30 تموز: مبارك يبعث رسالة للأسد ويتسلم رسالة من قابوس

• 30 تموز: مصر تدين القصف الإسرائيلي غير المسؤول لقرية قانا اللبنانية وتطالب بوقف النار

• 31 تموز: رسالة من مبارك للأسد حول التطورات في لبنان

• 31 تموز: كلمة الرئيس مبارك إلى الأمّة حول العدوان الإسرائيلي على لبنان

• 2 آب: مبارك بحث مع الرئيس اليمني مستجدات الموقف على الساحتين اللبنانية والفلسطينية‏ هاتفياً

• 4 آب: مصر في القمة الإسلامية تدعو مجلس الأمن إلى وقف إطلاق النار فى لبنان

• 4 آب: رسالة عاجلة من مبارك إلى بوش تطلب وقفاً غير مشروط للقتال في لبنان

• 6 آب: مبارك بحث مع السنيورة جهود مصر لوقف إطلاق النار هاتفياً

• 13 آب: مبارك يبحث الأوضاع اللبنانية مع الملك السعودي ورئيس الوزراء اللبناني

• 14 آب: مبارك يبحث مع وزير خارجية إيران تطورات الوضع في المنطقة

• 14 آب: مبارك في تصريحات لصحيفة المساء‏:‏ مصر مع أي تحرك دولي لوقف نزف الدم في لبنان

• 21 آب: مبارك وأمير قطر يبحثان تعزيز التضامن العربي وإعادة إعمار لبنان

• 22 آب: مبارك وأمير الكويت يبحثان جهود إعمار لبنان والأوضاع الفلسطينية

أمين عام الجامعة العربية عمرو<br>موسى (أرشيف - أ ب)
أمين عام الجامعة العربية عمرو
موسى (أرشيف - أ ب)


الرئيس الأميركي جورج بوش مستقبلاً الملك الأردني<br>عبد الله الثاني في البيت الأبيض (أرشيف - إي بي أي)
الرئيس الأميركي جورج بوش مستقبلاً الملك الأردني
عبد الله الثاني في البيت الأبيض (أرشيف - إي بي أي)


وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيرته الأميركية<br>كوندوليزا رايس في شرم الشيخ (أرشيف - أ ب)
وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيرته الأميركية
كوندوليزا رايس في شرم الشيخ (أرشيف - أ ب)


تعليقات: