زيبار الزيتون يصرّف في نهر الحاصباني

لا يستطيع أصحاب معاصر الزيتون إنشاء محطات تكرير على حسابهم الخاص (أرشيف)
لا يستطيع أصحاب معاصر الزيتون إنشاء محطات تكرير على حسابهم الخاص (أرشيف)


كل عام، تضاف إلى المعاصر في منطقتي حاصبيا والعرقوب معصرة جديدة، حتى بات عددها اثنتين وثلاثين، تنتشر عند مداخل القرى التي تُعَدّ زراعة الزيتون مردودها الأساسي. الخبر السيئ ليس هنا، فالمشكلة ليست في عدد المعاصر التي يمكن أن تصرف زيتاً أكثر، ولكنها تكمن في أزمة الزيبار «المرمي» في نهر الحاصباني، بسبب عدم تشغيل محطات تكرير مياه الصرف الصحي.

لا شيء يحل الأزمة، إلا «التفاتة الدولة وتشغيلها لمحطات التكرير»، يقول وليد دقماق، صاحب معصرة عند مثلث الهبارية ـــــ كفرحمام ـــــ كفرشوبا. لا طاقة لهذا الرجل على حل تلك الأزمة؛ «فنحن نستطيع حل أزمة الجفت بإعطائه للمواطنين لاستعماله في التدفئة خلال الشتاء، أما بالنسبة إلى الزيبار، فما نستطيع فعله هو جمعه في خزان تحت الأرض ومن ثم نقله ورميه في مناطق بعيدة». يستطرد دقماق قائلاً: «عندما تشغل الدولة المحطات، ما عنا مانع ننقلهم إلى هناك، حتى لو تكلفنا عليها».

حال دقماق لا تختلف أبداً عن حال يحيى دربيه، صاحب معصرة في عين جرفا. فهذا الأخير الذي وجد أيضاً حلاً للجفت «عبر رصه في آلة ضاغطة، وتقطيعه إلى ما يشبه قطع الخشب بطول 25 سنتم وبيعها للتدفئة»، يعجز عن فعل الشيء نفسه بالنسبة إلى الزيبار. ويقر بأنه وبعض أصحاب المعاصر «مضطرون إلى تصريف هذه المادة عبر شبكات ممدودة إلى الوادي». ومن الوادي؟ إلى نهر الحاصباني الذي بات مستوى المياه فيه موازياًَ إلى مستوى مياه الصرف الصحي والزيبار. ويبرر دربيه الأمر بالقول إنه «لا إمكان لصاحب كل معصرة هنا أن ينشئ محطة تكرير بسبب كلفتها، ثم هناك محطات تكرير في المنطقة، ولا تحتاج إلا إلى تشغيلها»odhl ],j ;,l.

مصدر في القائمقامية في حاصبيا، رفض ذكر اسمه، أشار إلى أن «القائمقامية عقدت اجتماعاً دعت إليه أصحاب المعاصر ومندوبي لجنة البيئة وممثلين عن الدفاع المدني ووزارة الزراعة، وبحثت بجدية ومسؤولية هذه المشكلة». ولفت إلى أن «الجميع كان متجاوباً، وقد اتُّخذت تدابير مبدئية إلى حين إيجاد الحل، بصب زيبار الزيتون في حفر يستحدثها أصحاب المعاصر، بانتظار الحل الجذري المتمثل في إنشاء محطات تكرير لمياه الصرف الصحي وزيبار الزيتون، منعاً لصبهما في النهر». ونبه إلى أن «عدم الإسراع في تشغيل المحطات، يهدد وجود نهر الحاصباني الغارق في التلوث ويهدد ثروته السمكية أيضاً». وإذ يلفت إلى أن «مشكلة التلوث موجودة كما في باقي المناطق اللبنانية، إنما المشكلة هنا هو في ازدياد عدد المعاصر كل عام التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة التلوث».

تعليقات: