«أوفريرا»: الهوى غلاّب

برنامج \
برنامج \"أوفريرا\" كل أحد على OTV


يُعتبر برنامج "أوفريرا" كل أحد على OTV، منبرا سياسيا بامتياز للمحطة، "يتمسخر" على من هم في الضفة الأخرى، من دون السعي، كما يفعل بعض البرامج الساخرة، الى الظهور في "الوسط"، و"التقنيص" من هذا المكان. باختصار "أوفريرا" يفرض حاله "عوني" الهوى، ويتبنى شعارات "التيار الوطني الحر"، ويروّج لها بأسلوب يُضحك من يؤمن بهذه الشعارات أصلا. ولعل أحد اسكتشاته الأخيرة يختصر الواقع من منظاره: نايلة معوض وصولانج الجميل "أكّيلة بونبون"، الرئيس أمين الجميل "بيكوي شعره"، سمير جعجع "منجّم"، فؤاد السنيورة "سارق الخزنة"، وسعد الحريري "أصلو سعودي". أما ميشال عون فـ"دابحن كلن ورح يكبّوا حالن عن البلكون"!

هذه المباشرة في المعالجة تبعد حتماً عن البرنامج جمهوراً واسعا لا يؤيد العماد عون وطروحاته، لكن كما يبدو فإن المحطة بأكملها لا تسعى الى استمالة هذا الجمهور. من ناحية أخرى ومثل بقية البرامج، في "أوفريرا" باقة من الممثلين المقنعين في أدائهم والذين يملكون نقاط قوة نافرة. فجورج حريق معروف بقدرته على التقليد (فاجأنا بتقليد الرئيس المخلوع حسني مبارك)، وهشام حداد طبيعي في أدائه، وكريستيان الزغبي موهوب في تقمص اللهجات والشخصيات (وخصوصا الرئيس سعد الحريري) وسبق وبرز في LBC مع شربل خليل. أما نسرين هاشم فهي قادرة على أن تكون الفتاة المثيرة والعجوز الشمطاء، ولديها موهبة استثنائية في أداء اللهجات، حتى الغربية منها. وفي البرنامج أيضا ماهر حداد، الذي يبدو أنه شقيق هشام، وماريلو أبوعازر، وشفيق سعادة الغائب أخيرا.

رغم حضور الاسكتشات الاجتماعية، إلا أن الحدث السياسي الطاغي يحتل معظم وقت الحلقة، مثل مهرجان "البيال" الأخير الذي دعت اليه قوى 14 اذار، الى تقليد المواطن السوري وسط ما يشهده هذا البلد من متغيرات.

من ناحية أخرى يكرس "أوفريرا" بعض الحلقات أو أجزاء منها "للتقريق" على برامج محطات أخرى مثل "ديو المشاهير" وانتخاب ملكة جمال لبنان، وملك جمال لبنان، و"أراب أيدول"، الذي صار "هرب الـIDOL"، مع العلم أنه حتى في هذه البرامج المنوعة لا مانع من إدخال السياسة كأن يصبح سعد الحريري مشتركا يهوى الغناء... لكن الحق يقال إنهم يستغلون أحيانا نقاطا نافرة في هذه البرامج، ويستطيعون تضخيمها وإضحاك الناس عليها. لكن حبذا لو يستخدمون الأسلوب نفسه في تقليد البرامج التي تعرض على OTV، لكانت عندها الصدقية أكبر.

أخيراً نلفت المخرج والمعد شادي حنا، وبقية المشاركين في الكتابة، الى أن البرنامج الناجح هو من يستقطب جمهورا لا ينتمي أصلا الى المحطة، فيضيف الى رصيدها، وهذا ما ينقص "أوفريرا".

تعليقات: