البلد لا يحكمه إلقانون إنما القبائل والضباع الجائعة

 البلد لا يحكمه إلقانون إنما القبائل والضباع الجائعة
البلد لا يحكمه إلقانون إنما القبائل والضباع الجائعة


في كل العالم أسعار الأراضي ترتفع 3% أو 5% إلا في بلدنا ترتفع 50% إلى 200% بين ليلة وضحاها،

وفي كل العالم نرى أسعار المواد الغذائية مستقرة إلا في بلدنا على إرتفاع مستمر والأخطر من رفع الأسعار،انها مواد غذائية فاسدة...

أين نحن من الذئاب السوداء التي تنهش لحومنا وتعطي عظامنا للضباع الجائعة

نحن في بلد لا يحكمه إلا القبائل،

يقولون بأن المواطن فوضوي، فأقول بصرخة عالية لا بل الدولة فوضوية، ولا يهمها إلا الكتل النيابية لصالح بعد الدول الخارجية ولا يهمهم حياة المواطن ولا يسألون عن مدخوله الذي لا يكفي لدفع اجار منزل وإشتراك كهرباء وأكل لمدة إسبوع،

أنا أجزم بأن المواطن اللبناني كالمواطن السويسري (فلا تتعجبون أو تضحكون على هذه الجملة).المواطن السويسري لا يلد موهوب الهدوء أو النظام،بل ينشأ على قوانين يحترمها، ولا يحترمها برضاه بل عنوةً، وهو يعلم بأن إن أخل بالقوانين فالمحكمة والسجن بانتظاره، على سبيل المثال أحد الأيام كنت قد اوقفت السيارة بمنطقة ممنوع الوقوف نهائيا إلا لسيارة الشرطة أو الإسعاف أو سيارة طبيب طوارئ بإنتظار زوجتي وكنت داخل السيارة والمحرك مايزال دائرا، فأمرتني شرطية بأن أقلع فورا أو تكتب لي غرامة، فأقلعت بالسيارة وعدت إلى المكان وأنا أتكلم مع زوجتي بالهاتف واطلب منها الإسراع، بلمحة بصر نفس الشرطية قالت لي ابقى داخل السيارة من فضلك، وحررت لي محضر ضبط فطلبت منها أن تصفح عني فقالت لي بأنها ستساعدني وإنها لا تريد أن تكتب غرامة الوقوف الممنوع وإستعمال الهاتف أثناء القيادة معاً، فخيرتني ما بين الوقوف الممنوع أو إستعمال الهاتف أثناء القيادة...

مثال أخر، تخيلوا بأن كانت الساعة العاشرة مساء وفي نفس المبنى سهرة لعائلة سويسرية مع موسيقى عالية، فطلب منهم جاري سريلانكي وأنتم تعرفون المواطن السريلانكي قصير القامة ونحيل الجسم، طلب من العائلة السويسرية مرتين بأن يخفضوا صوت الموسيقى لأنها تزعجه أثناء نومه ولم يفعلوا، بعدها إتصل بالشرطة فدقائق صغيرة حضرت الشرطة وطلبت من العائلة السويسرية بأن يخفضوا صوت الموسيقى وعدم إزعاج الناس أثناء النوم.

مثال أخر، كنت ذات مرة قد عملت في سوبرماركت، وكانت وظيفتي أن أراقب صلاحية تواريخ المواد الغذائية، فكل شيء باقي له مدة إسبوعين تقريباً نكتب عليه 50%, وكل شيء باقي له يوم أو يومين نضعه في الواجهة ونكتب عليه 70% أو نرميه في اليوم الثاني.

أمثلة يوجد الكثير الكثير فهنا أريد القول بأن المواطن السويسري مجبور أن يلتزم بقوانين بلاده وإن القانون في سويسرا فوق كل إعتبار فلا يوجد كبير أو صغير بقوانين سويسرا، هناك دولة بكل معنى الكلمة، الكل يخاف من شرطي ليس لأنه حامل مسدس أو من بنيته الجسدية بل لأنة هو القانون بعينه، أما في بلدنا لكل طائفة عدة قبائل ولكل قبيلة لها قانون وكل قانون يختلف من شارع إلى أخر، ولو كان عندنا دولة تثبت القانون وتحاسب كل من لا يحترمه ونطرد الاقطاعين المتسلطين علينا ونهب بثورة ضد الذئاب السوداء قائلين كلمة واحدة: "بلدنا هو لبنان وزعيمنا هو القانون الرافض لطائفية".

تعليقات: