رنا زهرة من أزهار الربيع

رنا زهرة من أزهار الربيع
رنا زهرة من أزهار الربيع


مَن منا لا يعرف رنا؟

مَن منا لم يخاطب رنا ويجالس رنا، ويصغي الى حديثها؟

ليس في حديثها ملل، ولا ضجر، تتقاسمه السلاسة والعذوبة!

طفلة في ملاك، وشابةأميرة، خلوقة، مهذبة جميلة، الله جميل يُحب الجمال، طموحة مؤمنة..

ماذا نقول عن رنا؟

وماذا يجب ان نقوله في رنا؟

اذ ليس لحديثها نهاية، حديثها آيات تتلى ولا نهاية لحروف كلامها، ولافواصل ولا نقاط، منسق منمنم، ينساب كأنسياب الروح في الجسد.

والى مَن لايعرف رنا نقول:

يقع بيت رنافوق رابية من روابي الخيام...

حيث اسراب الطيور تعبر لون اجنحتها تنبؤ بقدوم الربيع، غرفة وسرير.

شرفة ونافذة، نسيم يداعب ستارة أسدلت، من فوق نافذة، منها يتسلل ضوء القمر خلسة، قبل ان ينبلج الفجر، ويغتدي والطيرفي وكناتها، يهمس في اذن رنا عند وسادة كأنها شقائق النعمان، تتدلى عليها ضفائر ذهبية اللون، يوقظها مناديا حي على الصلاة، تبادله ابتسامة بريئة، تحتضن رأسها فوق ركبتيها، تعاود تلك النسائم العليلة المنبعثة من وراء اشجار المشمش، تنفخ في جناباتها، تحملها على الاستقامة، والوقوف بين يدي الله، تملأ كفيها بقطرات من ماء يتساقط سريعا من اعلى شجرة الجرانك المتكئة على نافذة غرفتها، تتوضأ، ترتدي ثوب صلاتها الابيض، استعارت من بتول العذراء ثوب طهارة، ومن خدر الزهراء محرابا، فيه تتلو صلاتها في خشوع.

على شرفة غرفتها كانت تقف رنا، الى الشرق تنظر وإذا بحرمون مكلل ببياض يشبه طرحتها، طرحة رنا من نرجس نيسان، عروس فوق الحشائش الخضراء تخطو، يعانق كفها النرجس والدحنون ،من رحيق الزهور حناء كفيها، وبعض فراشات يحمن، يتسلقن ضفائرها، يتجمعن كشهد البيلسان، لقدوم رنا تتأهب الطبيعة، وكأنها في عرس. صفصافة أغصانها تتراقص حتى الانحناء، تُقبل الارضَ وتعفر خديها عندأقدامها، وحفيف اوراق الحور تقرع لها كأجراس ميلاد المسيح، عن يمينها ويسارها الحساسين تغرد انشودة الصباح، وفوق اشجار التين تعبث البلابل بمنقارها وريقات تلتف حول (ديفورة)، وتحت قدميها يفور الماء من نبع (المسيل)، يحمل قصصها الجميلة كقصص شهريار، يبوح بها الى غدران الدردارة ،والباردة، والرقيقة. يشيع البسمة على شفاههم.

رنا زهرة من أزهار الربيع بل هي الربيع،

يا ربيع الخيام القادم على صهوة جياد من وحي الزمن آتٍ. إذ ما سألت عن رنا سوف تنبيك اسراب السنونو بأنها رحلت.. رحلت.. رحلت الى جوار ربها رحلت.

..

رنـا بـدرٌ ووجــهٌ أضـــاء الكــون و الأجــل دنـــا

حزنٌ في خيامنا جثى وصوت النواح بـها عـــــلا

يازهرة أريـجها طيبهــا عـطــرهـا لـونـهـا خـفـــا

ياحُـلُــمٌ وجـمـالٌ علــى اهـــداب البـــدر غـفـــا

رنـا مـلاك الى العـليـاء وفـي روضـة الخلـد سنــا

على مـقـعدك دفـترٌ وكـتابٌ ومـن طـيفُــكِ ماخـلا

فـي مدْرسـتـك الـيـوم حـزن وكـل يـوم وغـدا

أُمٌ تـجرّعـت حـسرةً ومـن مـرارة الـوداع كاسـا

والاخوة في البيت تجول سائلة عن صوت ماشدا

ووالـد مـثـكـول مـكلـوم مــن فـراق قـد أتــــى

وعـبــرات لاتـفـارقـه وحـزن أثــخـنــه الـنــوى

تـالـلـه خـطــب مـنها الظـهـراقـدانحـنــى والرأســا

لـلـه الاكــف تـرفــع سـائــلـة مـنه عـونــا وصــبـرا

تسبيحـات لله وصـــلاة علـى مـحمـــد وآلـه تـتـلا

عبد اللطيف حسن عبدالله - قطر –الدوحة

موضوع رضى القاعوري: "رنا عبدالله.. فيك تُختصر الطفولة ووجهك يختصر الجمال"

موضوع أسعد رشيدي: "رنا عبدالله و.. عودة الروح"

موضوع عماد مالك عبدالله: "رنا عبدالله.. برحيلها ستترك غصة في كل قلب"

سجل التعازي بالمرحومة رنا علي حسين عبد اللطيف عبدالله

تعليقات: